فيينا -عبدالوهاب القايد‏: كشفت نتائج الانتخابات العامة في النمسا عن تنامي‏ ‏دور النمساويين من اصول اجنبية في تبوأ مراكز سياسية متقدمة ولاسيما في صفوف ‏ ‏الحزب الاشتراكي.‏وأشار عضو بارز في الحزب الاشتراكي بانه على الرغم من تقدم حزب الشعب المحافظ ‏‏على الحزب الاشتراكي في الانتخابات النيابية التي جرت يوم الاثنين الماضي الا ان ‏‏الاخير حصل على نسبة حوالي 37 في المائة من اصوات الناخبين أي بزيادة تصل الى ‏‏اربعة في المائة على النسبة التي حققها في الانتخابات الاخيرة عام 1999 . ‏
وقال العضو الاشتراكي في بلدية فيينا المهندس عمر الراوي وهو من اصل عربي ان ‏ ‏ترتيبه على مستوى العاصمة فيينا كان الرابع بعد المستشار المحافظ فولفغانغ شوسيل ‏‏وزعيم حزب الخضر الكسندر فان دير بيلين والمرشح الاشتراكي لمنصب وزير الخارجية ‏ ‏فولفغانغ بيتريتج. ‏ واوضح الراوي أنه احتل داخل حزبه المرتبة ‏ ‏الثانية بعد فولفغانغ بيتريتش من ناحية الفوز باكثرية الاصوات في فيينا في حين ‏ ‏كان تسلسله الاول بين المرشحين من اصول اجنبية. ‏
&واعرب هذا المرشح العربي عن ارتياحه لكسب (3154) صوتا في العاصمة واصفا هذه ‏ ‏النتيجة بانها "مشرفة للاجانب والعرب بشكل خاص".‏ واعتبر الهزيمة المريرة التي تعرض لها حزب الاحرار بانها "تطور ايجابي جدا ‏‏نظرا لكون الاجانب تضرروا كثيرا من سياسات وشعارات هذا الحزب المناهضة لهم على ‏‏مدى 15 عاما". ‏
‏وفسر صعود نجم حزب الشعب بانه "جاء نتيجة للازمة التي تعرض لها حزب ‏ ‏الاحرار اليميني وانتقال غالبية مؤيديه الى حزب الشعب الامر الذي تسبب في حصول ‏ ‏الشعب على اصوات اضافية تزيد على نسبة 15 في المائة مقارنة بالانتخابات الاخيرة".‏‏ وكشف "ان فوز حزب الشعب بهذه النسبة المرتفعة يعني بانه سيكون على راس الحكومة ‏ ‏المقبلة ولن يغير القوانين لصالح الاجانب ولاسيما مايتعلق منها بلم شمل العوائل ‏ ‏والهجرة مما سيترتب عنها تاخر لاربع سنوات مقبلة".‏
‏ واستبعد الراوي ان يدخل حزبه في ائتلاف مع حزب الشعب "باعتبار ان الناخب في ‏ ‏تصويته اعطى ثقته للحكومة السابقة وهذا دليل على رضاه عن ادائها وبرامجها التي ‏ ‏تختلف عن برامج الاشتراكيين".‏‏ واعرب عن قناعته بان تشكيل ائتلاف حكومي يضم حزبين كبيرين كالشعب المحافظ ‏‏والاشتراكي "لن يكون في صالح المواطنين باعتبار ان المعارضة لهما ستكون ضعيفة في ‏ ‏البرلمان نظرا لكونهما يحتلان اغلبية تلك المقاعد".‏
‏ وحول استعانة حزب الاحرار اليميني بالمرشح الدكتور مصطفى التلبي وهو من اصل ‏ ‏مصري في حملته الانتخابية قال العضو الاشتراكي "بان نصيب هذا المرشح من الاصوات ‏
‏كان محدودا جدا حيث لم يستطع استقطاب اصوات الجاليتين العربية او الاسلامية في ظل ‏ ‏حزب يعتمد برنامحه على العنصرية وكراهية الاجانب".‏‏ وأشار الراوي في هذا الصدد الى "الحملة الاعلامية التي قام بها حزب الاحرار عن ‏ ‏طريق الصحافة المحلية قبل موعد الانتخابات والتي اكد فيها بوضوح رفضه لما وصفه ‏ ‏بمحاولات اختراق الحضارة المسيحية الكاثوليكية عن طريق المساجد وهي اشارة واضحة ‏ ‏الى ان هذا الحزب يحارب المسلمين والاجانب بكل الوسائل المتاحة".‏
‏‏
‏ومضى الراوي قائلا "بانه لا يعقل ان يصوت الناخب العربي والاجنبي لحزب ‏ ‏الاحرار الذي وقف ضد بناء المقبرة الاسلامية في فيينا والذبح الاسلامي في النمسا ‏ ‏بمجرد وجود مصطفى التلبي على قوائم الحزب الانتخابية او لمجرد ان زعيم الحزب ‏ هايدر زار العراق ثلاث مرات". ‏
واضاف "ان تاثير التلبي كان بسيطا جدا" واصفا الاصوات التي حصل عليها بانها ‏ ‏كانت "عبارة عن اصوات ضائعة جاءت من بعض اصدقائه".‏‏ واشار الى انه تمكن من تحقيق الاهداف التي وضعها وابرزها "تحجيم دور حزب ‏‏الاحرار بسبب مواقفه العنصرية فضلا عن تمثيل الناخب العربي و المسلم في هذه ‏‏البلاد والدفاع عن مصالحه وحفزه على ان يكون عنصرا فاعلا داخل المجتمع وخاصة ‏ ‏الاستفادة من حقه الانتخابي". ‏
وأكد "ان الاصوات التي كسبها في الانتخابات ستنعكس على المؤسسة السياسية ‏ ‏النمساوية بحيث اصبح للمهاجرين صوت مسموع لايمكن للحكومة ان تتجاهله في المستقبل ‏‏ولاسيما من ناحية الاقرار بحقوق هؤلاء وعدم تهميش دورهم داخل المجتمع". ‏
وعن توقعاته لشكل الحكومة المقبلة قال الراوي "ان هناك احتمال تمديد العمل ‏‏بالائتلاف القائم بين حزبي الشعب والاحرار او تشكيل حزب الشعب لحكومة اقلية" ‏‏مستبعدا في الوقت نفسه قيام تحالف بين الخضر والشعب بسبب تباعد مواقفهما مثلما هو ‏ ‏الحال ايضا مع الاشتراكيين. وردا على سؤال يتعلق بامكانية اجراء تغييرات في قيادة الحزب الاشتراكي اثر ‏‏النتيجة المتواضعة التي حققها في انتخابات امس خلص المرشح الاشتراكي العربي في ‏ ‏ختام حديثه الى القول "بان قيادة الحزب اجمعت خلال اجتماعها مساء امس على التمسك ‏ ‏بالفريد غوزينباور زعيما للحزب.