التصريحات التي ادلى بها بعض النواب البحرينيين والخاصة بتولي رئاسة المجلس خلت من اي حس بالمسؤولية حين وزعت مقعد الرئاسة والانابة واللجان وفقا للتقسيمات الطائفية، مما يدفعنا للتساؤل ان كان النواب الافاضل على ادراك بأن مجلسهم هو الميدان الاول لاختبار قناعاتنا الذاتية بالاصلاح وادراكهم بان هذا المجلس من المفروض انه سيعبر عن رؤية التوجهات الشعبية للتغيير؟
لان المداولات التي جرت لاختيار الرئاسة ونوابها واللجان ورؤسائها بينت بشكل مؤسف ان عددا كبيرا من النواب ينظرون للمجلس على انه تركة توزع بين جمعياتهم السياسية الدينية منها او غير الدينية في حين انهم جمعوا عدد اعضاء كل جمعياتهم فلن تكون بمقدار سكان فريج في حي من احياء اي قرية او مدينة بحرينية!
التداول بشأن الرئاسة والانابة ورؤساء اللجان مسألة مفهومة وعادية جدا وجمع "اللوبينغ" من اجل الفوز بهذه المقاعد ايضا مسألة مفهومة انما نضع خطا تحت السؤال الاهم وهو على اي اساس يتم حشد الاصوات؟ وعلى اي اساس يتم ترشيح الاسماء؟ وهل لتلك المعايير صلة بالمرحلة التي نعيشها اليوم؟ وهل تتفق مع الدستور ام لا؟
المعايير انتم تحددونها وليس هناك ما "يحتم" فرض اية الية عليكم - كما صرح البعض - حتى تتذرعون بها انما المشكلة تكمن في المرجعيات الخاصة بكم والتي تدفعكم الى اختيارات محددة فمرجعيات ستحكم العمل السياسي وفقا لهذا رسالي وهذا مدني "تيارات شيعية" وهذا سلفي وهذا اخوان" تيارات سنية" مرجعيات ستؤدي بنا للمهالك!
لسنا ضد حشد الاصوات او حتى قيام التكتلات التي تتشكل وفقا لقواسم مشتركة تجمع الناس بل هي مسألةمطلوبة في العمل السياسي سواء داخل او خارج البرلمان والظاهرة الحزبية من الظواهر السياسية القديمة انما المجتمعات الديموقراطية نجحت في التخلص من كل ما يمت بصلة لاية قواسم تجمعها تقع خارج الاهداف الوطنيةوالسياسية المدنية الصرفة لانها رأت في القواسم الاخرى منابع تفتيت وتفكيك وان كنا نقر باننا في مرحلة البدايات ونعترف بصعوبة حرق المراحل الا ان لاشيء يجبرنا على اختيار بداية ماضوية وما نراه اليوم من تهافت ممجوج على تلك المراكز يستعد فيه النائب من اجل نيلها ان يتحرك وفقا للانتماءات لا تتفق والطموحات الشعبية ولا مع مقومات الوحدة الوطنية فانك تضع يدك على قلبك وتقلق على مستقبل سيحمله اعضاء يتقاسمون المستقبل بناء عى موقفهم من الماضي! فكل تلك المناصب التي تتهافتون عليها داخل المجلس هي تكليف من شعب يريد ويحلم ويتمنى ان يصحو في يوم من الايام فلا يجد اثرا دنيويا سياسيا او اجتماعيا او معيشيا على ابنائه نتيجة لانتماءاتهم الطائفية فان "حتمت" عليه الظروف الواقعية سابقا ان يتعامل مع هذه الانتماءات رغما عن انفه، فهو اليوم ينال فرصة العمر ليأخذ خطوة للامام من اجل تغيير هذه "الحتمية" من خلال ما يسمى بالمشاركة الشعبية وان حتمت الواقعية ان تصلوا لهذه المقاعد مدعومين بكيانات فرضها الواقع علينا ونحن لها رافضون، فاليوم هو خيارنا الذاتي بلا فرض او قيد او اي نوع من انواع الحتمية نتذرع بها للبدء بتغييرها وقد اوكلنا هذه المهمة لنوابنا الافاضل لكي يضعوا حجر الاساس وفقا للرغبة الشعبية الصادقة لمجتمع عصري حديث يستند الى معيار الكفاءة وحدها ويعطي الفرصة بالتساوي للجميع للتنافس ويختار اشخاصا لمواقع لها علاقة بالتنمية والاقتصاد والصحة والبيئة والسياسة الخارجية وتكنولوجيا الاتصالات وجذب رؤوس الاموال وفتح الاسواق والجات التجارة الدولية و..و الخلاصة انتم تختارون افرادا ليحتلوا مواقع ستضع حجر الاساس الذي ستدشنون به عصرنا المدني الجديد، حجر يضع اساسا لمجلس لنواب البحرين لا لمجلس "السقيفة" والذي جرت احداثه عام 630 ميلادية!!