إيلاف: أصدرت شبكة التلفزيون العامة بياناً صحفياً ـ تلقت (إيلاف) نسخة منه عبر البريد الإليكتروني، أعلنت فيه أنها تعتزم عرض فيلم وثائقي يستمر ساعتين عن حياة النبي محمد (ص) في الثامن عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) القادم، وإعادة عرض فيلم وثائقي في اليوم التالي يستمر هو أيضاً ساعتين ويتناول التفسيرات المتباينة للإسلام حول العالم. كما تنظم منظمات الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، في نشاط يهدف إلى تشجيع الحوار حول الإسلام، حلقات نقاش ترتكز إلى الفيلمين الوثائقيين، "محمد: تراث نبي"، و"المسلمون".& وأوضح البيان إن الفيلم الأول يروي سيرة الرسول الكريم ويعرض ما يؤمن المسلمون، ويظهر كيف تؤثر معتقدات أولئك المسلمين على طريقة حياتهم. وجاء في البيان أن "الفيلم الوثائقي يأخذ المشاهدين إلى قلب منازل وأماكن عمل ومساجد بعض المسلمين الأميركيين لاكتشاف الطرق الكثيرة التي يتبعون من خلالها مثال النبي محمد ويفسرون حياته ورسالته اليوم."& وقال البيان إن الفيلم الذي يتناول سيرة الرسول هو من إنتاج "مؤسسة إنتاج الوحدة الوقفية"، وهي شركة إنتاج غير ربحية مهمتها إنتاج مواد صحافية متوازنة ومنصفة ودقيقة حول تقاليد العالم الثقافية والروحية للمساعدة في زيادة التفهم والتسامح. وفي ما يلي نص البيان الصحفي كما تلقته (إيلاف) :
&
محمد: تراث نبي
سيرة حياة نبي الإسلام الذي بشر بديانة جديدة وغير العالم

&
يمزج الفيلم الوثائقي بين سيرة نبي عاش في القرن السابع وحياة المسلمين الأمريكيين في القرن الحادي والعشرين التي تستلهم مثال الرسول الكريم وتسترشد به.
توفي والده قبل مولده بينما توفيت والدته وهو في السادسة من العمر. ولكنه نشأ في ظل عم له مكانته في المجتمع، فتمكن من توطيد قدميه في الحياة وأصبح رجل أعمال ناجحا واقترن بسيدة مرموقة ميسورة الحال. ثم تغير تماماً وهو في الأربعين من العمر. فقد أعلن الرجل الأمي أنه رسول الله.
وخلال الثلاثة والعشرين عاماً التالية أقام النبي محمد (ص) السلام بين القبائل الوثنية المتحاربة في الجزيرة العربية وأرسى ديانة جديدة هي الإسلام الذي يدين به اليوم 1,2 ألف مليون شخص
ويتتبع فيلم "محمد: تراث نبي"، الذي استغرق إنتاجه ثلاث سنوات ويعرض لأول مرة في الثامن عشر من الشهر القادم في الساعة التاسعة مساء (قد يختلف التوقيت في بعض المناطق) على شبكة التلفزيون العامة، خطوات النبي الكريم في شبه الجزيرة العربية ومدينة مكة المكرمة حيث تدور معظم أحداث السيرة. وقال مخرج ومنتج الفيلم، مايكل شوارتز: "في الولايات المتحدة ما بين ستة وسبعة ملايين مسلم، والإسلام هو أسرع الديانات نمواً في أميركا، ولكن الكثير من الأميركيين يجهلون تماماً سيرة ذلك الرجل الاستثنائي الذي أسس هذه الديانة قبل أكثر من 1400 سنة."
واللافت هو أن هذا الفيلم الوثائقي الشامل يتجاوز حدود الماضي. وكما يقول المؤلف المسلم المعروف، مايكل وولف، الذي شارك في وضع وإخراج هذا الفيلم: "إن "محمد: تراث نبي" تاريخ يُروى بصيغة الحاضر. فنحن نتمعن فيه بهذه القصة التي وقعت أحداثها في القرن السابع من خلال تجارب الأميركيين في القرن الحادي والعشرين الذين يشعرون بصلة عميقة تربطهم بما فعله وقاله وآمن به النبي محمد." وقد أنتجت الفيلم، الذي تقدمه شركة كيه كيو إي دي/سان فرانسيسكو، شركتا كيكيم ميديا ومؤسسة إنتاج الوحدة الوقفية. وتعاون على وضع وإنتاج الفيلم الوثائقي عن سيرة الرسول مايكل وولف وألكزاندر كرونمر، بينما قام بإنتاجه وإخراجه مايكل شوارتز. أما الراوي فهو الممثل المرموق أندريه براوِر.
ويتناول فيلم "محمد: تراث نبي"، الذي وفر له بعض أعظم علماء الإسلام السياق التاريخي والمنظور النقدي، المكائد والإيمان، والأفكار الثورية والاضطهاد المرير، والحرب الضارية والدبلوماسية الذكية الرائعة في صحراء قاحلة غالباً ما كان الولاء القبلي فيها هو الحماية الوحيدة المتوفرة. وفي حين أن محمدا (ص) تيتم منذ طفولته، إلا أنه كان محظوظاً إذ إنه ولد في قبيلة قريش القوية في مدينة مكة التي كانت محجاً إقليمياً وملتقى طرق تجارية. وهكذا أصبح تاجراً ناجحاً في مركز تصله مختلف الأفكار والأعراق وتزوج (السيدة خديجة التي كانت) تاجرة ثرية. ولكن ازدهار أعماله الذي رافق ازدهار مدينة مكة، لم يحل دون رؤيته ازدياد الإهمال الذي يلاقيه الفقراء وثقافة الانغماس في الملذات.&
وفي أحد الأيام، وأثناء تهجد محمد (ص) في كهف جبلي، نزل عليه الوحي الذي غير حياته والعالم. وإذ أوقع ما حدث الرعب في قلبه، بدأ محمد بتلاوة كلمات نزلت عليه، بوحي من الله. واستمر نزول الوحي عليه طوال حياته. وإذ كان النبي أمياً لا يستطيع تدوين ما يسمع، فإنه كان يعيد تلاوة ما أوحى الله به إليه على جماعة أتباعه المتزايدة العدد حتى يصبح مختزناً في ذاكرتهم الجماعية. وتزايدت كمية ما أُنزل به حتى أصبح يشكل القرآن الكريم. وقال شريف بسيوني، أستاذ القانون في جامعة ديبول، إنه في حين أن هذه الادعاءات صدمت الناس، "إلا أنها أحرزت مصداقية بسبب طبيعة الكلمات ذاتها." إذ كيف يمكن لرجل أمي أن يأتي بمثل هذه العبارات الشعرية الحكيمة؟ وقد شكلت الأفكار الجديدة والديانة الجديدة التي نادى بها محمد ودعا إليها خطراً على أهل النخبة في مجتمع مكة. وهدد إعلانه بأن هناك إلهاً واحداً بشكل خاص مصدر رزق أثرياء مكة الذين كانوا يجنون الأرباح من كون مكة المركز الذي يقصده حجاج شبه الجزيرة العربية أكثر من غيره. ولكن محمداً واصل التبشير والدعوة وتلاوة ما ينزل عليه من وحي على أتباعه، رغم المضايقات والحرمان والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على أتباعه، وواصل دعوتهم إلى عبادة إله واحد وإلى تحطيم الأصنام وممارسة أعمال الخير والإحسان. وبدأ، مع مواجهة الجالية للعداوة المتزايدة، بتشجيع المسلمين على الهجرة والانتقال عبر الصحراء والاستقرار في بلدة/واحة يثرب، التي أصبح يطلق عليها في ما بعد اسم المدينة (المنورة). وحين وصلت إلى مسامعه أنباء مؤامرة لاغتياله، نجا النبي بحياته بأعجوبة وتمكن من الهجرة والانضمام إلى الجالية المسلمة المتكاثرة العدد في تلك المدينة.
وتقول المؤلفة كارن آرمسترونغ: "إن محمداً، على العكس من المسيح أو بوذا اللذين يبدو أنهما كانا زعيمين روحيين فقط لا غير بدون أي مسؤوليات دنيوية، وجد نفسه الآن رئيساً لدولة. فبعد أن نقل العائلات المسلمة من مكة إلى المدينة، أصبح عليه الآن أن يتأكد من بقائها على قيد الحياة هناك." وقد أثبت النبي محمد أنه قائد عسكري موهوب استراتيجياً ودبلوماسي خلاق مبدع في الفترة التالية المضطربة. وكادت سلسلة من المعارك الدامية بين المكيين وأتباع محمد أن تقضي على الدين الحديث الانبثاق، ولكن سير الأمور ما لبث أن تغير. وتمكن الرسول في نهاية المطاف من العودة على رأس مئة ألف مسلم إلى مكة لتأدية فريضة الحج، وهي الفريضة التي ما زالت تشكل أحد الأركان الخمسة في الدين الإسلامي، وحجر زاوية في حياة المسلمين الروحية.&
وفي حين يروي الفيلم الوثائقي سيرة الرسول التي تناقلتها وحفظتها الأجيال في القرن السابع كتاريخ شفوي قبل أن يتم تدوينها، فإنه يعرض أيضاً ما يؤمن الكثير من المسلمين الأميركيين أنه تعاليم الإسلام، ويظهر كيف يؤثر إيمانهم على طريقة حياتهم. ويأخذ الفيلم الوثائقي المشاهدين إلى منازل ومساجد وأماكن عمل بعض المسلمين الأميركيين لاكتشاف الطرق الكثيرة التي يحتذون فيها مثال حياة النبي الكريم ويفسرون حياته ورسالته اليوم. ومن خلال هذه الروايات المتشابكة، يربط واضعو الفيلم الماضي بالحاضر، والنبي بالأتباع، ضمن هيكلية سينمائية مبدعة. ويقول ألكس كرونمر، الذي شارك في وضع الفيلم وإنتاجه: "إن الكثير من المسلمين يعتقدون أنه إن شاء المرء أن يفهم مَن هم، فإن أفضل نقطة يبدأ منها هي سيرة محمد، لأنه أرسى مثالاً للسلوك والقيم يجاهد المسلمون في محكاته اليوم."
ومن بين الأميركيين المسلمين الذين يقدمهم الفيلم مهاجرون جدد، ومسلمون عاشت عائلاتهم في الولايات المتحدة طيلة أجيال، ومعتنقون للدين الإسلامي مثل كِفِن جيمز، مدير دائرة الإطفاء في بروكلن (بمدينة نيويورك)، المتحدر من أم يهودية وأب من أصول أميركية أصلية (الهنود الحمر) وأميركية أفريقية. وقال جيمز: "إن أميركا دولة عرقية. فأنت إما أسود أو أبيض أو إيطالي أو يهودي، أنت إما هذا أو ذاك. وبما أنني أتحدر من خلفية تضم مزيجاً، كنت أشعر وكأنني في حالة متوسطة لا أنتمي فيها إلى أي فئة." وبعد فترة من البحث عن مقر روحي اكتشف جيمز تآلفاً وانتساباً إلى الإسلام، يعود جزئياً إلى كونه يشترك مع الديانتين اليهودية والمسيحية في جذوره الدينية، ويعود جزئياً إلى كونه ينادي بالمساواة العرقية. وقد كان إيمانه بالدين الإسلامي الدافع إلى اتخاذه القرار بالعمل كإطفائي. وهو يوضح ذلك بالقول: "إن القرآن يعلمك أنك بإنقاذك حياة واحدة تكون وكأنك قد أنقذت الإنسانية جمعاء."
أما نجاح بزي فهي ممرضة للحالات الخطرة ومسلمة أميركية من الجيل الثاني تعيش في ديربورن، بولاية مشغان. وقد شهدت مدينتها تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين إليها نتيجة لحرب الخليج. وهي تقول إن الرسول الكريم هو مرشدها الدائم أثناء مساعدتها زملاءها على فهم مرضاهم المسلمين والعمل معهم بشكل فعال ومساعدة زوجها على التأقلم مع الحياة بوجود ابنة مراهقة. وتوضح ما تعنيه بذلك بالقول: "إننا نعيش حياتنا من خلال مثاله، ولكنه ليس الله. فتبجيلنا وتأليهنا هو لله وحده. أما سندنا ومرجعنا فهو (الرسول). إن الطريقة التي أسير فيها، وأتكلم فيها، وأتصرف فيها، وأعامل زوجي بها، وطريقة معاملتي لأمي وأبي، وكيفية تصرفي كأخت وابنة وممرضة وصديقة وجارة، هذه كلها تأثير الرسول محمد."
ورغم أن إنتاج هذا الفيلم الوثائقي كان قد قطع شوطاً كبيراً قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر، إلا أنه تم تصوير بعض المسلمين الأميركيين الذين يساعدون في رواية سيرة النبي بعد الهجوم. وتصور هذه الأجزاء رد فعلهم على الحدث، وما مروا به من تجارب كنتيجة له، ومفهوم الجهاد المثير للجدل.& كما يتناول البرنامج، من خلال الجمع بين تعليقات من علماء وخبراء في الدين الإسلامي ومقابلات مع مسلمين أميركيين، بعض القضايا الشائكة في نسيج الإيمان الديني، والعادات والتقاليد الثقافية، وسياسة الشرق الأوسط، بما في ذلك حقوق المرأة والاتهامات بمعاداة اليهود التي تعود جذرورها إلى النزاعات التاريخية في القرن السابع.
هذا وسيقوم برنامج "فرونتلاين"، بإعادة بث الفيلم الوثائقي "المسلمون" الذي يستغرق عرضه ساعتين ويتناول التفسيرات الكثيرة المختلفة للإسلام حول العالم، يوم الخميس الموافق التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر، في الساعة التاسعة مساء، على شبكة التلفزيون العامة.
وستنظم الجالية المسلمة نشاطات مختلفة تستخدم فيلم "محمد: تراث نبي"، وفيلم "المسلمون" منطلقاً يحفز على حوار عن الإسلام في أماكن مختلفة في الولايات المتحدة بحيث تتزامن هذه النشاطات مع موعد عرض الفيلمين.&
ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن فيلم "محمد: تراث رسول" بما في ذلك "حج يحاكي الواقع"، ومقالات بقلم المشاركين في البرنامج، ونصوص وأجزاء أخرى إضافية من المقابلات، وجدول زمني متفاعل، علاوة على معلومات إضافية وبث فيديو عبر الإنترنت عن النبي والنساء، والعنف، والديانات الأخرى، وأميركا، وأمور أخرى، على العنوان الإلكتروني التالي: