&بيروت- رأت الصحف اللبنانية ان نتائج مؤتمر "باريس 2" الذي عقد امس السبت في باريس بمشاركة دولية وعربية كبيرة لمساعدة لبنان على مواجهة ازمته المالية الحادة، عكس مدى "الثقة الدولية" التي يتمتع بها لبنان.&وتصدر الاحد عادة ثلاثة صحف لبنانية منها. لكن خمس صحف اضافية صدرت اليوم الاحد "استثنائيا" لتغطية المؤتمر الذي منح فيه لبنان 4،4 مليار دولار.
&وشاركت في المؤتمر 17 دولة بينها دول مجموعة السبع والدنمارك التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي والمفوضية الاوروبية وسبع مؤسسات مالية دولية وابرز دول الخليج والصناديق العربية.&وتحت عنوان "لبنان يحظى بفرصة دولية جديدة" اكدت صحيفة "النهار" ان لبنان "نجح في حصد تعاطف المجتمع الدولي ودعمه لبرنامج الحكومة للاصلاح المالي في مقابل التزامه الجدي والتام بتنفيذ البرنامج تحت مظلة صندوق النقد الدولي".
&واشارت الصحيفة الى "بروز مواقف اوروبية واميركية لافتة في موازاة الدعم المالي، شكلت رسائل سياسية ركزت في مضمونها على اهمية الدعم المالي لبنان كمدخل اساسي لتأمين الاستقرار فيه وفي منطقة الشرق الاوسط على السواء".&ورأت "الكفاح العربي" ان المؤتمر "اطلق العد التنازلي لخروج لبنان من ازمته الاقتصادية (...) واعطى مؤشرات لدخول لبنان تحت مظلة دولية تحمي الاستقرار الداخلي الذي رأت الدول المشاركة انه حلقة رئيسية في استقرار الشرق الاوسط".
&واضافت ان "حجم المسؤولية على لبنان تضاعف خصوصا بعد ربط بعض الدول استعدادها للمشاركة في ضوء التقدم الذي يحرزه لبنان وتعميق علاقاته بصندوق النقد الدولي".& اما صحيفة "المستقبل" التي يملكها رئيس الحكومة رفيق الحريري، فقد شددت على نجاح لبنان في "حشد لوبي دولي كبير مساندة لجهود الحكومة للاصلاح المالي".&واعتبرت ان نجاح المؤتمر شكل "رسالة ثقة من المجتمع الدولي في لبنان (...) ومحطة اساسية لوقف تنامي المديونية وتغيير مسارها في اتجاه انهاء عجز الموازنة خلال مدة وجيزة".
&من جانبها اشارت "اللواء" الى "التحفظات الاميركية" التي "لم تمنع المؤتمر من ان يكرس الالتزام الدولي بمساعدة لبنان لتجاوز ازمته المالية العامة".&ورأت ان ذلك يشكل "تكريسا للمفهوم الفرنسي الذي يعتبر انقاذ لبنان ومساعدته ضرورة لاستقرار الوضع في المنطقة"&وتحت عنوان "طائف اقتصادي-مالي لانقاذ لبنان"، اشارت صحيفة "الشرق" الى وثيقة الطائف للوفاق الوطني التي وقعت في 1989 وانهت الحرب اللبنانية، معتبرة ان "باريس 2" وضع من جهته "اساسا قوية لاخراج لبنان من الدوامة المالية والاقتصادية".
&ولخصت صحيفة "الانوار" من جهتها الوضع بثلاث نقاط "ازمة فرصة امتحان".&واوضحت ان "الازمة صنعتها اياد كثيرة في الحرب ويد السلطة في السلم والفرصة تضافرت فيها جهود محلية وعربية ودولية بقيادة (الرئيس الفرنسي جاك) شيراك على فتحها والامتحان (هو) علينا وحدنا ان نعرف كيف نوظف الفرصة".&وصحيفة "الديار" المعارضة بشدة لسياسة الحريري وحدها التي انتقدت المؤتمر معتبرة انه "ليس الا فلكلورا لتغطية الاداء السيء الذي اوصل البلاد الى هذه المديونية" التي تفوق ثلاثين مليار دولار.&وتساءلت الصحيفة حول ما اذا كانت الدولة اللبنانية "ستقوم بمسؤولياتها في الداخل وتوقف هدر المال العام" بعد "ان قامت الدول الخارجية بدورها" في "باريس 2" الذي اعتبرت انه "اخر الحلول".