عمان -رندا حبيب: يخيم هدوء مشوب بالحذر على مدينة معان، معقل الاسلاميين في جنوب الاردن، حيث فرض حظر التجول اثر تجدد المواجهات امس الاحد بين القوى الامنية وعدد من السكان مما ادى مقتل شخص على الاقل ودفع بالسلطات الى فرض حظر التجول مجددا على المدينة.
&وقالت واحدة من سكان معان"منذ ساعات الصباح الاولى، دعت دوريات الشرطة السكان عبر مكبرات الصوت الى البقاء في منازلهم واحترام حظر التجول" الذي فرض امس.&وافاد شهود ان المدينة عزلت مجددا عن بقية انحاء البلاد حيث سدت قوى الامن كل منافذها.
&وفي اتصالات&حمل عدد من سكان معان من جديدة قوى الامن مسؤولية موجة العنف الجديدة في هذه المدينة بعدما تدخلوا للرد على مفرقعات استخدمها اولاد في عادة شائعة جدا خلال شهر رمضان.&وقال احد هؤلاء السكان الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان "مجموعة من الاولاد كانت تلهو بالمفرقعات قرب مقر البلدية حيث يتمركز ثمانية رجال شرطة ومدرعة. وطلب رجال الشرطة منهم التوقف لكن بدون جدوى. وعندها قام شرطي بضرب احد الاولاد، فانقض عليه السكان واندلعت مشاجرة وبدأت الشرطة باطلاق النار".
&لكن الرواية الرسمية التي اوردتها وكالة الانباء "بترا" تقول ان "عددا من الأشخاص قاموا (الاحد) بمهاجمة دوريات الأمن العام في معان وبدأوا باطلاق النار على رجال الأمن العام".&واضافت ان "رجال الأمن حاولوا احتواء الموقف وتفريق المهاجمين" موضحة انه "جرى تبادل لاطلاق النار توفي على اثر ذلك أحد المواطنين وجرح ثلاثة آخرون بينهم أحد رجال الأمن العام".
&وحصيلة الضحايا متفاوتة حسب المصادر.&فقد اعلن مصدر طبي في معان (215 كلم جنوب عمان)& انه تم نقل قتيل واربعة جرحى، احدهم بحالة الخطر، الى مستشفى المدينة اثر المواجهات.&واضاف المصدر نفسه الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان هناك شرطيين اثنين بين الجرحى الاربعة الذين نقلوا الى المستشفى. وتابع المصدر ان "المدنيين الجريحين واحدهما بحالة الخطر اصيبا بالرصاص بينما اصيب الشرطيان نتيجة الرشق بالحجارة" مؤكدا ان المدني القتيل سقط ايضا اثر اصابته بالرصاص.
&وكان شهود اعلنوا في وقت سابق عن سقوط قتيلين من سكان معان اضافة الى سبعة جرحى بينهم شرطي خلال المواجهات، فيما تحدث اخرون عن سقوط قتيل وثمانية جرحى.&وقال احد سكان معان ان "حصيلة الجرحى هي بالتاكيد اعلى من ذلك، لكن سكان معان المصابين لا يريدون المجازفة بتعريض انفسهم للاعتقال في المستشفى ويفضلون بالتالي عدم دخولها".
&وافاد اخر& ان "الوضع هادىء لكن حذر. الشوارع مقفرة باستثناء المدرعات الخفيفة لقوات الامن. المتاجر مغلقة ونحن مختبئون في منازلنا".&وكانت هذه المدينة التي تعد 70 الف نسمة مسرحا لمواجهات قبل اسبوعين بين قوات الامن، التي كانت تلاحق اسلاميين، وسكان محليين اوقعت ستة قتلى، اربعة مدنيين وشرطي وجندي.
&ولا تزال السلطات الاردنية تبحث عن المتهم الرئيسي محمد الشلبي المعروف باسم ابو سياف العضو في مجموعة اسلامية متشددة متهمة بالسعي لقتل قائد شرطة معان لكن تم اعتقال اثنين من ابرز معاونيه وتوجيه التهم اليهما.
&وقال احد وجهاء المدينة التي لها تاريخ طويل من المواجهات مع السلطات الاردنية لوكالة فرانس برس "المشكلة هي انه منذ بدء الاضطرابات، يتصرف رجال الشرطة بغطرسة في معان ويقولون انهم يريدون "تلقين مدينتا درسا". ان لمعان وسكانها عزة نفس، ولا يمكن ان يقبلوا هذه المواقف".