القدس- أثار مقتل موظف إغاثة كبير بالأمم المتحدة في معركة بالرصاص بين الإسرائيليين والفلسطينيين اتهامات من جانب الأمم المتحدة بأن القوات الإسرائيلية أخرت وصول سيارة إسعاف تم استدعاؤها لنقل الموظف البريطاني بعد إصابته.
وفي الوقت الذي ركزت فيه الأمم المتحدة اهتمامها على الحادث الذي وقع في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية أبقت إسرائيل قبضتها الصارمة على مدينة بيت لحم التي أعادت احتلالها يوم الجمعة بعد أن هجوم فجر فلسطيني فيه نفسه في حافلة فقتل 11 شخصا.ويأتي أحدث تصعيد في أعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في وقت تحرص فيه الولايات المتحدة على رؤية هدوء في المنطقة حتى تستطيع اجتذاب الدعم العربي لأي حرب محتملة على العراق.
واعتادت واشنطن على الاعتراض على عمليات التوغل الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية ولكنها أشارت من جديد يوم الجمعة إلى أن موقفها تغير تدريجيا على مدى الأشهر تجاه القبول المشروط.وقال فيليب ريكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان: "نحث الإسرائيليين على أن يضعوا عواقب أعمالهم في اعتبارهم أيضا خلال عملياتهم وإلى إنهاء تلك العمليات بأسرع ما يمكن واتخاذ خطوات لتفادي سقوط مزيد من الضحايا المدنيين."كما ذكر ريكر أنه من المستحيل إحراز تقدم "نحو تحقيق التطلعات الفلسطينية" وهي عبارة دبلوماسية تعني قيام دولة فلسطينية ما دام الفلسطينيون مستمرون في شن هجمات مماثلة لعملية التفجير التي وقعت يوم الخميس في حافلة بمدينة القدس.
وأصيب ايان هوك مدير مشروع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا)
لإعادة إعمار مخيم جنين برصاصات اخترقت مقطورته في مجمع للأمم المتحدة أثناء تبادل
جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين النار في مكان قريب.
وقالت إسرائيل والأمم المتحدة إنه لم يتضح من الذي أطلق الرصاص الذي قتل هوك (54 عاما). وصرح طبيب فلسطيني في مستشفى جنين بأن الرصاصات التي أخرجت من جسمه من نفس النوع الذي تستخدمه القوات الإسرائيلية.واغارت القوات الاسرائيلية على المخيم لاعتقال نشط مطلوب لاتهامه بانه وراء تفجير انتحاري في اكتوبر تشرين الاول ادى الى قتل 14 شخصا. وقالت انه عضو في حركة
الجهاد الاسلامي .
وقال الجيش الاسرائيلي انه فتح تحقيقا في مقتل هوك ولكنه اضاف "من التحقيقات المبدئية لا نعرف اي تأخير فيما يتعلق بالاسعاف."وقال مصدر عسكري اسرائيلي "لحظة ان تلقينا تقريرا عن اصابة ممثل للاونروا ارسل الجيش سيارة اسعاف لعلاج الرجل المصاب. وعندما وصل الفريق الطبي وجده قد مات."
وانتقد تقرير اصدرته الامم المتحدة قبل اربعة اشهر القوات الاسرائيلية بشدة لمنعها موظفي الاسعاف والاغاثة من الوصول بحرية الى الفلسطينيين خلال الهجوم الذي وقع في ابريل نيسان. ووعدت اسرائيل في ذلك الوقت بتحسين ذلك في المستقبل.واقتحمت المدرعات الاسرائيلية بيت لحم في الضفة الغربية في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة واتخذت مواقع لها في كل المدينة ردا على هجوم الخميس .واعتقل الجنود الاسرائيليون نشطين فلسطينيين وحاصروا كنيسة المهد لمنع تحصن اي نشطاء بها كما حدث عندما عاودت اسرائيل احتلال المدينة في ابريل نيسان الماضي.
وفي نيويورك قال ستيفان دوياريتش المتحدث باسم الامم المتحدة ان "الامين العام يشعر
بانزعاج شديد لرفض قوات الدفاع الاسرائيلية السماح على الفور بدخول سيارة اسعاف
استدعتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) لنقل السيد هوك الى المستشفى."وقال قائد ميداني للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي "يوجد عشرات (من النشطين المطلوبين) واذا نجحنا في اعتقالهم سننقذ ارواحا كثيرة في اسرائيل."
وارسل ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل قوات الجيش لاعادة احتلال بيت لحم بعد ضغوط للضرب بقوة ردا على هجوم الخميس.وقال وزير دفاعه الجديد شاؤول موفاز في خطاب "قوات الامن لا تواجه اي قيود بشأن عمق العملية ومدتها وقوتها."وقرب بيت لحم نسف الجيش منزل اسرة المهاجم كما دمر ايضا منزل نشط من حركة الجهاد في المدينة ومنزلي عضوين من حماس في غزة .
واعتقلت قوات الجيش نحو 20 من النشطاء في بيت لحم و16 شخصا في مناطق اخرى بالضفة الغربية معظمهم اعضاء في حماس التي اعلنت مسوءوليتها عن هجوم الحافلة يوم
الخميس .وعقد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله يوم الجمعة ووجه من جديد الدعوة الى وقف الهجمات على المدنيين الاسرائيليين بشكل فوري وكامل.
ولم تفلح مثل هذه الدعوات في الماضي في التأثير على الزعماء الاسرائيليين الذين اشاروا الى انها لم تتضمن تعهدات بوقف الهجمات على المستوطنين اليهود الذين يعيشون في الاراضي المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولة عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة.ويعتبر المجتمع الدولى هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتنازع اسرائيل هذا.