بغداد- كثف خبراء الامم المتحدة اليوم استعداداتهم في بغداد لاستئناف عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية المقررة ليوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر في العراق الذي هددته الولايات المتحدة وبريطانيا ب"عواقب وخيمة" في حال لم يلتزم بقرار مجلس الامن رقم 1441.
ومن المفترض ان يتم تعزيز الفنيين ال 33 الموجودين منذ الاثنين في العراق بخمسة اخرين. ويأتي هؤلاء من لارنكا (قبرص) القاعدة الخلفية للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) مع تجهيزات سلكية ولاسلكية وحواسيب، بحسب المتحدث باسم المفتشين هيرو يوكي.
وهددت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة العراق الذي يصلي مسيحيوه ومسلموه من اجل ابعاد شبح الحرب، "بعواقب جدية" في حال لم يحترم "بالكامل وبلا شروط" قرار مجلس الامن رقم 1441. وجدد كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاميركي جورج بوش اثر اجتماع في بوشكين قرب سان بطرسبورغ في بيان التاكيد على ما تضمنه قرار مجلس الامن رقم 1441&مؤكدين تصميمهما على نزع اسلحة العراق.
غير ان بوتين اكد ان على المجتمع الدولي "ان يبقى في اطار" القرار معترضا بذلك على اي عمل احادي الجانب من الولايات المتحدة. وكانت روسيا الحليف التقليدي للعراق عارضت مع فرنسا تضمين قرار مجلس الامن بشأن العراق الذي تم تبنيه في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر اللجوء التلقائي لاستخدام القوة.
من جهته حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اليوم من ان الاسرة الدولية لن تتخلص من الارهاب بمجرد اطاحة نظام بغداد. وقال ايفانوف في ختام اجتماع في موسكو مع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون ان "الاسرة الدولية يجب ان تدرك ان مشكلة الارهاب لن تحل بمجرد تسوية المشكلة العراقية".
واكد الرئيس الفرنسي مجددا انه يعود الى مجلس الامن وليس الولايات المتحدة "تحديد ما يشكل انتهاكا صريحا" من قبل العراق لواجباته. واعلنت مصادر دبلوماسية الجمعة ان مجلس الامن الدولي سيجدد الاثنين لمدة ستة اشهر وبدون اي تغيير برنامج "النفط مقابل الغذاء" الهادف الى تخفيف الام المدنيين العراقيين جراء العقوبات الدولية المفروضة على العراق.
وفي العراق احتفل المسيحيون العراقيون الجمعة بالصلوات داخل الكنائس في كل انحاء العراق فيما ادى العراقيون المسلمون في الوقت نفسه صلاة الجمعة في المساجد بنية ابعاد "شبح الحرب" عن بلادهم. وحصلت الولايات المتحدة خلال قمة الحلف الاطلسي في براغ الخميس والجمعة على دعم سياسي من حلفائها الذين اكدوا استعدادهم "لاتخاذ اجراءات ناجعة" لمساعدة الامم المتحدة على نزع اسلحة العراق دون الاشارة مع ذلك الى عمليات عسكرية.
واكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ونظيره الاميركي كولن باول ان اي تصريح مغلوط او منقوص سيتم اعتباره بمثابة اخلال من قبل العراق و"انتهاك صريح" لواجباته ما يفتح الباب امام تدخل عسكري محتمل في العراق. وهاجمت الصحف العراقية الصادرة اليوم بشدة الولايات المتحدة لسعيها في براغ الى حشد اكبر عدد ممكن من الدول لتدخل عسكري محتمل في العراق.
وكتبت صحيفة عراقية في رد فعل على تهديدات الرئيس الاميركي جورج بوش ان العالم لن يسوده الامن والاستقرار الا من خلال فرض "حجر دولي فاعل على عقلية الشر الاميركية". وقالت "القادسية" ان قمة الحلف الاطلسي ببراغ قدمت "دليلا جديدا على ان اميركا بالقول والفعل لا تهتم بالحلفاء الا بالمقدار الذي يجعلهم ادوات تستخدمهم في حروبها العدوانية وفي خططها الشريرة ضد دول العالم".
من جهتها اتهمت صحيفة "الجمهورية" الرئيس الاميركي جورج بوش بانه ذهب الى قمة الحلف الاطلسي "بهدف تاليب دول الحلف ضد العراق جاعلا من نفسه ومواقفه الهستيرية بديلا عن قرارات مجلس الامن". ودعت اعضاء المجلس الى "ان تبذل قصارى جهدها لكي تحمي مجلس الامن من محاولات الاستحواذ والهيمنة الاميركية عليه (..) وتمارس دورها الفاعل لكي ينفذ مجلس الامن التزاماته المتوازنة من دون انسياق وراء المرامى والمقاصد الاميركية العدوانية الخبيثة" ضد العراق.
وكانت الطائرات الاميركية قصفت الجمعة مركز اتصالات في جنوب العراق اثر انتهاك طائرة عراقية الخميس منطقة الحظر الجوي، بحسب القيادة المركزية الاميركية. واكد متحدث عسكري في بغداد من جهته ان طائرات اميركية وبريطانية قصفت اهدافا مدنية جنوب العراق غير ان الدفاعات الجوية صدتها واجبرتها على الفرار في اتجاه الكويت.
وقال ديبلوماسيون ان من المقرر ان يجدد مجلس الامن الاثنين العمل بدون تغيير ولستة اشهر ببرنامج "النفط مقابل الغذاء" الهادف الى تخفيف وطأة العقوبات الدولية على المدنيين.