براغ- اوليفييه بوب:&جدد الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم من براغ، وقبل افتتاح قمة حلف شمال الاطلسي، حملته على العراق، طالبا من حلفائه في حلف شمال الاطلسي ان يساندوه في حال اتخاذ قرار بشن حرب جديدة ضد العراق.&
وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده اثر لقائه الرئيس التشيكي فاتسلاف هافل "اذا اتخذ القرار باستخدام القوة المسلحة، فسنشاور اصدقاءنا، ونأمل بان ينضموا الينا".
وبدا الموضوع العراقي مطروحا بقوة في براغ رغم عدم ادراجه رسميا على جدول اعمال قمة الاطلسي المخصصة بشكل رئيسي لتوسيع الحلف ليشمل سبع دول جديدة.&&ولم يخف الرئيس الاميركي منذ وصوله الى العاصمة التشيكية مساء الثلاثاء نيته مناقشة الموضوع العراقي مع حلفائه في الاطلسي.
وقال في حديث الى التلفزيون التشيكي "اذا رفض العراق نزع سلاحه، فسنقود عندها ائتلافا من اجل القيام بذلك، ونامل بالطبع ان ينضم الينا اصدقاؤنا في حلف شمال الاطلسي".&وذكر مصدر مقرب من الحكومة الالمانية امس الثلاثاء ان القمة ستناقش في اليوم الاول من انعقادها الخميس، اعلانا يؤكد دعم الحلف لقرار مجلس الامن بشان العراق.
وشدد مسؤول كبير في الحكومة الالمانية ان الاعلان يفترض الا يلزم اعضاء الحلف بشكل افرادي بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الامن بالوسائل العسكرية في حال عدم تجاوب العراق مع القرار.
وقد اعلنت المانيا بوضوح انها لن تشارك في اي عملية عسكرية في العراق، حتى لو حظيت بموافقة الامم المتحدة، وتسبب هذا الموقف بفتور العلاقات بين المانيا والولايات المتحدة.
وردا على سؤال بهذا الشان، شدد بوش الاربعاء على ان كل دولة يجب ان تختار بنفسها الدور الذي ستقوم به.&وتابع "انه قرار على كل بلد ان يقدم عليه ليقرر ما اذا كان سيشارك ومتى سيفعل ذلك وباي طريقة".&
كذلك اعربت فرنسا عن رفضها دعم مبدأ القيام بعملية عسكرية في العراق خلال قمة براغ. وقال متحدث باسم الرئاسة الفرنسية ان باريس تؤيد دعم القمة للقرار الدولي رقم 1441، الا انها تعارض اي قرار بشان مشاركة الحلف في عملية عسكرية محتملة.
وقال بوش في مؤتمره الصحافي اليوم "اذا كانت ارادة العالم الجماعية قوية، نستطيع ان نحقق نزع السلاح بطريقة سلمية. ولكن اذا رفض العراق نزع سلاحه فان الولايات المتحدة ستقود ائتلافا من اجل القيام بذلك".
واشار الى ان حصوله على دعم شركائه الثمانية عشر في الحلف سيعزز امكانية ادراك صدام حسين بان عليه ان يتخلى عن اسلحة الدمار الشامل وفق ما ينص عليه القرار الدولي.&وقال الرئيس الاميركي من جهة ثانية انه "سيرد بالطريقة المناسبة" على تعرض الطائرات الاميركية والبريطانية لنيران المضادات العراقية في منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه.
وكان بوش اول الواصلين الى العاصمة التشيكية التي اعتمدت اجراءات امنية استثنائية تم تعزيزها بعد العثور الثلاثاء على متفجرة موضوعة تحت احدى السكك الحديدية في احدى ضواحي العاصمة. وانتشر 12000 شرطي و4500 عسكري في براغ تحسبا لاحتمال وقوع اعتداء ارهابي، او تظاهرات عنيفة في الشوارع.&والى جانب الطيران العسكري التشيكي، تحلق مقاتلات اميركية ومروحيات وطائرة-رادار من طراز "اواكس" في اجواء المدينة.
وانفقت الشرطة التشيكية حوالى 20 مليون يورو من اجل تزويد عناصرها في قسم مكافحة الشغب ببزات جديدة للحماية وبآليات جديدة، كي لا يتكرر الوضع الذي واجهته في خريف العام 2000 عندما عجزت القوى الامنية عن ضبط التظاهرات التي قام بها ناشطون مناهضون للعولمة خلال انعقاد المؤتمر السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في براغ.&وقد اقفل عدد كبير من الطرق بشكل تام امام الاشخاص العاديين واقتصر المرور فيها على البعثات الرسمية في دائرة واسعة حول "قصر الكونغرس" حيث ستنعقد القمة.
وتفتتح قمة الاطلسي رسميا غدا الخميس. ويلتقي رؤساء الدول والحكومات ال19 المشاركة في القمة مساء اليوم في عشاء رسمي يتحدث فيه عميد الرؤساء الرئيس الفرنسي جاك شيراك، موجها تحية الى فاتسلاف هافل الذي ينهي ولايته الرئاسية في كانون الثاني/يناير المقبل.&ويفترض ان تقر القمة الخميس من حيث المبدأ توسيع الحلف ليشمل سبع دول جديدة هي: ليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا وبلغاريا.
واكد هافل الثلاثاء ان الحلف سيدعو هذه الدول التي كانت جزءا من اوروبا الشيوعية سابقا الى الانضمام اليه في غضون عامين. وسبق للحلف ان ضم اليه في 1999 كلا من بولندا والمجر والجمهورية التشيكية، وهو يخطط لمرحلة ثالثة من التوسيع في السنوات المقبلة.
كما ستبحث القمة في تطوير وسائل عمل الحلف بشكل يساعده على الرد بفاعلية على تهديدات الارهابيين واسلحة الدمار الشامل.&وقال بوش اليوم عن الدول الجديدة التي ستنضم الى حلف الاطلسي ان "التاريخ علمها ضرورة حماية الحرية بكل الوسائل، هذه الدول ستقوي حلفنا".
وشدد على اهمية تغيير مهمات حلف الاطلسي الذي انشىء في 1949 للوقوف في وجه الخطر السوفياتي خلال الحرب الباردة، وقال ان "العدو اليوم ليس روسيا، الارهابيون في العالم الذين يكرهون الحرية هم العدو".&ويفترض ان يقر الحلف مبدأ انشاء قوة رد سريعة قوامها 21000 رجل ويمكن الاستعانة بها خلال وقت قصير جدا وفي مهمات عسكرية محتملة في كل انحاء العالم.