حسين السكاف
&
تقول التجارب السياسية الحديثة، بأن الإعلام هو أهم الأسلحة التي يجب امتلاكها، عندما تريد أي جهة سياسية أو غير سياسية، نشر أفكارها ورؤيتها الخاصة بما تتبناه من أهداف، ولذا نجد أن الكثير من الأنظمة والحكومات والمنظمات قد سخرت أموالاً طائلة من أجل خدمة قضاياها عن طريق الإعلام، بل أن هناك أنظمة سياسية قد غيرت موازين القوى على الأرض، واستطاعت تغيير الخرائط الجغرافية لبعض مناطق المعمورة عن طريق الإعلام وبالإعلام فقط في بعض الأحيان.
أعترف بأني قد عرفت سياسة وأفكار وأهداف منظمة المؤتمر الوطني العراقي المعارض للمرة الأولى عن طريق جريدة " المؤتمر " الناطقة باسم هذا التجمع، وهناك الكثيرون غيري ممن عرفوا هذه المنظمة بالوسيلة نفسها، فالملايين الأربعة من العراقيين والذين تتوزعهم المنافي نتيجة الجهود الخاصة! التي بذ لتها الحكومة العراقية، من تجويع وترهيب وإعدام وحروب واحتلال، أنجبت ظاهرة جديدة تمخضت عن نفي العقول العراقية إلى الشتات.&
استطاعة " جريدة المؤتمر " وبفترة زمنية قصيرة أن تكون منبراً إعلامياً مهماً على ساحة المعارضة العراقية، فلقد جمعت بين التيارات والأحزاب السياسية والقوميات والأديان على اختلافها في بودقة واحدة هدفها الخلاص من دكتاتورية واستبداد النظام العراقي، وهذا ما عجزت عن تحقيقه كل الجهود السابقة من مختلف هذه الجهات السياسية والدينية والقومية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، فهل يحق لمنظمة المؤتمر الوطني العراقي أن تنحر هذا الوليد " جريدة المؤتمر " الذي ولد كبيراً بسكين المصاريف الجانبية كالاجتماعات والسفرات والفواتير الأخرى على حساب سلاحه الوحيد، والذي أنجز بفترة قصيرة نشر أفكار وأهداف هذه المنظمة التي لا تمتلك أي تاريخ نضالي على الساحة السياسية العراقية من قبل ؟، والسؤال الآخر الذي يطرحه الكثيرين وأنا واحد منهم، إذا كانت منظمة المؤتمر الوطني العراقي وهي منظمة صغيرة، لا تتمتع بالشفافية، فكيف ستكون قادرة على تسلم سدة الحكم في العراق ( حسب ما تعد لنفسها في الآونة الأخيرة ) وتظهر للشعب العراقي نزاهة الحاكم التي افتقدها هذا الشعب منذ أكثر من ثلاثين عاماً ؟.
يجدر بنا أن نعرف بأن ما وصلت إليه " جريدة المؤتمر " من مستوى ثقافي وسياسي وحتى شكل إخراجي لصحيفة عربية مرموقة، كان نتيجة الجهود الخاصة التي بذلت من قبل بعض المثقفين العراقيين أمثال الشاعر العراقي فوزي كريم والدكتور رشيد الخيون و حسن العلوي الذي كان يترأس تحريرها.
&
كاتب عراقي يعيش في كوبنهاكن
[email protected]