دبي -ليديا جورجي: يهدف المعارضون العراقيون الى رص صفوفهم عندما يعقدون اجتماعهم المؤجل في لندن من 13 الى 15 من الشهر الحالي ليحاولوا الاتفاق على مستقبل العراق ما بعد صدام حسين.&ويبدو ان مسالة تغيير النظام بحد ذاتها متروكة الى حد كبير للولايات المتحدة التي تدعم المؤتمر القادم اذ ان واشنطن مصممة على الاضطلاع بهذه المهمة بنفسها حسب منظمي الاجتماع.
&فحسب نبيل الموسوي عضو اللجنة التحضيرية والناطق باسم زعيم المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي "اميركا اخذت قرارا" بتغيير النظام "واذا كنا نريد ان نكون واقعيين يجب ان ندرس مرحلة ما بعد صدام".&ويقول الشريف علي بن الحسين رئيس الحركة الملكية الدستورية التي تسعى الى عودة الملكية التي اطاحها انقلاب عام 1958 "نحن نعمل على تغيير النظام منذ 30 عاما ونفضل طبعا ان يقوم الشعب العراقي بالتغيير ولكن يجب ان نأخذ بالاعتبار ان الاميركيين قد يسبقوننا الى ذلك".
&وابغ الشريف علي وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من لندن ان المشاركين في المؤتمر سيعملون على التوصل الى اتفاق حول مجموعة مبادىء لتحويل العراق الى دولة ديموقراطية وحول ادارة انتقالية تتسلم زمام الامور من قوات التحالف (بقيادة اميركية).
&وقال "نعتبر ان السلطة يجب ان تتحول من قوات التحالف الى سلطة مدنية عراقية في اسرع وقت ممكن" مضيفا ان المؤتمر سيبحث "كيفية اختيار الادارة الانتقالية وصلاحياتها وسقفها الزمني".&كما سيسعى المشاركون الى الاتفاق على الخيارات التي ستطرح على الشعب العراقي حتى يختار نوعية النظام الذي يريده من خلال استفتاء.
&وقال الشريف علي ان المؤتمر سيخرج بهيئة استشارية تتابع قرارات الاجتماع الا ان هذه الهيئة لن تكون هيئة قيادية او "تنظيما جديدا" ينضوي تحته اطراف المعارضة العراقية.&وقد اعلنت اللجنة التحضيرية ان عدد المشاركين في المؤتمر سيربو على 300 بينهم ممثلون عن "اكثر من 50 حزبا وحركة سياسية" وحوالى مئة من المستقلين.
&وكان المؤتمر الوطني العراقي قد طالب بتوسيع المشاركة في المؤتمر الا انه يبدو انه سيضطر الى القبول بعدد قريب من 300 بعد ان ضغطت الادارة الاميركية على المنظمين الستة لعقد المؤتمر الذي كان من المفترض ان يعقد في نهاية تشرين الاول/اكتوبر ثم ما بين 22 و25 تشرين الثاني/نوفغمبر في بروكسل.
&وقال الموسوي في هذا الصدد "نعم الاميركان طلبوا من كل الاطراف وضع الخلافات جانبا" ولكنهم ايضا "دعموا مطلبنا باعطاء المستقلين دورا اكبر" نافيا ان يكون المؤتمر الوطني يسعى الى اشراك مستقلين يؤيدون خطه حتى يقوي وضعه ازاء الاطراف المنافسة.
&وقال الموسوي ان المؤتمر الوطني مازال في حوار مع الاطراف الاخرى حول زيادة عدد المستقلين باضافة 10 الى 30 منهم مضيفا ان المؤتمر سيعقد في الموعد المحدد اذا استطاع المنظمون تذليل "الامور الفنية" مثل الحصول على تأشيرات دخول الى بريطانيا للمشاركين.
&اما لطيف رشيد وهو ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في لندن فقد اصر على ان "تحضيرات" المؤتمر وليس الخلافات بين اطراف المعارضة كانت وراء تأجيل الاجتماع الى منتصف كانون الاول/ديسمبر.&وابلغ فرانس برس "الولايات المتحدة دعمت عقد المؤتمر ولكن لم نلاحظ ان هناك ضغطا". واضاف "اهم شيء سيكون توحيد الخطاب السياسي للمعارضة بالنسبة لمستقبل العراق".
&الا ان الموسوي اقر بان الخلافات موجودة ليس فقط حول التمثيل في المؤتمر ولكن ايضا حول ورقة عمل عن المرحلة التي ستلي تغيير النظام بعملية اميركية مضيفا ان المؤتمر الوطني العراقي سيدعم تبني الورقة التي وضعها خبراء عراقيون.&ولكن كاتبا عراقيا يساريا يقيم في باريس وصف المؤتمر المزمع عقده بانه "مؤتمر اقليات".
&وقال عبد الامير الركابي الذي ينظر اليه كمحاور محتمل للحكومة العراقية اذا ما قررت الانفتاح على معارضيها كجزء من محاولاتها تجنب ضربة اميركية ان "العرب الذين يشكلون 80 بالمئة من الشعب العراقي لن يكونوا ممثلين حقيقة" في المؤتمر.&واضاف مشككا في ان يتمكن المنظمون من عقد المؤتمر ان الاجتماع اذا ما تم سيكون تجمعا "للاكراد والايرانيين يعقد بامر من اميركا" على حد تعبيره حيث ان "ثلاثة ارباع" الذين سيمثلون المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق هم ايرانيون.
&يذكر ان المجلس الاعلى الذي يتخذ من طهران مقرا هو اكبر الحركات الشيعية المعارضة وهو احد المنظمين الستة علاوة على المؤتمر الوطني العراقي والحركة الملكية الدستورية وحركة الوفاق الوطني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني (الذي يتقاسم السيطرة على كردستان العراق مع الاتحاد الوطني).&في هذه الاثناء تستضيف الخارجية الاميركية يومي الاثنين والثلاثاء اجتماعا لحوالي 15 عراقيا يعيشون في المنفى للبحث في قضايا اقتصادية كجزء من سلسلة اجتماعات على هذا النسق تهدف الى التحضير لتغيير النظام في بغداد.