طبيب سعودي يؤكد أنه يعالج 30 مصاب بالإيدز لم يسافروا خارج البلاد
&
الرياض: كشف التقرير السنوي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة مرض الإيدز، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المرض الذي يوافق الأول من ديسمبر من كل عام، عن إصابة 83 ألف حالة جديدة بفيروس نقص المناعة المكتسب في المنطقة العربية خلال العام 2002 ليصل إجمالي المصابين به في العالم العربي 550 ألف حالة حتى الآن وأدى لوفاة 37 ألف إنسان حتى العام 2002م، بالرغم من التكتم الشديد الذي تبديه وزارات الصحة في الدول العربية تجاه التعاطي بشفافية مع حقيقة المرض وواقعة في الأقطار العربية خلال العقدين الماضيين.
ماهو الإيدز؟
مرض الإيدز ينجم عن فيروس يدمر الجهاز المناعي للجسم ليصبح عرضة للأمراض القاتلة والأورام السرطانية، ويمكن أن تنتقل عدوى الإيدز للإنسان دون أن تظهر عليه أية أعراض لسنوات طويلة، يهاجم خلالها الفيروس، المعروف اختصاراً HIV، جسم الإنسان ويبدأ بإتلاف جهاز المناعة لديه. فعندما يدخل الفيروس إلى الخلية يتحد مع المورثات الموجودة فيها وقد يبقى كامناً لعدة سنوات ويبقى المصاب بالعدوى ناقلاً لها مدى الحياة إذ يستطيع نقل الفيروس إلى الآخرين حتى ولو بدا سليماً في الظاهر، وفي 99% من الحالات يمكن تأكيد إيجابية العدوى بالفيروس خلال ثلاثة أشهر من التعرض للعدوى.
الجنس المنفلت والمخدرات وقود المرض
تنتقل العدوى بفيروس الإيدز بعدة طرق لكن أكثرها شيوعاً العدوى عن طريق الاتصال الجنسي في حالة إصابة أحد الطرفين بالمرض أو عن طريق حقن المخدرات متعددة الاستعمال بنسبة 90% من حالات نقل المرض، تليها العدوى عن طريق انتقال الفيروس عبر الدم الملوث أو منتجاته ونقل وزراعة الأعضاء من شخص مصاب إلى شخص سليم وسائر الأدوات التي تخترق الجلد مثل أدوات ثقب الأذن وأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان التي يستخدمها المصابون، كما أن نسبة انتقال العدوى من الأم الحامل المصابة بالفيروس إلى جنينها تتراوح مابين 25-50% سواء أثناء الحمل أو خلال الوضع أو بواسطة الإرضاع الطبيعي من الثدي للمولود.
انتشار الإيدز عالمياً
مرض الإيدز الذي وصلت أعداد المصابين به اليوم 42 مليون إنسان حول العالم منذ اكتشافه مطلع الثمانينات، وخمسة ملايين أصيبوا به العام 2002م وأهلك في نفس العام نحو ثلاثة ملايين، هو من أكثر الأمراض انتشارا على النطاق العالمي وتتركز معظم الإصابات به في المنطقة الواقعة وسط وجنوب القارة الأفريقية من خلال إصابة نحو 30 مليون إنسان ويتوقع أن تصل هذه الأعداد إلى 35 مليون مصاب بحلول العام 2010، تليها منطقة وسط وجنوب شرق آسيا بأعداد بلغت نحو 7 ملايين إنسان دون أن يخلو بلد في العالم من عدوى المرض.
الإيدز في السعودية .. هل من شفافية؟
في المملكة العربية السعودية أعلنت وزارة الصحة مؤخراً عن وجود 1285 حالة إصابة بمرض الإيدز في البلاد بعد أن كانت الإحصاءات التي تنشرها في وقت سابق تقول بإصابة 425 حالة فقط والتي كان يشكك بها الكثير من المراقبين في القطاع الطبي.
وفي أحد المستشفيات التحويلية والمتخصصة بمعالجة الأمراض المستعصية في البلد، وهو مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، والذي يوجد به عيادة متخصصة لمعالجة مرضى الإيدز، يراجعه نحو 230 حالة كما أكد ذلك رئيس شعبة الأمراض المعدية في المستشفى الدكتور عبدالله الحقيل الذي أوضح أن 70% من الحالات التي تتلقى العلاج لديهم هم من الفئة العمرية 20-45 عاماً ونسبة النساء من بين الحالات المصابة تبلغ نحو 36% جميعها كما يؤكد أنتقل إليهن المرض عن طريق أزواجهن أو حدثت العدوى عن طريق نقل الدم. ويضيف الحقيل أن نحو 80% من مجمل الإصابات بالعدوى حدثت عن طريق الاتصال الجنسي.
ويحمل الدكتور عبدالله الحقيل المسؤولين في وزارات الصحة في المنطقة العربية مسؤولية عدم مواجهة المرض بشفافية نظراً " لخوف المسؤولين من أن توصف مجتمعاتهم بالانحلال الأخلاقي مما دفعهم إلى الإصرار على إنكار وجود المرض ونشر أرقام أبعد ماتكون عن الصحة متخفين وراء عباءة المثالية غير مدركين للنتائج المدمرة التي تقود إليه تلك السياسة". ويؤكد أن خطر الإصابة بمرض الإيدز في المنطقة أضحى مسؤولية شخصية فكل من يمارس عمل مشبوه من ممارسة جنس محرم ومتعدد أو تعاطي لحقن المخدرات هو عرضة للإصابة بالمرض مشدداً على أن المرض ليس مستورداً من خارج البلاد فقط بل يوجد الكثير منه بالداخل مبرهناً على ذلك بأنه يعالج شخصياً في عيادته أكثر من ثلاثين مصاباً بالإيدز ليس لديهم جوازات سفر.
ويتساءل الدكتور الحقيل عن ضرورة تغيير النظرة العامة للمرض من خلال اعتباره مثل أي مرض آخر إذ يقول " بهذه الطريقة سنطرح المشكلة بشكل صريح وواسع بعيداً عن الحرج الاجتماعي أو البعد السياسي، وسوف يكون لذلك أعظم مردود على المصابين أنفسهم " مبيناً أن هناك الكثير من المآسي الاجتماعية بسبب الفهم الخاطئ والنظرة السلبية لهذا المرض " هناك أناس فقدوا وظائفهم وآخرون تعرضوا للنبذ الاجتماعي وهو مادفع الكثيرين من من مارسوا أعمال تعرضهم لخطر الإصابة بالمرض إلى الإحجام عن عمل الفحوصات للتأكد من الإصابة خوفاً من العواقب السابقة، وهؤلاء إن كانوا مصابين يضرون نفسهم لعدم أخذ العلاج وقد ينشروا المرض للآخرين ".
&