بيروت - غادة بيضون: غالبا ما يقول الكثيرون انهم حين يشعرون بالضيق "انا اليوم مكتئب" كلمة شاع استعمالها سواء كان الانسان يشعر بملل بسيط او ضغط نفسي من جراء امور الحياة اليومية. والحقيقة ان الاكتئاب هو مرض خطير يصاب به المريض بعد تراكم مشكلات نفسية تؤدي الى حالة "الاكتئاب".
والخطير في الامر ان الكثيرون يلجأون الى الحبوب التي تقضي على ما يحسون بأنه "اكتئاب" بهدف الشعور بالسعادة من دون استشارة طبية مما يؤدي الى مضاعفات صحية تهدد بحياة متناولها الذي ريحاج اليها في اغلب الاحيان .
في مقابلة أجريناها مع الدكتور سامي ريشا اختصاصي في الأمراض العصبية والنفسية للراشدين والأطفال وفي أمراض الكحول في لبنان شرح لنا ماهية مرض الاكتئاب الذي أصبح يعاني منه عدد كبير من الناس في مجتمعاتنا.
يعتبر مرض القلب والشرايين المرض الأول في العالم يصيب الناس ويقتلهم، يليه مرض الاكتئاب الذي يتعرض له 1/4 من الراشدين. الاكتئاب (Depression) ليس "الزعل" (Tristesse) كما هو متعارف عليه بين الناس، بينما قد يؤدي استمرار "الزعل" لعدة أسابيع تصاحبه أعراض أخرى إلى التفكير بأن الشخص قد يكون مصاباً بمرض الاكتئاب.
اما عوارض هذا المرض فنفسية وجسدية فهي:
1- زعل بمنحى متطور (وجع نفسي وقهر).
2-& عوارض جسدية: قلة النوم أو كثرته، قلة الأكل أو كثرته، وتخف الرغبة الجنسية (Libido).
3- يخف نشاطه الفكري والجسدي (Ralentissement psycho-moterir)
4- يخف التركيز (نقص في الذاكرة وقلة انتباه).
5-& محاولة الانتحار (وهي أخطر مرحلة عندما يفكر فيها المريض بأنه لا يستحق العيش).
وجدير بالذكر أن في لبنان والدول العربية لا يقدم مرضى الاكتئاب على الانتحار بسبب الأفكار الدينية المنتشرة ودعم العائلة. ويتعرض النساء لهذا المرض مرتين أكثر من الرجال بسب هرموناتهن. فهذا المرض عبارة عن نقص في هرمون معين في الدماغ، المحيط يبرز المرض لكنه لا يسببه، ولذلك فإن علاجه ممكن بالأدوية والعقاقير.
إن الاكتئاب مرض يصيب جميع الناس بدءاً من الأطفال الرضع إلى الشيوخ (كبار السن) وفقاً للنسب التالية:
- 2% عند الأطفال.
-& 8% عند المراهقين.
- 25% عند الراشدين.
في حين ترتفع هذه النسبة في مرحلة الشيخوخة ويصعب تشخيص المرض فيها، حيث أن ظهور اللامبالاة قد تكون بتأثير "الحرف" وليس الاكتئاب. ويمكن لنا إدراك وجود هذا المرض لدى الأطفال في خلال تعابيرهم وتصرفاتهم مثل (Retard Scolaire).
أما عند المراهقين فإنهم يعبرون عنه بالانفعال والعصبية. ويصل هذا المرض إلى مراحله الخطرة عند المراهق إذ يقدم بنسبة أكبر على الانتحار، كما أنه قد يدمن الكحول أو المخدرات بأثير المرض.
لكن المطمئن أنه يمكن بالعلاج أن يشفى المريض تماماً ويعود إلى طبيعته، وهذا أمر نادر في طب النفس دون الحاجة إلى الجراحة. والعلاج يتم على 3 مراحل:
1- الأدوية التي تعطي كبديل للهرمون الناقص ويتوفر في لبنان 32 دواء للاكتئاب حيث أن لكل نوع وعمر وحالة دواء خاص.
وفي حالة تعاطي الأدوية يجب الانتباه إلى عدة أمور منها:
الانتظار مدة معينة كأسبوعين على الأقل لمعرفة النتائج- حتى وبعد شفاء المرض عليه أن يتابع تناول الدواء لمدة سنة حتى لا يعاوده المرض- هذه الأدوية لها عوارض جانبية فضلاً عن ارتفاع ثمنها، لكن المريض لا يدمن عليها أبداً.
1-العلاجات النفسية
2- التحليل النفسي
3- الصدمات الكهربائية (Electro-choc) (3 مرات أسبوعياً، وهي تعتبر أهم دواء لمرض الاكتئاب، كما أن عوارضها الجانبية أقل من الأدوية، لكنها تحتاج إلى بنج، كما أنه في حالات معينة قد تكون بديلاً عن الأدوية كما في وضع المرأة الحامل التي لا تستطيع تناول أياً من أدوية الاكتئاب.
وأخيراً فإن مريض الاكتئاب بحاجة إلى علاج فعال على يد طبيب متخصص ولن تفيده الرحلات أو السفر لأنه لا يعاني من حالة نفسية عارضة بل هو مريض بحاجة إلى دواء يشفيه.