&
واشنطن ـ محمود شمام: انشغلت واشنطن أمس بما كشفت عنه مجلة "نيوزويك" عن مبالغ مالية تم تحويلها من حساب خاص للأميرة هيفاء الفيصل زوجة الأمير بندر بن سلطان السفير العتيد للسعودية بواشنطن، ويعتقد أنها ربما وصلت الى أيدي اثنين من منفذي هجمات سبتمبر. وقد تساءلت المجلة عما إذا كانت هناك صلة سعودية بالإرهاب، و إذا ما كان الأمر كذلك فهل تحاول إدارة بوش أن تخفي حقيقة التحقيقات التي تجرى حول ذلك.
وفيما فتح المسؤولون في بنك ردجز الشهير بواشنطن أبوابه ليلة الأحد لمسؤولين بارزين في السفارة السعودية لتتبع كافة الشيكات الصادرة من حساب الأميرة، تراوحت ردود الفعل السياسية مابين محذر من ان تصبح القضية ككرة الثلج، وبين من يعتبر الأمر مجرد محاولة مفضوحة للضغط على السعودية التي تبدي ترددا واضحا في السماح باستعمال أراضيها في عمل عسكري محتمل ضد العراق. وكادت صحيفة واشنطن بوست ان تتبنى هذا الرأي في مقال منشور الأحد حول هذا الموضوع.
وتتمحور رواية "نيوزويك" حول سعودي اسمه أحمد البيومي كان قد عاش في الولايات المتحدة لعدة سنين. فمن هو البيومي؟ في فترات مختلفة أبلغ الأب الدمث لأربعة أطفال الآخرين أنه كان يدرس للحصول على شهادة الدكتوراه بجامعة سان دييغو الحكومية علما بأنه ليس للجامعة أية سجلات تفيد بأنه قد انتظم للدراسة فيها. وأخبر آخرين بأنه طيار بشركة الخطوط الجوية السعودية. ويظهر أنه كان يعمل بشركة "دله آفكو"، وهي شركة خدمات جوية لها عقود ضخمة مع وزارة الدفاع السعودية التي يترأسها الأمير سلطان، والد الأمير بندر سفير السعودية بواشنطن. ووفقا لمصادر عليمة، يعتقد بعض المحققين الفيدراليين أن البيومي رجل مهمات أولية أرسلته القاعدة للمساعدة في تنفيذ المخطط الذي أودى في نهاية المطاف بحياة 3.000 شخص.
وقد تزايد اهتمام المحققين الفيدراليين بالبيومي بسبب أثر مالي، وهو الأثر الذي قد يكون برؤيا بالكامل، رغم أنه يثير الاهتمام والشبهات. وقد يكشف هذا الأثر في نهاية المطاف تحمّل السعودية بعض اللائمة عن أحداث 11 سبتمبر، وقد يلقي بظلال وخيمة على العلاقات السعودية الأمريكية. ورغم انه من السابق لأوانه القول إلى أين سينتهي هذا الأثر، غير أنه يبدأ باسم مثير للدهشة كثيرا يظهر في القسم السفلي من صك صرّاف.
وقد علمت "نيوزويك" أن البيومي بدأ يتسلم، بعد شهرين من بدئه تقديم المعونة لحزمي والمحضار، دفعات منتظمة، غالبا بصورة شهرية، وعادة ما تصل قيمتها إلى 3,000دولار، وهو ما يصل مجموعه إلى عشرات آلاف الدولارات. وقد كانت الأموال تأتي في هيئة صكوك صرّاف تم شراؤها من مصرف ردجز بواشنطن العاصمة لحساب الأميرة هيفاء بنت فيصل، ابنة الملك الراحل فيصل، وزوجة المبعوث السعودي الأمير بندر الذي يُعد معلما بارزا من معالم واشنطن وصديقا شخصيا لأسرة بوش. وكانت الصكوك تُرسل إلى امرأة كانت تعيش بمنطقة واشنطن ـ بالتيمور. وكانت هذه بدورها تقوم بتوقيع الصكوك لصالح زوجة البيومي منال أحمد با قادير. وقد علمت الوطن أن المرأة التي كانت في منطقة بالتيمور قد تكون سيدة سعودية اسمها ماجدة إبراهيم احمد وهي اقامت لفترة في ضاحية فولس تشرش الواقعة في ضواحي واشنطن.
وما يريد المحققون الفيدراليون معرفته هو: هل كان ذلك مخططا مدروسا لغسيل الأموال أم هل كان الأمر مجرد صدفة؟
وقد أبلغ متحدث باسم الأميرة هيفاء مجلة "نيوزويك" أن الأميرة لم تكن تعلم أن الأموال كانت تذهب إلى البيومي، أو أنها كانت تُستخدم بأي شكل من الأشكال لغرض شنيع.
وبعدما غادر البيومي سان دييغو في يوليو الماضي، استمرت صكوك الصراف التي اشترتها الأمير ة هيفاء في التدفق، غير أنها كانت هذه المرة تُرسل إلى أسامة باسنان صديق البيومي الحميم. وكان باسنان وهو متعاطف معروف مع تنظيم القاعدة قد صادق هو الآخر المختطفين المحضار والحزمي. وبعد الهجمات الإرهابية " احتفى بأبطال 11 سبتمبر" وتحدث عن كيف "كان ذلك يوما رائعا مجيدا"، حسب أحد مسؤولي تنفيذ القانون.
ومن جانبه نفى عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بشدة وجود أي صلة مالية بين الاسرة الحاكمة في السعودية والخاطفين الذين نفذوا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة.
لكنه أوضح ان تحقيقا داخليا اجري في السعودية كشف ان الاميرة هيفاء دفعت بانتظام مساهمات خيرية لسيدة تدعى ماجدة ابراهيم أحمد وان هذه السيدة قامت بعد ذلك بدفع نصف المبلغ الى اسامة باسنان أو زوجته جانيت باسنان أو منال البيومي زوجة عمر البيومي.
وقال الجبير "لا نعرف من هي ماجدة ابراهيم أحمد ولا كيف ادرجت على لائحة الاشخاص الذين كانت الاميرة هيفاء تساعدهم"، موضحا ان الاميرة هيفاء "سيدة كريمة جدا تهتم بوضع المواطنين السعوديين وخصوصا المحتاجين منهم".