بيروت- بدأ قاضي التحقيق الاول في جنوب لبنان نديم عبد الملك التحقيق في مقتل مواطنة اميركية امس الخميس بالرصاص في صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، كما افادت اليوم مصادر قضائية مستبعدة ان يكون دافع الجريمة شخصيا. وقد استمع عبد الملك الى افادات عدد من الشهود ممن بينهم البريطاني غاري ويذرول زوج الضحية بوني بينر (31 عاما) الذي اتخذ صفة الادعاء الشخصي على مجهول وفق المصادر
نفسها.&واستبعدت المصادر القضائية حتى الان ان يكون دافع الجريمة "شخصيا" لان المغدورة "تعمل في الحقل الانساني ومعروفة بسمعتها الطيبة وبعلاقتها الجيدة مع زوجها".
وبينر هي اول مواطنة اميركية تقتل في لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية (1995-1990) حسب السفارة الاميركية في بيروت.&وعزا امس الخميس ضابط في الشرطة عملية القتل الى مشاعر الكراهية نحو اميركا.
وقال الضابط الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لا يبدو ان وراء الجريمة اسبابا شخصية ويبدو ان منفذها مفعم بالمشاعر المعادية لاميركا بسبب احتمال توجيهها ضربة للعراق ودعمها لاسرائيل".
من ناحية اخرى تم رفع اربع بصمات من مكان الجريمة ارسلت الى الادلة الجنائية للتعرف عليها فيما اصدر عبد الملك اذنا للاجهزة الامنية للتقصي عن الفاعلين وضبطهم واحضارهم في حال العثور عليهم.
وكان قد عثر امس الخميس على بينر التي تعمل كممرضة في مستوصف للكنيسة الانجيلية مقتولة بثلاث رصاصات داخل المستوصف الذي "ترتاده مرتين في الاسبوع فقط" وفق المصادر القضائية.
من ناحيته اعتبر القس سامي داغر، المسؤول عن المستوصف الذي بدات بينر عملها فيه منذ عامين ان ما جرى هو "جريمة رهيبة" مؤكدا ان القتيلة لم تتلق مطلقا اية تهديدات.&ولم تعلن حتى الان اية جهة مسؤوليتها عن هذه العملية.
وكان ديبلوماسيون وامنيون فن السفارتين الاميركية والبريطانية قد توجهوا فور معرفة النبأ امس الخميس الى مكان وقوع الجريمة لمتابعة مستجدات التحقيق.&وبعد مقتل بينر دعت مساء الخميس سفارة الولايات المتحدة في بيروت رعاياها في لبنان الى مضاعفة توخي الحذر.
واوضحت السفارة في بيان انها "لا تملك اي معلومات عن دوافع" اغتيال بينر مذكرة "المواطنين الاميركيين بضرورة البقاء حذرين في ما يتعلق بامنهم الشخصي وان يتحلوا ياليقظة".
من ناحيته "شجب" رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري "الجريمة النكراء معتبرا ان شيئا لا يمكن ان يبررها" معتبرا بانها "تندرج في اطار محاولة المساس بمكتسبات لبنان الامنية وجهود الحكومة لتثبيت الاستقرار والثقة بالبلاد" وذلك في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي امس الخميس.&يشار الى ان الحريري موجود في العاصمة الفرنسية لتحضير مؤتمر باريس 2 الذي ينعقد غدا في قصر الاليزية لمساعدة لبنان على مواجهة وضعه امالي الصعب.
يذكر بان صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، هي ذات غالبية سنية معروفة بمشاعرها القومية العربية. وتقع في ضواحي المدينة مخيمات فلسطينية تنشط فيها فصائل اصولية من بينها "عصبة الانصار" التي ادرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية بعد عمليات 11 ايلول/سبتمبر.
وقد تم اغتيال المواطنة الاميركية بعد مضي عشرة ايام فقط على تعرض ثلاث مطاعم اميركية للوجبات السريعة لعمليات تفجير اسفرت عن اضرارها مادية ولكنها لم توقع ضحايا.
ويلاحق القضاء اللبناني خمسة فلسطينيين يشتبه بضلوعهم في عمليات التفجير وبعمليات تفجير سابقة استهدفت في ايول/سبتمبر وايار/مايو مطعمين اميركيين اخرين للوجبات السريعة.&ويشهد لبنان من حين لاخر تحركات تقوم بها منظمات اهلية لتحفيز الناس على مقاطعة البضائع الاميركية.