بغداد&-جاك شارملو: لا يزال امام خبراء نزع الاسلحة الدوليين الكثير لالقاء الضوء على برنامج الاسلحة الجرثومية العراقية بعد اسبوع على استئناف مهامهم من دون اي عقبات بعد انقطاع دام اربع سنوات تقريبا.&ويحتاج المفتشون الى اكثر من تخطي ابواب المواقع لتبديد قلق الغرب في هذا المجال وانهاء تحقيق بدأ قبل 12 سنة حول وسائل ونتائج وتجارب وادمغة هذه المؤسسة الرهيبة.
&وجاء في تقرير للامم المتحدة استؤنفت على اساسه عمليات التفتيش منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر "ان برنامج الاسلحة الجرثومية كان اكثر برامج اسلحة الدمار الشامل سرية".&&وفي تموز/يوليو 1995 اقر العراق انه طور لاغراض عسكرية سموما قاتلة منها الجمرة الخبيثة وفي آب/اغسطس من السنة ذاتها اعترف بانه انتج اسلحة واختبرها سنة 1987.
غير ان بغداد اكدت انها دمرت بالكامل كافة عناصر هذا البرنامج سنة 1991 بما في ذلك الارشيف والوثائق الخاصة به.&ولا تزال الامم المتحدة بعد 70 عملية تفتيش موجهة تمت بين 1991 و1998، بعضها تم في مخبر الدورة البيطري حيث قاعدة الطيران التابعة لوزارة الزراعة في خان بني سعد، غير مرتاحة للتأكيدات العراقية وتريد الخبر اليقين.
&وتؤكد الامم المتحدة ان "العراق لم يقدم حتى الان اعلانا ذا مصداقية بشأن تدمير الاسلحة الجرثومية".
&وسيكون امام العراق فرصة للقيام بذلك في الثامن من كانون الاول/ديسمبر لدى تقديم بيانه النهائي والكامل حول اسلحة الدمار الشامل التي يملكها والذي يطالب به قرار مجلس الامن رقم 1441. وقد يقرر هذا البيان الحرب او السلام في المنطقة وقد حذرت واشنطن ولندن من انه في حال بدا لهم البيان مراوغا او ناقصا فسيعتبران انهما يملكان الحق في التحرك العسكري ضد العراق.
&ومن العناصر الهامة في هذا البيان بالنسبة للامم المتحدة تفسير بغداد لما آل اليه 30 الف لتر من المواد السامة التي تكفي بضع قطرات منها للتسبب في الموت.&وفي آب/اغسطس 1995 وبعد نفي استمر طويلا اعلن العراق انه حمل 25 قذيفة من صواريخ الحسين بعناصر جرثومية غير انه لم يقم بيانات دقيقة حول توزيع المواد السامة على القذائف.
&وتقول بغداد انها دمرت 25 قذيفة في صحراء منطقة النيباي في تموز/يوليو 1991 غير ان الامم المتحدة تؤكد انها لم تجد ادلة مقنعة على ذلك.&كما اعلن العراق انه انتج 200 قنبلة جوية من نوع ار-400 لغايات بيولوجية او كيميائية غير انه لم يقدم ابدا رقما نهائيا بشأن القنابل التي تم تحميلها بالفعل واكد تدمير 43 قنبلة فارغة و157 قنبلة قابلة للتفجير. وتريد الامم المتحدة دليلا على ذلك.
&كما سعى العراقيون الى تصنيع خزانات تثبت على اجنحة طائرات الميراج اف-1 وانظمة رش على طائرات ميغ 21 بدون طيار مع تطوير ذخائر تقليدية.&واكد تقرير الامم المتحدة انه "طوال مدة التحقيق سعى العراق وبشكل منهجي عموما الى اخفاء برنامجه وخداع اللجنة" في اشارة الى العمل الذي قامت به لجنة انسكوم.
&وقرر اجتماع طارىء لهذه اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر 1997 ان مجال الاسلحة الجرثومية هو المجال الذي تجاهل فيه العراق واجباته بشكل اخطر. وفي حال اعتبر مجلس الامن او احد اعضائه ان بغداد لم تستغل "الفرصة الاخيرة" الممنوحة لها لاحترام واجباتها فان الحرب تصبح حتمية.