متابعة ـ نبيل شرف الدين: في الوقت الذي نشرت فيه صحيفتا "الحياة" اللندنية، و"الرأي العام" الكويتية أمس تفاصيلاً نقلها مراسلوها في القاهرة عن زيارة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ولي العهد القطري لمقر جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر، لتقديم واجب العزاء في وفاة المرشد العام الراحل مصطفى مشهور، واجتماعه بالقائم بأعمال المرشد العام مأمون الهضيبي، عادت ونشرت نفياً قطرياً لزيارة ولي العهد لمقر جماعة "الاخوان المسلمين"، غير أنها استدركت لافتة إلى بيان أصدرته جماعة "الاخوان المسلمين" بشأن الزيارة المزعومة، متضمناً إشارة الى ولي العهد، قائلة إنه "كان يتحدث عن شقيق أمير قطر السابق وعم الأمير الحالي الشيخ محمد بن حمد آل ثاني".
وكانت صحيفة "الحياة" اللندنية قالت في تقرير تصدر صفحتها الأولى أمس إن الوفد القطري وصل في طائرة خاصة الى مطار القاهرة. وضم إلى جلنب ولي العهد، وزير الاوقاف السيد احمد عبد الله المري ووكيل التشريفات في الديوان الاميري الشيخ عبد الرحمن بن سعود ال ثاني، ولم يصطحب أي مسؤول أو حتى موظف حكومي مصري، ولي العهد القطري ومرافقيه الى مقر (الاخوان) الذي يقع في شارع الملك الصالح في حي الروضة وسط القاهرة.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد سربت النبأ من خلال أحد نشطائها البارزين للصحف، خاصة مكاتب الصحف العربية في القاهرة.
ونقلت صحيفة "الرأي العام" الكويتية بعددها الصادر اليوم الأحد، عن مصدر رسمي في قطر قوله ان ولي العهد لم يتوجه الى مصر، وان الدوحة لم تكلف أي وفد رسمي بزيارة مقر الاخوان وتقديم واجب العزاء ولم تصدر أساساً أي برقيات تعزية رسمية في هذا الاطار.
وأوضحت الصحيفة الكويتية نقلاً عن مصادر مصرية قولها إن الزيارة تمت في ما يبدو من قبل عم الأمير الشيخ محمد بصفة شخصية، وان وزير الأوقاف الموجود في مصر والسفير رافقاه ايضاً بصفة شخصية ومن دون أي تكليف.
واعتبرت الصحيفة إن جماعة "الاخوان المسلمين" أرادت تفعيل قيمة الزيارة، واعتبرها نائبهم في مجلس الشعب (البرلمان) حمدي حسن "عادية في اطار أننا كيان له تواجد في كل مكان"، ونقلت عنه الصحيفة قوله : "إن الاخوان جماعة عالمية ولها نشاطها ولا نستغرب زيارة أي وفد، فهناك اتصالات كبيرة للجماعة مع زعماء العالم الاسلامي".
هذا ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي في القاهرة حول الأمر، سواء من الخارجية المصرية أو غيرها، بالتكذيب أو التأكيد، ولا يبقى في النهاية سوى القول بأن هناك "كذبة ما" في هذه الرواية، من جانب أي من أطرافها.
جدير بالذكر إن السفير العراقي بالقاهرة كان قد زار مقر جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، كما حضر جنازة المرشد الراحل المعارض السوداني الصادق المهدي، ووزير الداخلية المصري السابق حسن الألفي.