طهران- ستيفان سميث: في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر السياسي في ايران طلب الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي من المحافظين التخلي عن اساليبهم التسلطية والسير في طريق الاصلاحات.
وقال خاتمي مساء الثلاثاء في ضريح مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني "اذا لم نحترم كرامة وحقوق الانسان فلن نستطيع ابدا ان نحقق العدالة الاقتصادية".&وكان خاتمي يتحدث في ذكرى مقتل الامام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين واول ائمة الشيعة اليوم الذي يعتبر ذكرى وطنية في ايران.
وقال خاتمي ان "الامام علي كان اكثر حرصا على الحرية وحقوق الناس من العدالة الاقتصادية" في رد مبطن على انتقادات المحافظين الذين يتهمونه بالفشل في حل المشكلات الاقتصادية للبلاد.
وقال خاتمي "الكرامة واحترام الحرية اللذان ارساهما حكم الامام علي لم يكونا حكرا على اصدقائه لكنهما شملا ايضا اعداءه".&واضاف "الامام علي لم يرغم احدا على الولاء له ولم يشن الحرب الا على الذين دفعوه اليها".
ويأتي هذا الخطاب في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوتر بين الاصلاحيين الذين يسيطرون على مجلس الشورى ورئاسة الجمهورية وبين المحافظين الذين يسيطرون على الجهاز القضائي والقوى الامنية.
ويرجع هذا التصاعد خصوصا الى مشروعي قانون قدمهما خاتمي والى التظاهرات الطلابية الحاشدة في الاسابيع الاخيرة احتجاجا على الحكم بالاعدام على المثقف هاشم اغاجاري.
ويتعلق مشروع القانون الاول باصلاح القانون الانتخابي لمنع رفض ترشيح الاصلاحيين الى الانتخابات اما الثاني فيعطي للرئيس امكانية التدخل مباشرة في قرارات القضاء.&وقد اقر البرلمان مؤخرا هذين النصين.&وقال الرئيس خاتمي "في نظام حكومي يعتبر حكم الامام علي نموذجا يحتذى به يجب احترام كل شخص وعدم تجريده من حقوقه".
ومن جهته اتهم محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني ورئيس الحزب الاصلاحي الرئيسي المتشددين بالرغبة في فرض حالة الطوارىء في ايران بهدف الاطاحة بالحكومة.&وقال خاتمي رئيس جبهة المشاركة لوكالة الانباء الطلابية ان "البعض يسعى الى فرض حالة الطوارىء للقضاء على الحركة الاصلاحية".
واوضح ان اعضاء التيار المتشدد حكموا بالاعدام على اغاجاري في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة الاساءة الى الاسلام لاثارة ازمة وايجاد ذريعة لفرض حالة الطوارىء.&ومن جهة اخرى اعتبر خاتمي ان "الاسلام الحقيقي يفسح المجال لحرية التعبير وليس للديكاتورية".&وقد اطلق سراح اربعة من ناشطي الحركة الطلابية الاحتجاجية على الحكم باعدام اغاجاري اليوم بعد احتجازهم لمدة 24 ساعة.
وهؤلاء الطلبة اعضاء في اتحادات جامعية قامت بدور مركزي في تنظيم التظاهرات التي شهدتها البلاد منذ التاسع من الشهر الجاري. ومنذ 25 من الشهر لم تسمح الحكومة بقيام اي تظاهرة.&ولم يسهم ايضا الامر الذي اصدره المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي للقضاء باعادة النظر في ملف اغاجاري في تخفيف حدة التوتر بين الاصلاحيين والمحافظين.