الرياض - ساري الساري: أكد النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد أن الكويت ماضية في تعديل المناهج وتطويرها رافضاً في الوقت نفسه ان يكون هذا التوجه بطلب أو ضغط من الولايات المتحدة قائلاً: "لن نقبل لأي طرف كان أو أي جهة كانت أن تفرض علينا ما نتابعه في سياستنا الداخلية".
&
وأوضح الشيخ صباح في حوار مع صحيفة "الرأي العام" نشرته في عددها الصادر اليوم / الاربعاء / ان لجنة الاستراتيجية الأمنية التي شكلها مجلس الوزراء "علاجية ووقائية في آن واحد ..مهامها كثيرة والحاجة لها ملحة".
ورداً على سؤال عن "وساطة كويتية" بين ايران وأميركا نفى الشيخ صباح ذلك لكنه أكد ان الكويت تتمنى دائماً على الولايات المتحدة "ألا تضع ايران في موقع العراق في حربها على الارهاب ضمن محور الشر"، معتبراً ايران "دولة عقل وحكمة ونثق بها".
وفي ما يلي نص الحوار:
شكل مجلس الوزراء لجنة لوضع استراتيجية أمنية برئاسة الشيخ صباح الخالد ما طبيعة هذه اللجنة والحاجة الى تشكيلها؟ وماذا تعولون عليها ؟
ـ أموراً عدة، هذه اللجنة مهامها كثيرة والحاجة لها ملحة، نعتبرها ضرورة ضمن الظروف التي نمر بها والتحديات التي نواجهها، فالجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية كلها ستجتمع في هذه اللجنة لاننا في الواقع (الحكومة) بحاجة الى من يساعدنا بآرائه، لذلك سنستعين بالأكاديميين والمختصين وأصحاب الخبرات والآراء السديدة ليدلوا بدلوهم إزاء ما نمر به ويحتاج الى مشورة مختصة.
هل هي لجنة علاجية أم وقائية إذاً ؟ وهل نشأت من قناعة لدى الحكومة من ضرورة اتخاذ زمام المبادرة؟
ـ هي كل ذلك مجتمعا، علاجية ووقائية في آن واحد، نعم بدأنا في اتخاذ زمام المبادرة وهذه المبادرة تنبع من حاجتنا الى أن نفصل في أمور كثيرة قد يغيب بعضها عن ذهننا، قد تكون منشغلين بأمور أخرى خارج نطاق اختصاصنا، ومسؤوليتنا تحتم علينا أن نستعين بأصحاب الاختصاص ليساعدونا.
اللافت أن من ضمن مهام اللجنة العمل على تطوير المناهج الدراسية وخصوصاً المناهج الدينية، هل هو تطوير كفكرة كويتية أم تغيير بناء على طلب تقدمت به الولايات المتحدة لحلفائها ضمن حملتها على الإرهاب أم رضوخ لضغوط في هذا الشأن؟
ـ يؤسفني القول إن ثمة طلباً أو ضغوطاً، نعم يؤسفني أن هذا ما يتردد ويقال كلما فكرنا في التنمية وكأنه شماعة نعلق عليها حال الجمود التي نعانيها من مبدأ «الله لا يغير علينا» لا، هذا غير صحيح إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولكن في الوقت نفسه لن نقبل لأي طرف كان أو أي جهة كانت أن تفرض علينا ما نتابعه في سياستنا الداخلية لأن ثمة مؤشرات محلية نتبعها في هذا الشأن ولدينا من الخبرات المحلية والمختصة كفاءات نستعين بها في هذا المجال لمعرفة مدى الحاجة الى التغيير أو التعديل أو التطوير ليس في المناهج فقط بل في جميع أساليب التنمية.
وبالنسبة للمناهج تحديداً، نعم ثمة طلب تقدمت به الحكومة الكويتية الى الوزير منذ نحو شهرين وهناك عمل بل ورشة عمل في وزارة التربية لتطوير المناهج لتواكب العصر ومتغيراته، وهذه اللجنة (الاستراتيجية الأمنية) ستساعد الوزير في مهمته ونتمنى أن تتكلل جهودها بالنجاح.
نقلت صحيفة "يو اس توداي" عن مصادر أميركية أن الادارة الأميركية وايران تتجهان الى تعاون هادئ في أي حرب على العراق وان الطرفين يتباحثان عبر وسطاء عرب في دولة خليجية صغيرة في شأن ترتيبات التعامل مع حالات طوارئ عسكرية كما جرى في الحرب في أفغانستان، هل الكويت هي الدولة الخليجية الصغيرة التي تقوم بالوساطة بين الولايات المتحدة وايران خصوصاً أن تصريحكم أمس (أول من أمس) يؤكد انكم بحثتم الشأن الايراني مع وفد الكونغرس الأميركي؟ فماذا بين سطور كلماتكم؟
ـ أولاً ليست هناك وساطة كويتية بين الولايات المتحدة وايران، ولكن، من مصلحتنا أن نكون مع ايران في صف واحد، ونقلنا وننقل دائماً للمسؤولين الأميركيين عندما نلتقيهم تمنياتنا على الولايات المتحدة بألا تضع ايران في موقع العراق في حربها على الارهاب ضمن محور الشر، نتمنى ذلك لأن ايران صديقة للكويت ودولة عقل وحكمة ونثق بها