لوران بارتليمي: ترتفع في البرلمان الأوروبي الأصوات المعارضة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وان كان النواب الأوروبيون يحتفظون في الوقت الحاضر بموقف منفتح حول هذا الملف الدقيق.
&وجمع النواب الاوروبيون المحافظون من حزب الشعب الاوروبي، كبرى مجموعات البرلمان الاوروبي، اليوم الاربعاء في ستراسبورغ اكثر من 150 صوتا مؤيدا لتعديل يعيد النظر في الموقف الرسمي للاتحاد الاوروبي الذي اعتبر تركيا دولة مرشحة للانضمام اليه.
&وتم اقتراح هذا التعديل الذي يلغي اي اشارة صريحة الى احتمال انضمام تركيا، بعد اسبوعين من اعلان رئيس "الاتفاقية بشان مستقبل اوروبا" فاليري جيسكار ديستان معارضته انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي. غير ان النواب الاوروبيين رفضوه في نهاية الامر بمعارضة 376 صوتا مقابل تاييد 156.
&وينص التعديل على اقامة "شراكة خاصة" مع تركيا بدل دخولها الى الاتحاد الاوروبي.
&وفضل النواب الاوروبيون الاحتفاظ بالنص الذي وضعته لجنة الشؤون الخارجية، وهو يطلب من الدول ال15 ان "تتعهد بنية طيبة احراز تقدم في عملية انضمام" تركيا.
&واعتبر رئيس مجموعة حزب الشعب الاوروبي هانس غيرت بوترينغ ان التعديل الذي اقترحته مجموعته لا يهدف سوى الى اثارة "جدل" حول انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
&واعرب عن اسفه لكون هذا الجدل لم يحصل حين منحت تركيا صفة الدولة المرشحة "في بضع دقائق" خلال قمة هلسنكي الاوروبية عام 1999.
&غير ان النائب ماركوس فيربر (الماني) واضع التعديل اكد ان الهدف الحقيقي هو تجنب دخول تركيا الاتحاد الاوروبي. وقال "نريد التعامل بشكل وثيق مع تركيا في العديد من المجالات، لكن هذا التعاون يجب الا يصل ابدا الى مستوى الانضمام".
&وتثير هذه المسألة الشقاق داخل كافة المجموعات السياسية.
&فان كان الحزب الاشتراكي الديموقراطي، ثاني اكبر كتلة نيابية اوروبية، يحتفظ رسميا بموقف مؤيد لانضمام تركيا، الا ان المجموعة منقسمة في الواقع بهذا الشأن، اذ يعارض النواب الالمان فيها بصورة خاصة هذا الانضمام، بالرغم من تاييد المستشار الالماني غيرهارد شرودر له.
&ووصل الشقاق الى صفوف حزب الخضر المؤيد تقليديا لانضمام انقرة، حيث اعرب عدد من نوابه عن معارضتهم وتشكيكهم، وفق ما اوضح زعيم الكتلة دانيال كوهن بنديت في كواليس البرلمان.
&ويخشى بعض النواب من دعاة حماية البيئة ان يشهد الاتحاد الاوروبي بلبلة سياسية كبيرة من جراء انضمام دولة يبلغ عدد سكانها 68 مليون نسمة وسيكون وفدها الى البرلمان الاوروبي ثاني اكبر وفد بعد الوفد الالماني.
&وتساور المخاوف ذاتها العديد من النواب الاخرين. واوضح مسؤول في البرلمان طلب عدم ذكر هويته ان الحل المثالي بنظر هؤلاء النواب هو التوصل الى اتفاق يمنح تركيا "جميع مواصفات دول الاتحاد الاوروبي باستثناء المشاركة في هيئاته". واعرب المسؤول نفسه عن قناعته بان الاتحاد الاوروبي لن يستقبل ابدا انقرة بين صفوفه.
&وقال نائب اوروبي اشتراكي ديموقراطي نافذ ان العديد من البرلمانيين ياملون في ان تتيح "الاتفاقية بشأن مستقبل اوروبا" ايجاد مخرج لائق لهذه المسألة.
&وتفكر الاتفاقية في صيغة شراكة جديدة مع الدول المجاورة للاتحاد الاوروبي تكون اشمل من اتفاقات الشراكة الحالية، من دون ان تصل الى مستوى الانضمام.
&ورأى نائب حزب الشعب الاوروبي جان لوي بورلانج (فرنسي) اليوم الاربعاء ان "الجدل ينبغي ان يحصل في مطلق الاحوال". واضاف انه "يتعين الاختيار بين بناء اوروبي شمولي يكون اشبه بتعاون معزز داخل الامم المتحدة، او اوروبا قوية تكون بمثابة مجموعة جغرافية-سياسية محدودة".