باريس - يرى دبلوماسيون ومحللون انه رغم الخلافات الظاهرة بين البلدين تقيم ايران "محور الشر" و"الشيطان الاكبر" الاميركي اتصالات في الكواليس تحسبا لنشوب حرب في العراق.&ويؤكد الدبلوماسيون والمحللون ان ايران والولايات المتحدة اللتين قطعتا علاقاتها الدبلوماسية في العام 1980 توصلتا الى "ارضية توافق" حول احتمال انتهاك الطائرات الاميركية التي تتعرض لنيران المضادة العراقية المجال الجوي الايراني.
&واضاف الدبلوماسيون والمحللون ان ايران قدمت ايضا معلومات جمعتها اجهزتها المتخصصة حول مخزون الاسلحة الكيميائية والبرامج النووية والصواريخ العراقية وكشفت تفاصيل عن اماكن او اشخاص "يفيدون" المفتشين الدوليين في مهماتهم.&وخلال محادثات جرت في باريس او بلد آخر حيادي سعى الاميركيون الى الحصول على ضمانات تفيد بان المعارضة الشيعية العراقية في ايران ستلعب الدور المسند اليها في عهد ما بعد صدام.
وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته "وان كانت الحشود تهتف "الموت لاميركا" خلال صلاة الجمعة فان ايران تنسق بشأن القضية العراقية كما فعلت العام الماضي بشان المسألة الافغانية".&وقالت ازاده كيان تيابو الخبيرة في الشؤون الايرانية انه بعد اعتداءات 11&ايلول/سبتمبر 2001 التي "غيرت الى حد كبير المعادلة في المنطقة" وحملة مكافحة الارهاب التي اعقبتها والحرب في افغانستان التي ساهمت فيها ايران في طرد قوات طالبان واقامة حكومة جديدة في كابول، "حدث تقارب في المصالح الايرانية والاميركية في المنطقة".
&حتى وان يتفق الدبلوماسيون على ان تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن "محور الشر" عقدت الامور.&واضافت الاستاذة في العلوم السياسية في جامعة باريس-8 ان "حربا في الخليج ستساهم في تعجيل هذا التقارب".&واعلن الناطق باسم الحكومة عبدالله رمضان زاده ان ايران، التي يكون رد فعل الرأي العام فيها عنيفا لدى طرح هذا الموضوع، تنفي بشدة اجراء مثل هذه المحادثات قائلا "لم نجر اي حوار مع الاميركيين" بشان حرب محتملة في العراق.
&ويرى المحللون ان ايران التي غالبا ما ربط اسمها بالاصولية الاسلامية باتت تولي مصالحها الوطنية اهمية اكبر وكذلك موقعها في المنطقة التي لا تستطيع تحسينه دون موافقة اميركية.&وكان شقيق الرئيس الايراني محمد خاتمي اعلن في تشرين الاول/اكتوبر ان اطاحة صدام حسين الذي شن حربا ضد ايران في العام 1980 استمرت ثماني سنوات واوقعت نحو مليون قتيل سيكون "اسعد يوم" بالنسبة لايران.
&ويرى عدد من المسؤولين الايرانيين ان العراق ونظامه العربي المعادي للفرس، بحسب تسمية بغداد للايرانيين، شر اكبر من الولايات المتحدة.&ومن شأن هجوم اميركي على العراق ان يحرم المعارضة المسلحة لطهران، التي تتخذ من العراق مقرا لها، من قواعدها: مجاهدي خلق او الحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني.&ويخشى عدد من المسؤولين الايرانيين الان ان تصبح بلادهم هدفا لواشنطن بعد العراق. كما يشيرون الى تحسين العلاقات مع الاتحاد الاوروبي والى الازمات الماضية مع الاميركيين الاكثر خطورة في نظرهم.
&والسؤال المطروح هو معرفة مع اي معسكر داخل النظام الايراني يجري الاميركيون اتصالاتهم: التيار المحافظ ام الاصلاحي. وبالرغم من التكتم الشديد حول موضوع في غاية الحساسية، اعرب محسن ميردامادي الشخصية الاصلاحية عن "قلقه من ان يكون اولئك الذين يطلقون باستمرار شعارات معادية للولايات المتحدة يتفاوضون سرا مع الولايات المتحدة وان تتم التضحية بمصالح شعبنا من خلال هذه المفاوضات".