واشنطن- افادت مجلة "نيوزويك" في عددها لغد الاثنين ان السعودية تستعد على ما يبدو للاعتراف رسميا بوجود خلل في تسيير المنظمات الخيرية الاسلامية وستعلن هذا الاسبوع على الارجح اجراءات جديدة اكثر صرامة في مراقبة وتفتيش الحسابات المالية.
ونقلت المجلة عن مسؤول سعودي لم تكشف هويته اعترافه بان عشرات الملايين من الدولار من الاموال السعودية قد تكون استخدمت خطا.
وقال المسؤول نفسه ان "جمعياتنا الخيرية حصلت على اموال كثيرة نقدا بينما لم تكن لديها اي فكرة عن المكان الذي تذهب اليه هذه الاموال. اننا امام عملية احتيال كبيرة باسم الدين".
وكشفت المجلة انه في 1998 اتاح تحقيق لمكتب التحقيقات الفدرالي "اف.بي.اي" في شيكاغو حول مصنع كيميائي كان يشتبه في انه يستخدم لتبييض الاموال لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس الفلسطينية، التعرف على ان الشركة الكيميائية تلقت 2،1 مليون دولار نقدا من الفرع الاميركي للمنظمة الدولية للاغاثة الاسلامية التي تعتبر من اكبر المنظمات الخيرية الاسلامية في العالم.
وعندما تقفى محققون الاف.بي.اي اثر هذه الاموال وصلوا الى قسم الشؤون الاسلامية في السفارة السعودية بواشنطن كما افادت المجلة.
وتخوفا من انعكاسات ذلك الاكتشاف على العلاقات الدبلوماسية الثنائية طلب مسؤولون في هذا القسم من المحققين توخي الحذر. وبذلك لم يتضمن "بيان قضائي" اعده اف.بي.اي حول تحويل 450 الف دولار للمنظمة الدولية للاغاثة الاسلامية اي اشارة الى السعودية مكتفيا بعبارة "سفارة" تابعة لحكومة اجنبية.
وقالت المجلة ان شرطة الجمارك قامت بتفتيش مكاتب المنظمة الدولية للاغاثة الاسلامية في واشنطن في اذار/مارس الماضي ولكن لم توجه التهمة الى اي شخص. وقد اقيل زعيم الفرع الاميركي لهذه المنظمة من منصبه منذ ذلك التاريخ وهو يخضع لملاحقات بتهمة الاحتيال في السعودية.
وفي مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان"، اعتبر المستشار الدبلوماسي لولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز اليوم الاحد ان نيوزويك ذهبت الى حد بعيد جدا ولكنه اقر بان "بعض المنظمات الخيرية ليس لها ما يكفي من آليات الرقابة".
واكد عبد الجبير "انه خلل اصلحناه" مضيفا ان "عناصر مسيئة تسللت" الى المنظمات الخيرية في البوسنة والصومال و"لقد اغلقناها. وبعثنا الاسماء الى الامم المتحدة وهم فارون حاليا".
وكانت مجلة "نيوزويك" ذكرت الاسبوع الماضي ان اموالا سحبت من حساب الاميرة هيفاء الفيصل زوجة السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان وانتهت بين ايدي شركاء لاثنين من الارهابيين الذين نفذوا اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001. وبلغت القيمة الاجمالية لهذه المبالغ المالية 130 الف دولار.
واكدت الاميرة ان الاموال اعطيت في اطار المساعدات الانسانية لمواطنة سعودية لتدفع نفقات المستشفى ولكن الاموال حولت الى شخص اخر بدون علمها.
وقالت "نيوزويك" ان المحققين الاميركيين يعتقدون ان الامير بندر وزوجته قد يكونا ضحية عملية احتيال.