القدس -جان لوك رونودي: يبدو رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رغم الحملة الشديدة التي يشنها خصمه بنيامين نتانياهو، الاوفر حظا للفوز في انتخابات حزب الليكود التي ستجري الخميس وسينبثق عنها بحسب استطلاعات الرأي رئيس الحكومة المقبل في اسرائيل.
&وترجح استطلاعات الرأي فوز اليمين في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 28 كانون الثاني/يناير، متقدما على حزب العمل الذي جرت انتخاباته الحزبية الاسبوع الماضي وفاز فيها عمرام متسناع رئيس بلدية حيفا وزعيم "الحمائم" في الحزب.&ويتقدم شارون (74 عاما) حوالي عشرين نقطة على نتانياهو (53 عاما) بحسب استطلاعات للرأي جرت في الايام الاخيرة وشملت اعضاء الليكود الذين يقارب عددهم 300 الف شخص.
&غير ان انصار نتانياهو وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية الحالية يؤكدون ان الفارق "الحقيقي" بين المرشحين اقل بكثير، ولا يستبعدون حصول مفاجأة.&وهم يذكرون بفوز نتانياهو في الانتخابات العامة في ايار/مايو 1996 على رئيس الوزراء المنتهية ولايته آنذاك شيمون بيريز. غير ان استطلاعات الرأي اشارت في ذلك الوقت الى فارق بسيط بينهما.
&وتردد نتانياهو في اختيار التكتيك الواجب اعتماده في مواجهة شارون.&فقد ركز حملته في مرحلة اولى على المسائل الاقتصادية، اذ تعاني اسرائيل من اخطر ركود عرفته منذ انشائها عام 1948.&واوصى نتانياهو بهذا الصدد بعدد من الاجراءات الليبرالية الى ابعد حد، ابرزها خفض الضرائب بشكل كبير "باستثناء في ما يتعلق بالاثرياء"، غير ان هذا البرنامج لم يحقق له التقدم المرجو.
&فعمد عندها الى تبديل منهجه، وعاد الى المسائل الامنية، محاولا المزايدة على شارون في الحزم والتشدد.&وطالب نتانياهو بابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في حين انه اجرى مفاوضات معه ووقعا معا اتفاقات واي بلانتيشن حين كان رئيسا للوزراء بين 1996 و1999.
ولعب شارون على هذا الصعيد دور رجل الدولة "المسؤول"، رافضا اعتماد سياسة "تقوم على الشعارات". واكتفى بالتذكير بالتعهد الذي قطعه للولايات المتحدة بعدم المس بشخص عرفات.&وحاول نتانياهو بعدها شن هجومه حول مسألة الدولة الفلسطينية، فاتهم شارون بالموافقة على الفكرة، وصنفه بالتالي في الخانة نفسها مع متسناع.
&وردد ان "دولة فلسطينية ستشكل تهديدا مباشرا لامننا، وانا الوحيد الذي يعارض قيامها"، مقترحا على الفلسطينيين الاكتفاء بنظام من الحكم الذاتي.
كما حاول تمييز موقفه معلنا معارضته لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع العماليين في حال عودته الى السلطة.وفي المقابل، اكد شارون انه سيبذل كل ما في وسعه لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة مماثلة لتلك التي رئسها لحوالي عشرين شهرا، وهو واثق من ان هذا التعايش يلقى تأييدا واسعا بين الاسرائيليين بحسب استطلاعات الرأي.&غير ان هذه الخلافات على المسائل الجوهرية لم تمنع الخصمين من استغلال الميل الى الوحدة والتضامن بين اعضاء الليكود.
&وتبادل شارون ونتانياهو امس الاثنين، قبل ثلاثة ايام من الانتخابات الحزبية، المجاملات واعلن كل منهما بفارق بضع ساعات عن الاخر انه سيعرض على الخاسر في الانتخابات حقيبة الخارجية.&وتولى شارون وزارة الخارجية بين 1998 و1999 في حكومة نتانياهو.&وكانت ادوار المسؤولين معكوسة آنذاك بالنسبة لما هي عليه اليوم، اذ كان شارون من انتقد "التنازلات" التي قدمها نتانياهو لعرفات.&وخلافا لنتانياهو، رفض شارون علنا مصافحة الزعيم الفلسطيني خلال مفاوضات تشرين الاول/اكتوبر 1998 في واي بلانتيشن في الولايات المتحدة.