القاهرة-رياض ابو عواد: اعاد الحريق الذى شب فجر الجمعة الماضية فى مخزن داخل حرم قلعة صلاح الدين فى القاهرة فتح ملف القصور فى نظم حماية الاثار وجدد انتقادات العديد من المثقفين لوزير الثقافة فاروق حسنى.
&وقد أقر وزير الثقافة المصري فاروق حسني امام الصحافيين بعد ان تمكنت اجهزة الاطفاء من اخماد الحريق الذي شب في في مستودع تبلغ مساحته حوالي الف متر مربع بان "المنطقة الاثرية ينقصها نظام حديث و متطور للانذار واطفاء الحريق".&وقال حسنى ان وزارته "ستسعى لوضع مثل هذه الاجهزة في المنطقة و تطويرها لتجنب تكرار حوادث من هذا النوع" مشيرا الى وجود كثير من المخلفات فى المنطقة.
&ويقع المستودع الذى اشتعلت فيه النيران داخل حرم القلعة وكان يحوى اخشابا وابوابا قديمة ونوافذ واشياء اخرى تستخدم في اعمال ترميم جارية في هذا الاثر التاريخى.&وقد انتقد العديد من المثقفين المصريين مجددا وزير الثقافة اثر هذا الحريق واعتبروا انه الامر ليس مجرد قصور بل "تقصير" يتحمل الوزير مسؤوليتة كونه المسوؤل الاول عن الاثار فى مصر.
&وقال الروائي عزت القمحاوي&ان "ان القاء المسؤولية على المخلفات فى المنطقة التى وقع بها الحريق وعلى عدم وجود جهاز للانذار ياتي في سياق التبريرات الجاهزة دائما ولا ينفى تقصير وزارة الثقافة فى حماية الاثار".&يذكر ان هذا الحريق ليس الاول من نوعه فى مبانى تاريخية فى القاهرة. فقد سبق ان احترق قصر الجوهرة الاثرى، الواقع ايضا داخل حرم القلعة، فى السبعينيات ويجرى ترميمه تمهيدا لاعادة فتحه قريبا للجمهور.
&وفى عام 1998 شب حريق كبير غير متعمد فى قصر عثمانى مصنف ضمن الاثار التاريخية هو قصر المسافرخانة الذى ظل الرسامون المصريون يستخدمونه لسنين طويلة كمرسم وملتقى.&واعتبر الصحافى ايهاب الحضري المتخصص فى شؤون الاثار ان الحريق الاخير "الذي وقع في منطقة باب عزب داخل حرم قلعة صلاح الدين ياتي ضمن سياق محاولة وزارة الثقافة تمرير مشروع بناء فندق خمسة نجوم ومقاهي و منتجعات ترفيهية في المنطقة بدلا من المباني العثمانية والتاريخية القائمة".
&و كانت المحكمة الادراية العليا قررت في ايلول/ سبتمبر 1999 وقف مشروع تطوير منطقة القلعة الذى اقترحه فاروق حسنى اثر دعاوى قضائية اقامها مثقفون مصريون بينهم الروائي جمال الغيطاني والكاتبة نعمات احمد فؤاد.&ويوضح الامين العام الاسبق للمجلس الاعلى للاثار عبد الحليم نور الدين ان "القانون يمنع اضافة اى مبنى الى اى منشاة اثرية او في حرمها".&وقد نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الجمعة الماضية عن وزير الثقافة قوله ان مسؤولية حريق القلعة يتحملها "اولئك الذين عارضوا مشروع" تطوير المنطقة.&يذكر ان القلعة التى بناها صلاح الدين (1138-1193) فى القرن الثانى عشر تضم العديد من المبانى والحدائق.