لندن خاص بـ "إيلاف": في اللقاء الرسمي بين الرئيس السوري بشار الأسد وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني الزائر لدمشق باحتفال بروتوكولي ورسمي سابق للعادة، فإن دمشق توجه رسائل إلى الجوار وخصوصا التركي في انها لا تزال تمسك ببعض الخيوط التي تمكنها من القرار القوي في المنطقة بكل تداعياتها.
والبارزاني الذي تحادث مطولا اليوم مع الرئيس بشار الاسد على خلاف اشكالي مع حكومة انقرة التي سحبت جواز سفره من قبل اشهر على خلفية الخصام بينهما في شأن ادعاءات تركيا التي تتحدث عن السيدادة التركية على اقليمي كركوك والموصل الغنيين بالنفط في شمال العراق.
وانقرة منعت البارزاني وهو الزعيم الكردستاني المعروف اضافة الى نظيره جلال الطالباني زعيم الحزب الوطني الكردستاني من دخول اراضيها وهي سحبت جواز سفره التركي المؤقت الممنوح له لقاء ممانعته الموافقة على اراء سياسية لها، على خلفية رفضه التدخل التركي في الشأن الكردستاني في الشمال العراقي.
ولقاء الرئيس السوري اليوم مع البارزاني يشير الى تطور في الموقف السوري ازاء الحال العراقي ومحاولة "لملمته في اطار العراق الداخلي ووحدته من دون تدخلات من جهات اخرى ايرانية كانت او تركية".
وكانت دمشق استقبلت قبل اسبوع مع الزعيم الكردي الآخر جلال الطالباني، وهي اخضعته الى تحقيق طويل حول مواقفه التي صرح بها في واشنطن حول سماحه لتدخل اميركي عسكري في شؤون العراق عبر الاراضي التي يسيطر عليها في كردستان.
وكان الطالباني خضع لمثل هذا التحقيق في طهران التي ارسلته الى دمشق للتأكد من مصداقيته في تناوله وطروحاته للأمور السياسية الراهنة على الحال العراقي.
واستقبال الرئيس السوري لمسعود البارزاني المرفوق بضجة اعلامية لم يكتسبها الطالباني حيث لم يستقبله الرئيس بشار الاسبوع الماضي تشير الى وجود تحالفات جديدة تحاول دمشق ان تكون مرتكزها الاساس مع ابعاد أي دور لطهران او انقرة في الشأن العراقي في المستقبل.
وتعتقد دمشق ان الحال العراقي امر يهم العرب وحدهم من دون اية تدخلات من الجوار غير العربي سواء من تركيا او ايران، وهذه الرسالة وضعها الرئيس السوري بشار الاسد امام القادة السعوديين والبحرينيين في جولته اول من امس.
وقالت مصادر ذات صلة في الشأن الاستراتيجي السوري ان دمشق "قد تشارك في أي تحالف دولي جديد من شأنه اسقاط حكم الرئيس العراقي عبر قرارات من الامم المتحدة وبشرعيتها ولكن من دون تدخلات في الشأن العربي من دول الاطراف" وسورية تعني بذلك كلا من تركيا وايران الطامعتان بدور رئيس في العراق في مرحلة ما بعد حكم الرئيس صدام.
ويبدو ان مسعود البارزاني وهو زعيم واحد من التكتلين الكرديين الكبيرين هو الأقرب الى التفاهم مع دول الجوار العربية من مثل المملكة العربية السعودية وسورية والاردن لحال العراق الموحد مستقبلا من دون تدخلات الجوار الايراني او التركي.
واذ ذاك، فان المعلومات المتوفرة في خزنة "إيلاف" تشير الى ان جلال الطالباني بدأ يفقد الثقة من جانب اصحاب القرار في عواصم الجوار العربية وخصوصا الرياض ودمشق التي تعطيها الادارة الاميركية آذانا صاغية في هذه المرحلة لجهة الحال العراقي.