بروكسل-بيار غلاشان: تدفع قضية توسيع الاتحاد الاوروبي الى عشر دول جديدة وتحديد موعد لاطلاق مفاوضات الانضمام مع تركيا، الدول الاعضاء الـ15 في الاتحاد الاوروبي الى البحث في شكل عاجل في الحدود التي يجب ان تكون لاوروبا، وهو مفهوم مرتبط بهوية المشروع الاوروبي نفسه.
&وقال رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي اخيرا "لا نستطيع ان نعطي الناس الانطباع باننا سنواصل التوسع الى ما لا نهاية والا فان مواطنينا لن يعرفوا الى اي مجموعة ينتمون".&واعتبر انه يتوجب حاليا البحث في تحديد مجموعة من الدول الاصدقاء للاتحاد الاوروبي لا تصبح دول اعضاء في الاتحاد لكنها تقيم معه علاقات مميزة.وقال "سوف نتقاسم مع هذه الدول كل شئ ما عدا مؤسساتنا".
&وامام البرلمان الاوروبي دعا برودي الى "نوع جديد من الشراكة" بين الدول الاعضاء في الاتحاد وغير الاعضاء فيه.&&وقال "يجب الا نعتبر حدودنا بمثابة جدار كما يجب ان لا ننظر اليها على انها تتوسع في شكل محتم".&وكانت تصريحات رئيس المعاهدة من اجل مستقبل اوروبا فاليري جيسكار ديستان الذي اعتبر ان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي سيعني "نهاية الاتحاد الاوروبي" اثارت نقاشا حادا حول فرص انضمام انقرة الى الاتحاد واعادت طرح قضية حدود اوروبا.
&واعتبر رئيس المعهد الجامعي الاوروبي في فلورنسا ايف ميني ان على اوروبا ان "تقترح خيارا بديلا جديا ومغريا عن الانضمام الى النادي" الاوروبي.&وقال "اليوم، يشعر الناس انهم اما ان يكونوا في النادي او لا يكونون. واذا انضموا الى هذا النادي يحصلون على الكثير من الفوائد واذا بقوا خارجه فانهم يكونون في الجحيم".
&والمرشحون المؤكدون او المحتملون للانضمام الى الاتحاد الاوروبي هم كثر: يفترض انضمام رومانيا وبلغاريا الى الاتحاد عام 2007، كما ترغب تركيا التي يعود طموحها للانضمام الى النادي الاوروبي الى عام 1963، بتحديد موعد لاطلاق مفاوضات الانضمام في قمة كوبنهاغن في 12 و13 كانون الاول/ديسمبر.
&غير ان فكرة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي تجتذب دولا اخرى كثيرة. فهنالك بالطبع الدول المنبثقة من يوغوسلافيا السابقة والذي اعترف الاتحاد الاوروبي نفسه بانتمائها الاوروبي. والى الجنوب والشرق، هنالك المغرب الذي رفض طلب انضمامه، واوكرانيا ومولدافيا واسرائيل. حتى ان روسيا ودول القوقاز (اذربيجان وجورجيا وارمينيا) اعربت عن رغبتها في الانضمام الى الاتحاد.
&ويقول بول مانيت الاستاذ في الجامعة الحرة في بروكسل ان الحرب الباردة كانت فرضت حدودا لاوروبا غير ان هذه القضية "اعيد فتحها بالكامل يوم سقوط جدار برلين".
&وقال جان ميشال دي ويل الاستاذ في الجامعة نفسها ان "قضية الحدود تطاول قضية هوية المشروع الاوروبي نفسه".
&ويقول ايف ميني "ان حدود اوروبا هي حدود الاتحاد الاوروبي الذي نريد ان نؤسسه سويا. ان اعتماد حدود لاوروبا بمثابة تحديد لبرنامجها السياسي وهذا ما يريد بعض الاشخاص تفاديه بأي ثمن".&واضاف ان بعض الاوروبيين يتعاملون مع قضية توسيع الاتحاد الاوروبي بحماسة كبيرة اذ انه "كلما زاد عدد الدول المنضمة الى الاتحاد تصبح اوروبا مجرد منطقة واسعة للتبادل الحر الاقتصادي".
&غير ان الاستاذ الجامعي يقول "ليس من هدفنا كاتحاد اوروبي ان نستوعب كل ما نستطيع ان نعتبره اوروبا من وجهة النظر الجغرافية او الاقتصادية، كما ان الولايات المتحدة لا تبغي استيعاب اميركا الشمالية".&وختم قائلا "لا احد لديه الشجاعة ليقول : اوروبا يجب ان يكون لها حدود وان لا تكون هذه الحدود جدرانا ولكن ببساطة تحديد مجال سياسي مشترك".