القدس- كريستيان شيز: توعد القادة الاسرائيليون بالانتقام لمقتل ثلاثة اسرائيليين في عملية مومباسا الانتحارية، الا ان مهمة الدولة العبرية تبدو شاقة لان العدو غير مرئي وسيصعب التعرف عليه.
وقد اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، فور اعادة انتخابه مساء امس الخميس على راس حزب الليكود انه سيلاحق الذين خططوا لهجوم مومباسا.&وقال "لن نستسلم للارهاب (...) ان اسرائيل ستلاحق اولئك الذين سفكوا دم مواطنيها". وبين الضحايا الاسرائيليين الثلاثة الذين سقطوا في مومباسا الخميس، هناك شقيقان في الثانية عشرة والثالثة عشرة.
وقال مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي زالمان شوفال ان هذه الملاحقة تشكل "اولوية اساسية" بالنسبة الى شارون، لان اسرائيل "تعتبر نفسها مسؤولة عن حياة مواطنيها"، على حد تعبيره، وكذلك عن "حياة اليهود الذين ليسوا مواطنين اسرائيليين".
وكان محققون اميركيون واسرائيليون بداوا عملهم اليوم في كينيا، فيما اعلنت الشرطة الكينية عن توقيف 12 شخصا.&ويشكل تنظيم "القاعدة" برئاسة اسامة بن لادن، اكثر من اي وقت مضى المشتبه الاول بالنسبة الى اسرائيل.
وقال شوفال "يبدو ان هناك مؤشرات تدل على ان القاعدة مسؤولة عما حصل في كينيا".&وهذا الامر يزيد من صعوبة مهمة الموساد الاسرائيلي (جهاز الاستخبارات) الذي كلفه شارون الخميس اجراء تحقيق في العملية والعثور على المخططين لها.
ذلك ان اسرائيل تواجه هذه المرة مجموعة متشابكة غير مرئية لا تملك قاعدة ثابتة، نوعا من اخطبوط تمتد مجساته على قسم كبير من الكرة الارضية، بعكس ما هي الحال في مواجهة الهجمات التي تنفذها مجموعات فلسطينية معروفة ومحددة بوضوح.&واقر شوفال بان ملاحقة الفاعلين ستكون "اكثر صعوبة بكثير، لا شك بذلك".
وراى اران ليرمان الضابط الاسرائيلي السابق في اجهزة استخبارات الجيش ان "القاعدة ليست منظمة. بل هي شبكة (...) تقود وتعطي توجيهات لعناصر محليين. وتختلف قدرتنا على التركيز على هؤلاء العناصر، تبعا للاماكن" التي يتواجدون فيها.&وقال مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي من جهته ان الجميع متفقون على ان الامر يتطلب وقتا، "الا انه سياتي اليوم" الذي تصل فيه المطاردة الى نهايتها.
ويرى الاسرائيليون ان الطريقة النموذجية لتحقيق ذلك تكمن باتباع الاسلوب الذي اعتمد في التصفية المنهجية على يد الموساد لافراد الكوماندوس الفلسطيني المنتمي الى ما عرف بمجموعة "ايلول الاسود" المسؤولين عن مقتل 11 رياضيا اسرائيليا خلال دورة الالعاب الاولمبية في ميونيخ في 1972.&وقال رعنان غيسين في هذا الاطار "تذكروا ما حصل للذين نفذوا مجزرة ميونيخ"، مضيفا "لقد تطلب الامر وقتا، انما لم يكن هناك حل آخر".
الا ان الموساد لم يعرف النجاح دائما في مثل هذه العمليات. اذ انه لم يتمكن من كشف المسؤولين عن الهجوم بالقنابل على السفارة الاسرائيلية في بوينس ايرس الذي ادى الى مقتل 29 شخصا وجرح اكثر من 200 آخرين في 1992، وعن الهجوم على مقر منظمة التعاضد الاسرائيلية الارجنتينية في 1994 الذي ادى الى مقتل 86 شخصا وجرح 300 آخرين.&
والى جانب مصير التحقيق الذي يجريه الموساد، اعرب عدد من المحللين الاسرائيليين اليوم ، عن قلقهم اكثر على هشاشة وضع الاسرائيليين الموجودين في الخارج التي ظهرت بشكل ماساوي من خلال الهجوم المزدوج امس الخميس على اسرائيليين في كينيا.
وكتبت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان اجهزة الامن الاسرائيلية ترى في هذا الهجوم المزدوج "بداية موجة من الارهاب العالمي"، وقد امرت بتعزيز فوري للاجراءات الامنية حول المباني الاسرائيلية، لا سيما تلك التي تاوي السفارات. وفي بريتوريا مثلا، اقفلت السفارة اعتبارا من يوم امس.
الا ان محللا في "معاريف" كتب يقول "اذا اتخذ القرار بمهاجمة سياح اسرائيليين، فان القاعدة يمكن ان تتحرك في الهند وتايلاند واميركا الجنوبية وتركيا"، اي باختصار فان الاهداف المحتملة كثيرة.
ولا يمكن لاجهزة الامن الاسرائيلية ان تكون موجودة في كل مكان. وقد علقت صحيفة "يديعوت احرونوت" على هذا الموضوع بالقول ان "الدرس الاول من الهجوم على فندق بردايز في كينيا هو ان الاسرائيلي في الخارج يواجه مصيره بنفسه".