بون (المانيا)-يان اوليفيه: دعا الرئيس الافغاني حميد كرزاي&العالمفي بون (غرب المانيا) الى عدم نسيان افغانستان في وقت تتركز فيه الاضواء على العراق، مؤكدا عزم حكومته على تولي مصير البلاد بيدها.&وافتتح في بون مؤتمر مخصص لارساء الاستقرار في افغانستان حيث لا يزال الوضع الامني مضطربا.
ويعقد المؤتمر في المدينة ذاتها حيث ابرمت الفصائل الافغانية في الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2001، بعد سقوط نظام طالبان، اتفاق بيترسبرغ على مرتفعات بون، واضعة بذلك حدا لنزاع استمر 23 عاما.&وقال كرزاي في كلمة القاها لدى افتتاح مؤتمر بون "اصدرت للتو مرسوما حول انشاء الجيش الوطني الافغاني. وهذا المرسوم هو نتيجة حوار متواصل بين الاعضاء الرئيسيين في لجنة الدفاع" التي تم تشكيلها في كابول بهذا الهدف.
&واعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي طرح فكرة هذا المؤتمر، متوجها الى مندوبي الدول والمؤسسات الدولية ال34 انه يعود من الان فصاعدا للافغان ان "يعيدوا بناء بلادهم" بدعم متواصل من الاسرة الدولية.
&ومن المشاركين في المؤتمر ممثل الامم المتحدة لافغانستان الاخضر الابراهيمي والممثل الاعلى لسياسية الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا. ويفترض ان يعتمد خلال المؤتمر اعلان نهائي حول مستقبل الاصلاحات في افغانستان والسياسة الامنية.
ويبقى استمرار الاضطرابات واعمال العنف المشكلة الاولى التي تواجهها البلاد. وتدور منذ السبت معارك بين قوات حاكم هراة (غرب) اسماعيل خان وزعيم الحرب الباشتوني امان الله خان حول مدينة شينداند على مسافة مئة كلم جنوب هراة، اسفرت حتى الان عن سقوط 12 قتيلا على الاقل.&وبعد ان افتتح المستشار الالماني غيرهارد شرودر المؤتمر الذي فرضت خلاله اجراءات امنية متشددة، اعلن حميد كرزاي انشاء جيش وطني افغاني، مقدما بذلك ضمانة على عزم حكومته الانتقالية على تولي حصتها من المسؤولية في احلال الامن في افغانستان.
وقال كرزاي ان هذا الجيش سيكون "صغيرا وفاعلا، وسيتقاضى عناصره اجورا مرتفعة ويوضع في خدمة الامة". واكد ان ثمة "اجماع" على اهدافه موضحا ان "اهمية سيطرة المدنيين على العسكريين مثلما نص عليه الدستور تلقى موافقة تامة". واضاف انه "يتم حاليا التحضير لتتولى وزارة المالية ادارة الموارد المخصصة للموازنة العسكرية".
&ونص اتفاق الفصائل الافغانية على مبدأ تشكيل جيش وطني، غير انه كان منذ ذلك الوقت موضع محادثات.&وقال وزير اعادة الاعمار الافغاني امين فرهانغ ان الجيش الافغاني سيضم 70 الف عنصرا. واوضح& انه "ليس بحاجة الى اكثر من ذلك". غير ان البعض في افغانستان طالب بجيش اقوى يصل عدد عناصره الى 150 الفا، ما اثار مخاوف في الدول المجاورة.
&واشاد حميد كرزاي بالولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وبريطانيا وايطاليا، مشيرا الى انها "لعبت دورا حاسما في تدريب جيشنا الوطني الجديد". وشكر كذلك المانيا لمساهمتها في تدريب الشرطة الوطنية.&وقال ان "الشرط المسبق للاصلاحات هو اعادة تنظيم القطاع الامني وتشكيل جيش وطني وشرطة وطنية يكونا اداتين بين ايدي الحكومة الشرعية" الافغانية.
&وحيا "التضحيات التي قدمها المجاهدون الافغان في سبيل الدفاع عن بلادهم خلال سنوات الاجتياح والنزاع". واعرب عن عزمه على تطبيق برنامج من اجل "تسريح هذه القوات واعادة دمجها في المجتمع والاقتصاد" الافغانيين.&من جهته، ذكر الاخضر الابراهيمي العالم بمسؤولياته ازاء الوضع المخيم حاليا في افغانستان. وقال "دعونا لا ننسى انه على مدى قرون، تأتى العنف في افغانستان ايضا عن الصراعات بين المصالح الاجنبية والايديولوجيات على ارضها".
&واعتبر يوشكا فيشر الذي ستتولى بلاده في منتصف شباط/فبراير على ابعد تقدير مع هولندا القيادة المشتركة للقوة الدولية لارساء الامن في افغانستان (ايساف)، ان "المسألة هنا تتمثل في معركة العالم المتحضر ضد الارهاب الدولي والتعصب الاعمى واجرام يتفشى غير آبه بالارواح البشرية".
افتتاح المؤتمر الدولي في بون
افتتح المستشار الالماني غيرهارد شرودر في بون (غرب) اعمال المؤتمر الدولي من اجل السلام والاستقرار في افغانستان بحضور الرئيس الافغاني حميد&كرزاي وممثلين كبار من 32 دولة ومؤسسة دولية.&وقال شرودر ان المؤتمر يفتتح "مع الامل في توافر حياة افضل في ظل السلام والحرية في افغانستان".
ويسعى المشاركون في المؤتمر الذي يعقد بعد سنة على سقوط نظام طالبان لوضع حصيلة بعملية اعمار البلاد، في بيترسبرغ على مرتفعات بون (غرب المانيا) حيث ابرمت الفصائل الافغانية في الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2001 اتفاقا تاريخيا.&&ويشارك الرئيس الافغاني وعدة وزراء في حكومته في المؤتمر الذي يعقد على مستوى الوزراء والمندوبين. كما يشارك فيه العديد من الدبلوماسيين الدوليين مثل ممثل الامم المتحدة لافغانستان الاخضر الابراهيمي وممثل الاتحاد الاوروبي فرانسيسك فاندريل والممثل الاعلى لسياسية الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا.
&ويفترض ان يعتمد خلال المؤتمر اعلانا نهائيا حول مستقبل الاصلاحات في افغانستان والسياسة الامنية والقوة الدولية لترسيخ الامن في افغانستان (ايساف).&ورحب الرئيس الافغاني ب"الفرصة" التي يمثلها المؤتمر الدولي بالنسبة الى بلاده.&وقال كرزاي ان المؤتمر الرامي الى تحريك عملية اعادة اعمار البلاد التي شهدت حربا اهلية استمرت اكثر من 20 عاما، "فرصة" لافغانستان.
&واضاف في تصريصات لاذاعة "دويتشي فيلي" الالمانية ان "عملية اعادة الاعمار اطلقت بشكل محدود وهذا امر لا يرضينا تماما".&ومضى يقول "تتوافر الان فرصة جيدة للاسرة الدولية للتركيز على افغانستان".&وقد استقبل وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر مساء الاحد الرئيس الافغاني في بيترسبرغ. وقال مسؤول الماني طلب عدم الكشف عن اسمه ان المؤتمر هذا يهدف الى "سد الثغرات" التي تضمنها الاتفاق الاول الذي ابرم في بيترسبرغ.