بكين- بوريس كامبريلينغ: اظهرت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي انتهت اليوم الى الصين، رغبة مشتركة لدى موسكو وبكين بتعزيز محور استراتيجي بينهما يقوم على التقاء في المواقف حول مسائل دولية كبرى وزيادة التعاون الاقتصادي.
ودعا البلدان بصورة خاصة الى تسوية سياسية في العراق والى تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.&وقال جوزيف تشينغ الخبير في السياسة الصينية في جامعة هونغ كونغ ان "الصين متخوفة من الولايات المتحدة التي تسعى الى كسب تأييد روسيا، ومن الواضح ان روسيا تحاول اعطاء ضمانات لبكين".
من جهته، اوضح بياو جياني الباحث في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية انه "يظهر جليا في مطلع القرن الجديد، مع زيارة بوتين، ان البلدين توصلا الى اجماع جديد حول علاقاتهما الثنائية".
وفي 1989، قام الرئيس السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشيف بزيارة الى بكين آلت الى فشل بالنسبة الى القادة الصينيين، في حين كان الطلاب الصينيون معتصمين في ساحة تيان ان مين للمطالبة بمزيد من الحريات.
ومع تفكك الاتحاد السوفياتي وحلول نظام تعدد الاحزاب في مطلع التسعينات، اضحى غورباتشيف العدو اللدود في نظر النظام الصينين الذي اشار الى الركود الاقتصادي المخيم في روسيا كحجة يبرر بها لشعبه بقاءه في السلطة.
لكن سرعان ما تحسنت العلاقات في عهد بوريس يلتسين، ثم فلاديمير بوتين الذي وقع العام الماضي مع جيانغ زيمين معاهدة صداقة جديدة حلت محل معاهدة 1950.&وقال بوتين اليوم متوجها الى الطلاب في جامعة بكين "شهدت العلاقات بيننا خلال فترة قصيرة تغيرا عميقا. لقد اجتزنا طريقا طويلا".
وعلى الصعيد الاقليمي، انشأت بكين وموسكو منظمة شانغهاي للتعاون التي تضم ايضا اربع جمهوريات من اسيا الوسطى، بهدف مكافحة التيارات الانفصالية في هذه المنطقة.&وتابع بوتين "اليوم، فان الهدف المشترك لروسيا والصين هو مكافحة الارهابيين والانفصاليين. علينا ان نتدارك النزاعات الاقليمية والجرائم على الصعيد العالمي".
وتخشى بكين من جهتها ان يستخدم الانفصاليون الاويغور، الاقلية المسلمة الرئيسية في اقليم كسينجيانغ، اسيا الوسطى كقاعدة خلفية، ولو انهم لم يقوموا باي تحرك كبير خلال السنوات الماضية، خلافا للانفصاليين الشيشان الذين تحاربهم موسكو.
كذلك اعلن الرئيسان جيانغ وبوتين عزمهما على تعزيز التعاون بين بلديهما على صعيد الطاقة النووية والصناعة الفضائية وغيرهما من مجالات التقنية المتطورة.&وبالرغم من الوفاق السائد بين البلدين، ليس من المتوقع ان يسجل حجم التبادل التجاري بينهما الذي بلغ العام الماضي 10 مليارات دولار، سوى زيادة طفيفة هذه السنة.
ومن الممكن ان يشهد هذا التبادل التجاري ارتفاعا بمقدار 6 مليارات دولار دفعة واحدة ابتداء من العام 2005، بعد تنفيذ مشروع خط انابيب طوله 2400 كلم&بكلفة 1.7 مليار دولار لنقل النفط السيبيري الى الصين .&ورأى تشينغ ان "هذا سيكون مهما جدا، نظرا للمستوى الضئيل للحركة التجارية والاستثمارات الثنائية، وهما نقطة الضعف في العلاقات" بين البلدين.