موسكو - تسعى الشركات الروسية العملاقة الى الخروج من نطاقها المحلي عبر شراء مؤسسات في الخارج على غرار ما فعلت "لوك اويل" في الولايات المتحدة و"يوكوس" في النروج و"روسال" في غينيا.
وتمت آخر صفقة كبيرة في السوق الاميركية : فقد اعلنت شركة المعادن "نوريلسك نيكل" قبل عشرة ايام انها سيطرت عبر صفقة قيمتها 341 مليون دولار على شركة "ستيلووتر ماينينغ" المنتج الوحيد للبالاديوم والبلاتين في اميركا الشمالية.&ويبقى ان يعطي المساهمون الاميركيون الضوء الاخضر للصفقة خلال جمعية عامة لهم في الربيع المقبل.
وقال الكسي زابوتكين المحلل في شركة الاستثمارات "يو اف جي" ان "الشركات الروسية تملك سيولة ضخمة وتتطلع الى ما وراء حدود روسيا لاستغلال الفرص الاستثمارية".&وبدأت هذه الظاهرة العام 1999 "وتزايدت خلال السنتين الماضيتين" حسب ما قال المحلل نفسه مضيفا ان هذه الوتيرة المتسارعة "ستتواصل خلال السنوات القليلة المقبلة".
ويرى زابوتكين ان الشركات الروسية تعطي الاولوية الى مجموعة الدول المستقلة (12 دولة من دول الاتحاد السوفياتي السابق) ودول البلطيق الثلاث مضيفا "ان الهدف هو استعادة الاسواق السابقة" واحياء العلاقات الاقتصادية التي كانت قائمة داخل الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي هذا الاطار تمكنت شركة "ويم بيل دان" الاكبر في مجال العصير ومشتقات الحليب من السيطرة على العديد من شركات الالبان في اوكرانيا هذا العام. &كما وسعت شركة الهاتف الخلوي الروسية "ام تي اس" نشاطها الى بيلاروسيا، ثم وقعت في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اتفاقا سيتيح لها الحصول على غالبية رأسمال شركة "يو ام سي" الاوكرانية في اطار عقد بلغت قيمته نحو 200 مليون دولار. ويعتبر هذا العقد الاكبر الذي توقعه شركة روسية خارج روسيا في مجال الاتصالات.
وبدأت الشركات الروسية توجيه انظارها الى اسواق رومانيا وبلغاريا وتشيكيا حتى ان بعضها وسع اتصالاته لتصل الى اوروبا الغربية. وبدأت الشركات النفطية تهتم حاليا بالسوق الالمانية. وفي هذا الاطار تسعى شركة "لوك اويل" الاولى في انتاج النفط في روسيا الى امتلاك 460 محطة بنزين في شمال المانيا، كما تسعى شركة "تات نفط" (سادس اكبر شركة في روسيا) لامتلاك 340 محطة في جنوب المانيا اضافة الى شراء اكبر مصفاة نفط المانية "بايرن اويل" في اينغولشتاد.
واعلنت شركة "يوكوس" (الثانية) استعدادها للدخول في اي صفقة لشراء محطات بنزين في المانيا. &والاسواق النمساوية والايطالية ليست بعيدة عن طموحات الشركات الروسية.
&ومنذ عام 2001 دخلت شركة "لوك اويل" السوق الاميركية عبر شراء شركة توزيع المواد النفطية "غيتي بتروليوم". كما اعلن مدير الشركة فاغيت اليكبيروف الصيف الماضي انه ينوي شراء مصفاة نفط في شرق الولايات المتحدة.
وشدد بعض المحللين على ان عمليات الشراء هذه غير مبررة اقتصاديا على الدوام، في حين رأى غيرهم ان هذه الانتقادات تدل على قصر نظر.&وقال اقتصادي غربي ان الشركات الروسية "تريد الاستفادة من الضائقة الاقتصادية العالمية للقيام بصفقات باسعار معقولة وتعزيز موقعها على الصعيد العالمي".
واضاف "ان مدراء الشركات الضخمة تخلوا عن الاساليب العشوائية التي استخدمت في التسعينات وانهوا تقاسم الاسهم بين الشركاء، وباتوا اقرب الى معايير الادارة الدولية وبامكانهم ان يقدموا انفسهم على انهم شركاء اقوياء امام المستثمرين الاجانب".&وقال زابوتكين بلهجة واثقة "يجب الا يتفاجأ احد عندما ستتمكن شركة روسية من شراء احدى الشركات المصنفة على لائحة اكبر 500 شركة في العالم التي تعدها مجلة "فورتشن". انها مسألة وقت فقط". &وحتى الان وحدهما شركتا "لوك اويل" و"غازبروم" تمكنتا من شراء شركات واردة على هذه اللائحة.