واشنطن إيلاف: كتب جون كينغ مدير مكتب السي ان ان في واشنطن مقالا تحليليا حول العلاقات السعودية الأمريكية قائلا "من الوهلة الأولى يبدو للعيان أن الأسلوب التي يتبناه الرئيس الأميركي جورج بوش في التعامل مع المملكة العربية السعودية مشابهاً للغاية لنمط بوش الأب قبل عدة أعوام."
ويقول كينغ: " فإدارة الرئيس بوش الحالية تشدد على أهمية الدور السعودي لبناء مساندة دولية لضربة عسكرية محتملة ضد العراق وإزاحة الرئيس صدام حسين، وهو نفس ما فعله بوش الأب في التسعينات، إلا أن هناك فارقاً شاسعاً هذا المرة."
ويضيف انه في خضم الإستعدادات لحرب الخليج كانت الخيارات أمام كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واضحة: فالسعوديون بحاجة للقوات الأميركية لحماية المملكة وما تملكه من ثروات نفطية واسعة، والولايات المتحدة كانت بدورها في حاجة للقواعد السعودية لبدء العمليات العسكرية لتحرير الكويت.
إلا أن الأمور تبدلت كثيراً من ذلك الوقت وكذلك النظرة للعراق والنظام العراقي .
ويرى الرئيس الأميركي أن الخطر العراقي عظيم على الولايات المتحدة وأن ذلك الخطر في تزايد "فالنظام العراقي يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية وهو يبني المنشآت الضرورية لصناعة المزيد منها."
&
&
وهو مناقض للنظرة السعودية التي ترى عدم تشكيل العراق لأي تهديدات عسكرية وأن القضايا يمكن حلها عبر القنوات الدبلوماسية.
وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في هذا السياق "لقد وعدوا (في إشارة للعراق) بالتباحث مع الأمم المتحدة حول عودة المفتشين الدوليين لممارسة مهامهم، ووعدوا بتغيير الحوار السياسي تجاه دول المنطقة، وهذه قرارات مهمة للغاية."
وتناقلت وسائل الإعلام الكثير عن تصدع خطير في العلاقات الأميركية السعودية ، وهو ما تنفيه الحكومتان - أحياناً - وبشدة.
وفي دعوة نادرة دعا بوش ولي العهد السعودي الأمير عبد الله إلى مزرعته في كروفورد بتكساس في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما وضع الأمير عبد الله في مصاف قادة كل من بريطانيا وروسيا، وعلق الرئيس الأميركي بالقول "أنا مقتنع إن العلاقات الشخصية القوية بيننا ستقوي الروابط بين دولتينا."
ويضيف كينغ ان منتقدي بوش يرونه مثل والده الى حد كبير ، اذ يضع اعتبارات الحاجة للنفط السعودي أولاً والتغاضي عن مشاكل أخرى لا تقل خطورة، منها التمويل السعودي للمدارس الدينية التي تزرع الحقد والكراهية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويرى المساندون لعلاقات قوية بين أميركا والسعودية أن المساعدات التي تقدمها الرياض في عدد من المجالات منها الاستخبارات، هي غير مرئية لكن لا يمكن الإستغناء عنها.
وقال السفير الأميركي لدى السعودية في الفترة 1996 إلى 2001 وايشي فولر في هذا الصدد "هم (السعوديون) يعيشون على مقربة من العراق وإيران، فيجب التصرف بتوازن."
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد لمح في منتصف الشهر المنصرم إلى إمكانية السماح للولايات المتحدة باستخدام أراضيه والتسهيلات العسكرية لشن ضربة عسكرية على العراق وذلك في حال مساندة الأمم المتحدة للعمل العسكري.
وفي مقابلة خاصة لشبكة الـCNN أكد وزير الخارجية السعودي أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة -ومن بينها المملكة العربية السعودية- ستتعاون مع الولايات المتحدة في حال شن ضربة عسكرية ضد العراق تحت مظلة الهيئة الدولية - الأمم المتحدة.
وهو موقف مغاير لما أبدته الحكومة السعودية في وقت سابق من معارضة لأستخدام الأراضي السعودية لشن ضربة على العراق.