عمان- راندا حبيب: سعى الاردن اليوم الى التقليل من اهمية قرار الولايات المتحدة سحب دبلوماسيها من المملكة مؤكدا انه لن يؤثر على "العلاقات الممتازة" بين البلدين. واعرب وزير الاعلام الاردني محمد عدوان عن "الاسف" لهذا القرار لكنه اكد في تصريح انه لن يؤثر على العلاقات "الممتازة" التي تربط بين عمان وواشنطن.
وقال عدوان وهو ايضا المتحدث باسم الحكومة "نقدر قلق الولايات المتحدة على امن دبلوماسييها ومواطنيها في جميع انحاء العالم لكننا نؤكد ان الاردن من الدول الاكثر امانا".
وكانت وزارة الخارجية الاميركية بررت قرار السماح للدبلوماسيين الاميركيين غير الاساسيين في الاردن وافراد عائلاتهم بمغادرة ب"القلق على سلامتهم".&كما ابدى مسؤول اردني كبير اخر "تفهم" بلاده لهذا الاجراء معتبرا في الوقت نفسه انه "لن يكون له اي تأثير على العلاقات الودية بين البلدين ولا على مستوى التعاون والتنسيق بينهما".
وقال المسؤول نفسه الذي طلب عدم كشف هويته "من الطبيعي في ضوء الاعتداءات الاخيرة التي استهدفت مواطنين اميركيين في العالم ان تتخذ الادارة الاميركية اجراءات وقائية".&وقد اتصل زير الخارجية الاميركي كولن باول امس الجمعة بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لابلاغه بهذا القرار، كما اعلنت واشنطن.
ومن جانبه ذكر فقط الديوان الملكي الاردني ان العاهل الاردني وباول بحثا خلال هذا الاتصال في "العلاقات بين البلدين وعملية السلام في الشرق الاوسط".
وفي واشنطن اعلن مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكر ان "هذه القرارات تأتي في اعقاب دراسة عامة للامن اثر اغتيال لورنس فولي الموظف في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في نهاية تشرين الاول/اكتوبر" في عمان.
وقال مصدر دبلوماسي طالبا عدم ذكر اسمه ان الولايات المتحدة "على ثقة بان مقتل فولي ستعقبه اعتداءات اخرى مشابهة لذلك فضلت تقليل وجود الاميركيين في الاردن".&واضاف ان "القلق الاميركي نابع من حقيقة انه لم يتم العثور بعد على قاتل او قتلة فولي".
وكان لورنس فولي (62 سنة) مسؤولا اداريا في وكالة التنمية الاميركية في الاردن وينتمي الى السلك الدبلوماسي. وقد اغتيل بينما كان في حديقة منزله يتأهب لركوب سيارته للتوجه الى عمله.&ولم يسفر التحقيق الذي تجريه اجهزة الامن الاردنية في هذا الحادث عن اي نتائج ملموسة بعد.
واكد مصدر قريب من التحقيق طالبا عدم كشف هويته انه "لا توجد حتى الان اي اعتقالات او اي خيط مهم".&وقال ريكر انه وان لم يكن هناك تهديد محدد "فاننا نعتبر انه من الحيطة اعطاء قسم من جهازنا البشري وعائلاتهم امكانية المغادرة على ضوء المشاكل الامنية هناك".
ومع ذلك اكد وزير الاعلام الاردني انه "رغم حادث اغتيال لورنس فولي المؤسف" فان الاردن "فخور" بالاوضاع الامنية السائدة فيه و"سيواصل اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية ضيوفه الاجانب".
واضافة الى ذلك يؤكد كبار المسؤولين الاردنيين اقتناعهم بان القرار الاميركي مؤقت.&وقال عدوان "انه مجرد تحذير بمغادرة الدبلوماسيين الذين لا يعتبر وجودهم ضروريا، الاردن طوعا مع عائلاتهم وهو اجراء محدد المدة".&واوضح مسؤول اردني كبير اخر ان هذا الاجراء "سيلغى في غضون شهر".