جاك تومي: بعد فوز لولا في الانتخابات الرئاسية في البرازيل، حقق اليسار انتصارا جديدا في أميركا اللاتينية مع انتخاب "لوسيو" في الإكوادور، وهو زعيم مصمم على التخفيف من الضائقة الاجتماعية ومواجهة استحقاقات الديون في آن.
&وانتخب الكولونيل لوسيو غوتيريس المعروف ب"لوسيو" لدى سكان الاكوادور بمن فيهم منافسه الانتخابي الفارو نوبوا (يمين)، رئيسا للجمهورية الاحد ب4،54% من الاصوات مقابل 6،45% لمنافسه، بحسب نتائج جزئية صدرت بعد فرز 2،98% من الاصوات.
&ومثلما فعل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في البرازيل، عمد الرئيس الجديد الاكوادوري الذي سيتولى مهامه في 15 كانون الثاني/يناير لولاية مدتها اربع سنوات، الى مراعاة الهيئات المالية الدولية حرصا منه على الاحتفاظ بمصادر الاعتمادات، بدون التخلي عن برامجه الاجتماعية من اجل الفقراء.
&فالرئيس الجديد في الاكوادور، البلد الغني بالنفط مثل البرازيل، سيتولى اقتصادا ما زال يعاني من عملية الدولرة التي حصلت العام 2000، والتي بات يدعمها بعد ان ندد بها آنذاك، كما سيجد نفسه امام وضع اقتصادي خانق، حيث يطاول الفقر 80% من السكان البالغ عددهم 1،12 مليون نسمة، في حين يعيش 20% منهم في فقر معدم.
&ويبلغ حجم الدين العام الخارجي للاكوادور 3،11 مليار دولار، ما يمثل 54% من اجمالي الناتج الداخلي الاكوادوري، وتمتص استحقاقاته جميع امكانات الاستثمار بهدف خفض الفقر.
&واستأثرت خدمة الدين 98،40% من الموازنة عام 2001، في حين لم تتعد النفقات في مجالات التربية والصحة والتوظيف 24،14% بحسب دراسة اجرتها المؤسسة الاقتصادية خوسيه بيرالتا في كيتو.
&وسيسعى الرئيس الاكوادوري الجديد بالتشاور الى قلب تسلسل الاولويات، وقد تطرق الى هذا الاحتمال خلال المحادثات التي اجراها اخيرا مع صندوق النقد الدولي في كيتو وواشنطن.
&واعلن "لوسيو" للصحافة الاربعاء الماضي انه "بحث مع صندوق النقد الدولي في صيغ من اجل التوصل الى توازن في الموازنة من دون خفض رواتب الموظفين او رفع اسعار البنزين"، وهما اجراءان دعا صندوق النقد الدولي الرئيس المنتهية ولايته غوستافو نوبوا الى تطبيقهما.
&وسعى الكولونيل غوتيريس الى نقض التصريحات التهويلية الصادرة عن خصمه الانتخابي الذي اعتبر برنامجه "شيوعيا" و"على طريقة شافيز"، الرئيس اليساري الفنزويلي، فامضى اربعة ايام في الولايات المتحدة بعد الجولة الانتخابية الاولى في 20 تشرين الاول/اكتوبر، سعى خلالها الى طمأنة المتمولين والمستثمرين والمسؤولين الاميركيين.
&وزار خلال مكوثه في الولايات المتحدة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التنمية الاميركي في وول ستريت ووزارتي الخارجية والمالية الاميركيتين.
&ولا يتمتع الرئيس الاكوادوري الجديد باي هامش للمماطلة وكسب الوقت، بين تعهده ب"الالتزام بجميع الاتفاقات الدولية" لبلاده، وعزمه على "عدم ارتكاب خطأ اليمين وممارسة السلطة لمصلحة المصرفيين".
&و"لوسيو" مصمم على "جعل الفاسدين يدفعون" في بلد يصنف الثاني بعد باراغواي بين دول اميركا اللاتينية من حيث انتشار الفساد. ويطاول حجم الفساد ملياري دولار في العام.
&غير انه سيتحتم على "لوسيو" فور توليه مهامه استئناف المفاوضات التي علقها نوبوا في ايلول/سبتمبر الماضي مع صندوق النقد الدولي من اجل الحصول على اعتماد احتياطي بقيمة 240 مليون دولار.