القاهرة ـ إيلاف: جدد أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري اتهاماته لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون قائلاً إنها ألغت كل اتفاقاتها مع الفلسطينيين بما فيها الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، والعودة إلى مائدة المفاوضات، وتوقع الباز أن تشهد المرحلة المقبلة انقسامات حادة في الحكم الإسرائيلي واتساع نطاق حالة التشرذم السائدة حاليا داخل اوساط النخبة السياسية والفكرية هناك بعد خمود اصوات المدافع واكتشافهم حجم الخسائر التي تكبدوها على كافة الاصعدة من جراء سياسات حكومة شارون.
وجود وحدود
ووصف الباز الصراع العربي الاسرائيلي بأنه ليس صراع وجود ولا حدود، انما هو "صراع حقوق"، على حد تعبيره، لافتاً إلى انه لا يتفق مع من يرون ان الصراع العربي الاسرائيلي هو صراع بين مسلمين ويهود بل هو صراع سياسي نجم اصلا عن ظهور الحركة الصهيونية في اوروبا والتي طالبت بتأسيس إسرائيل في المنطقة العربية لحل مشكلات اليهود في اوروبا مشيرا الى أن منطقتنا العربية لم تعرف يوماً ما يعرف بالمسألة اليهودية.
ومضى الباز قائلاً إن مصر تتابع مواقف اسرائيل من عملية السلام والغائها جميع الاتفاقات مع الفلسطينيين بما فيها الاتفاق على انسحاب قواتها من الأراضي الفلسطينية، والعودة الى مائدة المفاوضات متذرعة بأن هذا الاتفاق كان في عهد وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر.
ورغم ذلك الهجوم الذي شنه على حكومة شارون، فقد أبدى الباز في تصريحات صحافية نشرت اليوم تفاؤلاً بقوله إن كل طرف من اطراف النزاع يسعى للحصول على حقوقه، ولابد ان ينتهي الامر بتوقيع معاهدات سلام آجلا أو عاجلاً.
وحول القدرات النووية الاسرائيلية قال الباز إنه بمجرد التوصل الى اتفاقات سلام بين اسرائيل ودول الطوق لابد من تصفية البرنامج النووي الاسرائيلي الذي يتعارض مع السلام ويشكل خللا في ميزان القوى الاستراتيجي في المنطقة، كما يشجع البعض أيضاً على السعي إلى تملك الاسلحة الكيماوية والبيولوجية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
واختتم الباز قائلاً ان على الاسرائيليين ان يقبلوا ذلك خاصة ان العالم كله يسير في اتجاه التخلص من الاسلحة النووية بل وتسعى اميركا الى استخدام قوتها وعضلاتها لنزع اسلحة الدمار من بعض الدول كما هو حادث الان مع العراق، وهو نفس المطلب الذي تطرق إليه الرئيس المصري حسني مبارك في آخر خطاب له أثناء افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة.
المسألة اليهودية
وتطرق الباز باسهاب إلى جذور القضية الفلسطينية موضحا انها ظهرت بسبب ما كان يسمى المسألة اليهودية، وهي قضية لا صلة للعرب بها، لكنها كانت قائمة في أوروبا، ومع نهاية القرن التاسع عشر وجدت الحركة الصهيونية السياسية ان الحل الوحيد للمشكلة اليهودية وهو ما عبر عنه هرتزل في بازل بسويسرا عام 1896 يكمن في انشاء دولة يهودية لانهاء معاناة اليهود في أوروبا وتفكيره في البداية لم يكن متجها نحو فلسطين ولكن الرأي الذي تغلب في النهاية هو اقامة تلك الدولة في فلسطين، لأن القدس تحتل أهمية كبيرة في الأدب اليهودي وفيها جزء من التاريخ العبراني ومن المغالطات التي روج لها في تلك الفترة ان فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ثم تطورت الأمور وصدر وعد بلفور عام 1917 والذي تحدثت فيه انجلترا عن وطن قومي لليهود وليس عن دولة يهودية وكان هذا الوعد مجحفا لأنه صدر ممن لا يملك كما ان هذا الوعد ليس له أي مرجعية قانونية ثم صدر قرار الأمم المتحدة عام 1947 بخصوص تقسيم فلسطين وكان قرارا غريبا وقت صدوره حيث كانت غالبية الأرض فلسطينية وكان اغلب السكان ايضا فلسطينيين، ولكن تزامن صدوره مع نهاية الحرب العالمية الثانية في ظل مشاعر متنامية متعاطفة مع اليهود وتم استخدام تعبير لاتيني باقامة كيانين منفصلين احدهما يهودي والاخر فلسطيني ورغم ان هذا القرار من الناحية القانونية لم يتمتع بالشرعية المطلوبة ولم تكن له ناحية الزامية إلا انه مع ذلك نفذ بشكل تام بل استمر توسع اليهود باستمرار متعللين بانهم عرضوا على العرب الاستقلال عن الانجليز ولكنهم لم يريدوا ذلك لهذا صدر اعلانهم الشهير والذي أطلقوا عليه اعلان الاستقلال وليس اعلان قيام دولة إسرائيل.