بغداد- فاروق شكري: استأنف مفتشو الامم المتحدة مهامهم في العراق صباح اليوم بعد انقطاع دام اربع سنوات في وقت شددت فيه الامم المتحدة على ضرورة تعاون النظام العراقي مع عمليات التفتيش لتجنب وقوع حرب.
وتوجه مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة الفرنسي جاك بوت في سيارات جيب الى موقع تابع لهيئة التصنيع العسكري العراقية في الضواحي الشرقية لبغداد وغادروه بعد ثلاث ساعات على وصولهم.
ودخل المفتشون الموقع المحاط بشريط شائك وقد رفعت على مدخله صورة كبيرة للرئيس العراقي صدام حسين ووقف جندي مسلح على مدخله.&واعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من باريس ان عمليات التفتيش للمواقع العراقية شهدت "بداية لا بأس بها" مشددا على ضرورة حصول "تعاون متواصل" من جانب السلطات العراقية.
وقال انان في حديث لاذاعة اوروبا 1 الخاصة ان "اعمال التفتيش شهدت بداية لا بأس بها والعراقيون تعهدوا برفع التقرير (حول الاسلحة التي يملكونها) في الثامن من كانون الاول/ديسمبر لاننا كنا قلقين بعض الشيء من عدم تمكنهم من القيام بذلك. لكنهم وعدونا بذلك".
&وقال انان "على العراقيين ان يتعاونوا بالكامل ويجب ان يكون هذا التعاون متواصلا لتفادي وقوع نزاع عسكري" مضيفا "لا اعتقد ان الحرب حتمية في حال استغل العراق الفرص المتاحة له حاليا وتعاون بشكل كامل مع المفتشين".&وشدد على ان المفتشين الدوليين "يمكنهم زيارة كل المواقع الرئاسية" من دون ان يعطي اي تفاصيل حول الجدول الزمني لهذه الزيارة "لان عامل المفاجأة مهم ايضا".
وفي الوقت الذي باشر فيه المفتشون عملهم اطلقت صفارات الانذار في بغداد طوال عشر دقائق اعتبارا من الساعة 6:30 بتوقيت غرينتش بسبب تحليق طائرة مجهولة الهوية في اجواء العاصمة.&ويضم الموقع الذي تمت تفتيشه والواقع على بعد 25 كليومترا شرق وسط العاصمة من مجموعة مبان ويحمل اسم "التحدي" في منطقة الرشاد.&وقال المتحدث باسم المفتشين الدوليين في العراق هير اوكي لوكالة فرانس برس قبل بدء مهمات التفتيش ان المهمة الاولى تضم فريقين سيتوجهان الى موقعين مختلفين.
واضاف اوكي ان "المفتشين يقودون بانفسهم سيارات الجيب التابعة للامم المتحدة وهم يعرفون تماما اين يذهبون ولديهم خرائط وبعضهم يعرف تماما الطرق في العراق. ولديهم ما يكفيهم من طعام وشراب لفترة الغداء". وقد غادر المفتشون التابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية وللجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) باكرا مقر الامم المتحدة في بغداد في موكب ضم عدة سيارات جيب.
وتبع المفتشين مرافقون عراقيون من اللجنة الوطنية للرقابة المكلفة التنسيق مع لجنة مفتشي الامم المتحدة (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن عشرات الصحافيين.&وقال المسؤولون عن هذه المهمة الاولى انهم لن يترددوا في "تجميد" الموقع المشبوه عبر منع دخول اي اجهزة او اشخاص او خروجهم منه لتجنب اي تعارض مع عملهم.
ومع هذه المهمة تكون الامم المتحدة استأنفت جهودها للتحقق ما اذا كان العراق لا يزال يملك اسلحة دمار شامل. وتقول بغداد انها لا تملك اسلحة محظورة لكن واشنطن تصر على العكس وقد حذرت من ان اي عرقلة لمهمة الامم المتحدة قد تؤدي الى هجوم عسكري على النظام العراقي.&والمفتشون الذين يعملون بموجب قرار الامم المتحدة 1441 الذي شدد نظام التفتيش مجهزون بمعدات متطورة في المجالات النووية والكيميائية والبيولوجية.