&
ذَاتَ يومٍ، تعُودُ الطيورُ مُغرِّدةً في سماواتها
وَتَعودُ النجوم، تُراقصُ في الليل أطيافَها
وَيَظلُْون هُمْ حيث هُمْ..
قُبَبٌ رَّثةٌ تتبخَّر في ذاتها
وَهَياكلُ في نفقٍ حَجَريٍّ مجلَّلةٍ بالترابْ
فابْتَسِمْ.. إنها الشمسُ تغرقُ في طبقاتِ السحابْ
ابتسِمْ للحُضْور، ابتسم للِغيابْ
ابتسم للبكاءِ، ابتسم للعذابْ
ابتسم للجنُون، ابتسم للخرابْ
ابتسم للغزاةِ وَهُم يُقْبلون.
للعبيد الطغاةِ وهُمْ يزَحفُون
للطغاةِ العبيدِ وهم يبطِشُونْ
ابتسم غضباً..
ابتسم لهَبا..
إنَّ حُزْنكَ أكبرُ مِنكْ
وَأعمقُ مما يَرىَ الميِّتون!
***
وَتعوُد تسائِلُ نَفْسَك
عنكَ وعنْهَمْ
وكيف تراهُمْ، هُناَ وهُنَاك
وكيف يرونك فيهم؟
وأي الشَّبِيَهىنْ؟ من قتل الله في نفسه
ومشى والجريمةْ تقطر من شفتيه
وَشَهَّر باسم الرسول الكريم
وَأَسقط مصحفه من يديه
وَحَجَّ إلى الموبقات ذليلاً
وداسَ قبُوُر النبي، جيلاً فجيلاً
***
تراه العتيقَ الأنيقَ المكفّنَ بالثلج والعاجْ
أو حامِلَ الخنجر الخَشَبِيَّ اللصِيق على صَدْرِه...
أو تراهُ المقنّع بالدمِ والنَّارِ في ساحة القدس
أو وارث الشَّعْبِ وَالعرشِ والتاجْ!
***
لا.. لا تُقلْ: ربما كان أَو لم يكُنْ
لا تقل: ربما هان أو لم يهن
وتظلُّ تسائل نفسك:
أيَّهما خانَ أُمَّته قبل صاحبهِ؟
وكأن الخيانةَ غيرُ الخيانةْ
وكأن الإهانةَ غير الإهانة
وكأن الذي جَاءِ مِنْ بعدُ
غير الذي جاءَ مِن قبلُ
والبحر في الرّمَلِ، كالرمل في البحْر
والصَّخْر في العشَبِ كالعُشْبِ في الصخْر
والبعد في القربِ كالقربِ في البعد
والشيء شيئانْ
والحقُّ في شِرْعةِ الظلمِ حقَّانْ
والعدلُ في لغة القهرِ عدلانْ
والموتُ كالموت سيانْ
المغرب - الرباط في 20/11/2002