باريس-اروان جوران: تعين على القوات الفرنسية المنتشرة في ساحل العاج بصفتها قوات فصل بين القوات الحكومية والمتمردة، اطلاق النار امس السبت على عناصر من المتمردين في مدينة مان غرب البلاد، الامر الذي قد ينذر بتورط باريس اكثر في ازمة هذا البلد الافريقي.
وتفاقم الوضع ميدانيا بعد ثلاثة ايام من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الى هذه المستعمرة الفرنسية سابقا وخمسة بلدان اخرى في غرب افريقيا، حيث فتحت جبهة جديدة مع حركة تمرد في هذه المنطقة الجبلية غرب ساحل العاج.&وبعد ان عمت الاضطرابات شمال البلاد حيث يدين معظم السكان بالاسلام انتقلت الى غربها المتاخم الى ليبيريا غير المستقرة وبعيدا عن السلطة المركزية في ابيدجان، مما يزيد في تعقيد مهمة الدبلوماسية الفرنسية التي تحاول التوصل الى حل هذه الازمة التي اندلعت في التاسع عشر من ايلول/سبتمبر بتمرد عسكري.
&وبعد ان قيمت الوضع الناجم عن التمرد المسلح لفصيل ياكوبا الذي ينتمي اليه الجنرال الراحل روبرت غي، منذ الخميس في دناني ومان اكبر مدن غرب ساحل العاج، اقرت السلطات الفرنسية بان هذا التمرد الجديد يطرح مشكلة رغم انه لا يغير شيئا بالنسبة لمهمة القوات الفرنسية.
وقالت مصادر دبلوماسية ان مهمة الجنود الفرنسيين في ساحل العاج المتمثلة في اجلاء الرعايا الفرنسيين والاجانب الراغبين في مغادرة البلاد والسهر على مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في السابع عشر من تشرين الاول/اكتوبر بين القوات الموالية للرئيس لوران غباغبو والعسكر المتمردين في الشمال، "لم تتغير".
&وتوقعت المصادر ذاتها ان يستمر الجنود الفرنسيون اليوم الاحد في اجلاء الفرنسيين وغيرهم من الاجانب من غرب ساحل العاج.&الا ان المصادر الدبلوماسية تشير الى انه يبدو ان المتمردين الموالين للجنرال الراحل غي، زعيم الطغمة العاجية بين 1999 و2000 والمنتشرين على الحدود مع ليبيريا حيث تنشط عصابات لا تخضع الى اي زعامة، في "لا يمتثلون لوقف الاطلاق النار المبرم في السابع عشر من تشرين الاول/اكتوبر وانهم منفصلون" من الحركة الوطنية لساحل العاج، الفرع السياسي للعسكر المتمردين في الشمال.
&وافاد مصدر في باريس ان "الحركة الشعبية العاجية للغرب الكبير" و"الحركة من اجل السلام والعدالة" "لا تنتميان على ما يبدو الى الحركة الوطنية لساحل العاج، الفرع السياسي للعسكر المتمردين في الشمال".&واعلن الكولونيل كريستيان باتيست الناطق باسم اركان الجيش الفرنسي ان هناك فارقا بين العسكر المتمردين في الشمال ومتمردي الغرب وقال "ان الامر يتعلق بفصيل ياكوبا المتمرد على خلفية اغتيال الجنرال غي" في ابيدجان في بداية حركة التمرد العسكري في ايلول/سبتمبر.
وقال الضابط في رد على سؤال حول شائعات تتداولها القوات العاجية النظامية "اننا نرى في ذلك بوضوح تمردا اقليميا داخليا في ساحل العاج. ولم نر او نلتق عناصر من ليبيريا".
&والا ان السلطات الفرنسية تؤكد انها لا تستسلم امام هذه الصعوبات الجديدة.&وصرح دبلوماسي "ان مساعينا مستمرة ونامل في انعقاد لقاء بين الرئيس غباغبو ونظيره في بوركينا فاسو بليز كومباوري قريبا. لقد كان ذلك من اهم النقاط التي تناولها دو فيبلبان خلال زيارته الى ساحل العاج والمنطقة".