جان مارك موجون: تهدد العملية الانتحارية التي وقعت الخميس في القدس مجددا فرص تحريك المفاوضات قريبا بين إسرائيل والفلسطينيين بالرغم من جهود الأسرة الدولية وبان تؤدي إلى تشدد الناخبين الإسرائيليين خلال الانتخابات التشريعية التي ستجري في 28 كانون الثاني/يناير المقبل.
&ومن شأن هذه العملية التي سقط فيها احد عشر قتيلا بالاضافة الى سائق الحافلة التي كانت مكتظة بالركاب، ان تضعف الجهود الدولية التي بذلت مؤخرا من اجل اعطاء دفع "لخريطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية (الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والولايات المتحدة) والتي تقترح قيام دولة فلسطينية على مراحل.
&واعتبر المحلل الاسرائيلي جيرالد شتاينبرغ ان "خريطة الطريق مجرد وهم". وقال "ان معظم الناس يعرفون انها لن تغير شيئا على الارض" مضيفا ان "اسرائيل لن تخاطر بالسماح بقيام دولة فلسطينية اذا لم تكن هناك صدقية في الجانب الفلسطيني".
&وقال المتحدث باسم الحكومة رون بروسور ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان "البحث في خريطة الطريق امر جيد جدا ولكن خرائط الطريق لا تؤدي الى اي مكان اذا لم يكن بامكان المواطنين الاسرائيليين التنقل بكل امان على طرقاتهم الخاصة للذهاب الى العمل او المدرسة".
&كما سددت العملية الجديدة ضربة قاتلة للانسحاب الاسرائيلي التدريجي من اراضي الحكم الذاتي التي اعاد الجيش الاسرائيلي احتلالها لان الانتحاري الفلسطيني يتحدر حسب مصادر الشرطة من قرية قريبة من بيت لحم بالضفة الغربية.
&وكان الجيش الاسرائيلي قد انسحب في اب/اغسطس الماضي بموجب خطة اطلق عليها اسم "بيت لحم وغزة اولا" من بيت لحم بعد ان خفت حدة الهجمات. وقد انسحب الجيش مقابل ان تتولى اجهزة الامن الفلسطينية التي ضعفت قوتها، الامن في هذه المدينة بدل الاسرائيليين.
&وتنص الخطة ايضا على ان تنسحب القوات الاسرائيلية تدريجيا الى المواقع التي كانت تنتشر فيها قبل اندلاع الانتفاضة (نهاية ايلول/سبتمبر 2000) في حال قام رجال الشرطة الفلسطينيون بواجبهم على اكمل وجه.
&وقال شتاينبرغ متهكما "بعد +بيت لحم وغزة اولا+ عدنا الى +بيت لحم وغزة اخيرا+" مؤكدا ان "الخطة فشلت ومن الواضح الان للجميع ان السلطة الفلسطينية غير موجودة الا على الورق وان اناسا دفعوا حياتهم ثمن انسحابات الجيش".
&ويبدو ان هذه الخطة قد وضعت في قفص الاتهام منذ الكمين الفلسطيني الجمعة الماضي في مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية) الذي ادى الى اعادة احتلال المدينة من قبل القوات الاسرائيلية التي كانت انسحبت منها جزئيا قبل بضعة اسابيع.
&وتظهر العملية التي وقعت في القدس اليوم وتبناها الجناح العسكري في حركة المقاومة الاسلامية حماس، ايضا فشل المفاوضات بين هذه الحركة وبين حركة فتح، كبرى الفصائل الفلطسينية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات)، التي ترغب في وقف العمليات الفلسطينية في اسرائيل.
&وتهدف هذه المحادثات بين الحركتين التي بدأت قبل اسبوعين في القاهرة الى تنسيق مواقف مختلف الفصائل الفلسطينية ولكنها لم تسفر عن نتائج كبيرة.
&ومن شأن العملية التي وقعت صباح اليوم في القدس وهي الاولى منذ تموز/يوليو الماضي، ان تحد من التقدم رئيس حزب العمل الجديد عمرام متسناع في استطلاعات الرأي بالنسبة للانتخابات التشريعية المقبلة في اسرائيل.
&واشار شتاينبرغ الى انه سيكون من الصعب الان على متسناع المؤيد لاستئناف الحوار مع الفلسطينيين والذي يعتبر من "الحمائم" في حزب العمل، اقناع الاسرائيليين باستئناف المفاوضات مع عرفات.
&واذا كرر التاريخ نفسه، فان العمليات الاخيرة ستصب على عكس ذلك في مصلحة رئيس الوزراء اليميني ارييل شارون خلال انتخابات كانون الثاني/يناير المقبل، في "حربه ضد الارهاب" بالرغم من دعوات الولايات المتحدة التي حضته على ضبط النفس في الوقت الذي يحتمل ان تشن هجوما على العراق.
&
&