لندن- ايلاف: القى استدعاء المحكمة الفيدرالية الاميركية للأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق للمثول امامها في شأن دعمه لحركة "طالبان" التي كانت تحكم افغانستان خلال فترة وجوده على رأس ذلك الجهاز الامني المهم. وتعتقد مصادر دبلوماسية ان هذا التطور يلقي مزيدا من الشكوك والجدال الدبلوماسي على مسألة تعيين الامير السعودي (57 عاما) سفيرا للسعودية لدى بلاط سانت جيمس خلفا للدكتور غازي القصيبي.
ومثل حال تصريحها لـ"إيلاف" في نهاية الاسبوع الماضي حول عدم معرفتها بتعيين الامير تركي للمنصب الدبلوماسي الرفيع، فان صحيفة (صنداي تلغراف) قالت ان وزارة الخارجية ظلت ترفض حتى يوم امس مسألة علمها بتعيينه.
ولكن الصحيفة قالت ان قرار محتملا سيصدر في الرياض باعتماده، مشيرة الى ان القرار تأخر ستة اسابيع وهي مهلة طويلة حيث ظل مكان السفير شاغرا من بعد تعيين القصيبي وزيرا للماء في المملكة.
ودعوة الامير تركي الفيصل امام المحكمة الفيدرالية في واشنطن العاصمة كانت صدرت في 29 اكتوبر (تشرين الاول ) الماضي على خلفية الدعوة القضائية التي تقدم بها ذوي قتلى انفجارات نيويورك في 11 سبتمبر من العام الماضي.
ويطالب هؤلاء المملكة العربية السعودية بدفع تعويضات تقدر بحوالي 600 مليار دولار حيث يتهمون المملكة بأنها كانت تقدم دعما لحركة (الطالبان) التي كانت متحالفة مع شبكة (القاعدة) التي يتزعمها المنشق السعودي اسامة بن لادن.
وارتبط اسم الامير تركي الفيصل الذي رئيس جهاز الاستخبارات السعودي لخمس وعشرين سنة مضت الى حين اقالته قبيل احداث سبتمبر بقليل بعلاقات جيدة مع بن لادن وحركة الطالبان طوال فترة الحرب البادرة، حيث كان يشرف على عمليات الدعم المقدم من المملكة للمجاهدين الافغان الذين كانوا يقاتلون الغزو السوفياتي.
ولكن الامير تركي صرح لمرات عديدة من بعد تفجيرات سبتمبر لوسائل اعلام كثيرة ومنها اميركية منددا باسمة بن لادن الذي قال عنه انه "اصبح اكثر المجرمين والقتلة وحشية في العصر الحديث".
ومع الامير تركي الفيصل استدعي للمثول امام المحكمة الفيدرالية الاميركية اثنين من الاسرة الملكية السعودية اضافة الى عدد من افراد اسرة بن لادن وممولين سعوديين.
وفي الاسبوع الماضي انتصر الامير تركي لشقيقته الاميرة هيفاء زوجتة السفير في واشنطن الامير بندر بن سلطان التي ثارت حولها ضجة بادعاء انها قدمت دعما لاثنين من خاطفي طائرات سبتمبر.
وقالت الامير تركي في تصريحات لشبكة (سي ان ان) الاميركية "اجزم بأن لا أحد من افراد الاسرة الملكية السعودية قدم دعما على أي مستوى للأرهابيين او شبكة (القاعدة) بل ان المملكة شجبت ولا زالت ارهاب سبتمبر وكل العمليات الارهابية التي تتنافى مع مبادىء الدين الاسلامي الحنيف".