كريشنا مورتي* - &لا يختلف اثنان على أن استخدام الإنترنت آخذ بالازدياد بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط· إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن عدد مستخدمي شبكة المعلوماتية سيرتفع إلى ما يزيد على 15 مليون مستخدم في أواخر العام ،2004 ومع أن هذا العدد الكبير نسبيا لا يشكل إلا نسبة ضئيلة مقارنة بعدد السكان الكلي يبقى الإقبال على استخدام الإنترنت في المنطقة كبير وآخذ بالازدياد إلى حد بعيد· إذ أن عدد المستخدمين آخذ بالتضاعف سنويا بشكل سريع جدا· على أن هذا التيار الآخذ في النمو في عدد المستخدمين يشكّل، وإن كان ظاهرة صحية طيبة، تحديا كبيرا لبلدان المنطقة على عدة أصعدة، أهمها البنية التحتية التقنية المطلوبة لاستيعاب زخم الزيادة في أعداد المشتركين من جهة، وقدرة شركات الاتصالات على توفير عرض النطاق الكفيل بتأمين اتصال سريع ومقبول للمستخدمين من جهة أخرى·
ولعل الطلب المتزايد على خدمات النفاذ إلى الإنترنت في المنطقة سيكون أسرع بكثير من وتيرة تطور البنية التحتية التقنية فيها· وهذا أمر محمود العواقب لعدة أسباب· أهم هذه الأسباب أن هذا التسارع في الطلب سيخلق دافعا قويا يحرك عجلة تطور أنظمة البنية التحتية في المنطقة، وهو الأمر الذي بدأنا نرى أنه قد تحقق بالفعل في العديد من بلدان المنطقة مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والأردن، وغيرها الكثير من الدول في المنطقة·
وتقوم شركات الاتصالات في هذه البلدان، وغيرها الكثير من البلدان الأخرى في الوطن العربي، بالاعتماد على أحدث ما توصلت له صناعة تقنية الاتصالات في العالم حتى تتمكن من استيعاب الطلب المتزايد على استخدامات الإنترنت فيها·
وبامتلاكها لاقتصاديات تتمتع باستقرار واستقرار نسبي إلى حد ما، كما أرى، تتميز دول الخليج العربي بأنها تخطو خطى حثيثة ومتسارعة للغاية في تطوير بناها التحتية مما يجعلها مؤهلة نسبيا لاستيعاب الزيادات المتوقعة في أعداد مستخدمي الإنترنت·
وقد لعبت إيسر دورا بارزا في دعم وتشجيع انتشار استخدامات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط· وتسنى لها ذلك في الواقع عبر توفيرها لأرقى تقنيات النفاذ إلى الإنترنت مع كبريات شركات الاتصالات في المنطقة، مثل شركات الاتصالات في مملكة البحرين، وقطر، والمملكة العربية السعودية، ومنطقة بلاد الشام أيضا· وبما أن الأفراد والشركات على السواء في العصر الرقمي الجديد تدور فعالياتهم ونشاطاتهم اليومية حول الإنترنت واستخداماتها بشكل كبير، والتحدي الكبير بالنسبة للشركات يكمن في كيفية إدارة الموارد العامة المتاحة لها، وعلى رأسها الموارد البشرية·
من هنا استجابت إيسر لهذه الاحتياجات الجديدة من خلال تطويرها للحلول الاستراتيجية الشاملة التي تدعى مؤسسة الإنترنت Internet Organization. وفي عالم لا يوجد فيه منافسون، بل شركاء يعتمد كل منهم على عناصر قوة الآخر لتعزيز الحالة التنافسية الأشمل لكل منها، يتيح نظام مؤسسة الإنترنت للمؤسسات أن تنظم عملياتها والحصول على بنية مرنة في الوقت ذاته تمكنها من الاستجابة بسرعة ومرونة للتغيرات الطارئة في بيئة عملها·
والملفت هنا أن استخدام التقنية في منطقة الشرق الأوسط بدأ يتخذ أبعادا جديدة يمكن تسميتها بمرحلة ما بعد استخدام الكمبيوتر الشخصي· فمن خلال تجربة إيسر في المنطقة، نلاحظ اليوم أن الحل التقني الصرف يمثل جزءا محددا من معادلة الاستخدام الاستراتيجي الأشمل· والأكثر بروزا الآن وبشكل جلي، إقدام المنطقة على مفهوم الحلول والخدمات التقنية المتقدمة· وهو الأمر الذي يشكل تحديا جديدا يواجه الصناعة في المنطقة، والأمر الذي خاضت غماره إيسر بقوة ونجاح كبيرين في العام 2001 وبتوقعات لنمو أكبر في العام الحالي والفترة التي ستليه·
من هنا عمدنا في إيسر على تطوير استراتيجية تقنية متطورة تمكن الشركات والأفراد من الإقبال على تطبيقات الإنترنت والاعتماد عليها بشكل متكامل·
وتنقسم استراتيجيتنا إلى ثلاثة أجزاء رئيسة: تقنية النفاذ إلى الإنترنت، ومنتجات متقدمة لاستخدامها في النفاذ إلى الإنترنت، وخدمات متقدمة للمستخدم أثناء استعراضه للإنترنت· وقد لعبت إيسر في الواقع دورا كبيرا في تسهيل الإقبال على استخدامات الإنترنت وتطبيقاتها في المنطقة من خلال تطويرها للتقنية عالية الأداء من جهة وسهلة الاستخدام للمستخدم من جهة أخرى·
وبتوافر الدعم الحكومي الكبير، وكثرة المبادرات الجديدة من القطاع الخاص، يبدو لنا مستقبل تقنية المعلومات في المنطقة العربية مشرقاً للغاية، ويسير في الاتجاه الصحيح دون شك·
* مدير عام إيسر الشرق الأوسط في الإمارات&
&الاتحاد