واشنطن- تشكل عملية تحويل زوجة السفير السعودي في الولايات المتحدة اموالا محتملة لاثنين من الارهابيين الذين نفذوا اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) موضوعا للتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي واعضاء نافذين في مجلس الشيوخ الاميركي يطالبون بتسليط الضوء على هذه الاتهامات التي تنفيها الرياض بشدة.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الاسبوعية في عددها اليوم الاثنين، مستندة الى مصادر حسنة الاطلاع، ان تحقيقا قام به مكتب التحقيقات الفدرالي "افي بي اي" قد يكون كشف براهين تدل على ان الاميرة السعودية دفعت بشكل غير مباشر اموالا لخالد المحضار ونواف الحازمي اللذين كانا يقودان الرحلة رقم 77 على متن طائرة البوينغ التابعة لشركة اميركان ايرلاينز التي ارتطمت في 11 ايلول/سبتمبر بمقر البنتاغون.
ونفى عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز بشدة مساء السبت وجود اي صلة مالية بين الاسرة الحاكمة في السعودية وخاطفي الطائرات الذين نفذوا اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. لكنه اوضح ان تحقيقا داخليا اجري في السعودية كشف ان الاميرة هيفاء دفعت بانتظام منذ 1998 مساهمات خيرية لسيدة تدعى ماجدة ابراهيم احمد وان هذه السيدة قامت بعد ذلك بدفع نصف المبالغ (2000 دولار شهريا) الى اسامة باسنان او زوجته جانيت باسنان او منال البيومي زوجة عمر البيومي.
وقال الجبير "لا نعرف من هي ماجدة ابراهيم احمد ولا كيف ادرجت على لائحة الاشخاص الذين كانت الاميرة هيفاء تساعدهم"، موضحا ان الاميرة هيفاء "سيدة كريمة جدا تهتم بوضع المواطنين السعوديين وخصوصا المحتاجين منهم". واكد الجبير ان الاميرة هيفاء لم تدفع اي مبلغ للبيومي او اسامة باسنان.والاميرة هيفاء الفيصل هي زوجة السفير السعودي في الولايات المتحدة الامير بندر بن سلطان ونجلة الملك السابق فيصل ولها ثلاثة اخوة هم الامير تركي الفيصل الرئيس السابق لاجهزة الاستخبارات السعودية ومحمد الفيصل رئيس شركة دي.ام.اي وبنك فيصل الاسلامي وعبد الله الفيصل رئيس مجموعة الفيصلية. وراى السناتور الديموقراطي بوب غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في تصريح الى شبكة "ان بي سي" انه يجب "اجراء تحقيقات اكثر عمقا لتحديد اي تورط محتمل لحكومة مع بعض الارهابيين، لا بل مع مرتكبي اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر".
وحسب السناتور غراهام (فلوريدا) فان الاتهامات الاخيرة هذه التي سيقت ضد السعوديين هي "فعلا جدية" لانها تترك على الاعتقاد بان "الامر ليس مجرد مساعدات او تحويلات تجارية كما كان الاعتقاد سائدا في البدء".من جهته قال السناتور الجمهوري ريتشادر شلبي الرجل الثاني في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في تصريح الى التلفزيون نفسه ان "الشعب الاميركي يجب ان يعلم ما اذا كانت العائلة المالكة متورطة ام لا" في تمويل اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر.
اضاف ان "الدعم المالي للحكومة السعودية الى ما يعتبر منظمات خيرية تمول الارهاب يبقي الكثير من الاسئلة من دون اجوبة" معربا عن الامل بان يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي ب"التحقيقات المعمقة اللازمة حتى ولو كان ذلك يمس امرا غاية في الحساسية اي العائلة السعودية المالكة".وتابع سناتور الاباما "انا لا اعتبر العربية السعودية حليفا للولايات المتحدة مثلها مثل بريطانيا وفرنسا" مضيفا "ان علاقتنا هي علاقة مصالح مادية فحسب (...) لديهم الكثير من النفط ونحن بحاجة اليه".
اما السناتور الديموقراطي جوزف ليبرمان فد اتهم مستندا الى تقرير لتحقيق برلماني سري اجري حول 11 ايلول/سبتمبر 2001، البيت الابيض بالسعي الى عدم تسليط الضوء على الروابط القائمة بين الحكومة السعودية وتمويل الارهاب من اجل حماية علاقة ما مع بلد مهمة جيو-استراتيجيا في حال وقعت حرب ضد العراق.
وفي تصريح لشبكة "سي بي اس" قال ليبرمان "زملائي في لجنة المخابرات المشتركة في مجلس الشيوخ، جمهوريون وديموقراطيون، لديهم الانطباع بان الادارة لا تتعاون معهم وخلصوا الى ان مكتب التحقيقات الفدرالي واجهزة حكومية اخرى تبدو انها تريد الدفاع عن السعوديين او انها ليست مثيرة كما يجب ان تكون في تحقيقاتها"