لندن - ايلاف: قالت مصادر بريطانية عسكرية اليوم ان القوات البريطانية في منطقة الخليج التي تستعد الى حرب مع العراق تواجه انهيارا استراتيجيا ملحوظا وهي تغوص في الرمال العربية بسبب التخفيضات المالية التي اقرتها الحكومة على ميزانيتها. واشارت المصادر الى ان خفض النفقات العسكرية الذي تقرر في اوائل التسعينيات الفائتة على خلفية انتهاء الحرب الباردة لا يزال مستمرا في تاثيراته سلبيا على اداء القوات البريطانية متزامنا
مع خطة حكومة توني بلير في خفض النفقات اكثر.
وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) في تقرير اليوم نقلت معلوماته من مصادر قرار عسكري ان القوات البريطاية التي ترابط في منطقة الخليج استعدادا لحرب هدفها اسقاط حكم الرئيس العراقي صدام حسين تواجه انهيارا في نسائل عديدة لعل اهمها معداتها التي لم تجري لها اية صيانة تذكر.
واشار التقرير الى ان القوات البريطانية عانت اول فشل لها خلال مناورات (السيف السريع) في سلطنة عمان في الصيف الفائت وكانت اولى الضحايا دبابات (تشالينجر) وهي عماد القوة المدرعة البريطانية.
وقال تقرير الصحيفة الذي استندت معلومات الى خبراء عسكريين ان ما يملكه الجيش البريطاني الآن من قوة مدرعة في الخليج "يمكن ان يتم التعامل معه على نحو تجاري مع جهات اخرى، ولكن ليس من اجل حرب منتظرة"، وقالت "السبب هو خفض النفقات حيث لا مجال للقيام باعمال صيانة لتلك الدبابات وملحقاتها".
واشار التقرير الى انه ما يعادل نصف الدبابات والمدرعات التي شاركت في مناورات (السيف السريع 2 ) في عمان كانت تتعطل بعد اربع ساعات من تشغيلها للقيام بمهمات عسكرية.
,حذر التقرير من جانب آخر، الى مسألة حماية العسكريين العاملين في القوات المدرعة من أي حرب كيماوية او غازية او جرثومية قد يشنها الحكم العراقي في حال العمليات العسكرية "اذ ان القوات البريطانية هنالك ليس لديها اجهزة حماية او أردية شخصية للوقاية".
وكشف التقرير عن انه في حرب التحالف التي طردت العراق من الكويت لم يكن يتوفر لدى القوات البريطانية هناك امدادت وقاية من أي حرب كيماوية او بيولوجية سوى لمدة اسبوع فقط.
وأخيرا، حذر التقرير من أي دعوة عسكرية للنفير العام والاحتياط للمشاركة في أي حرب مستقبلية قريبة ضد العراق يجب ان تأخذ في عين الاعتبار المشاكل المالية التي تؤثر على اداء القوات المسلحة البريطانية على ارض المعركة".