عبدالكريم حشيش
&
لماذا تكره الإخوان لهذا الحد؟ سؤال تكرر على مسامعي من كثيرين وجميعهم ليس بينهم اخواني واحد. وقبل الشروع في اجابة السؤال يجب أولاً ان استعرض بعضاً من الكم الهائل من الزيف والخلط والافتراءات وتلبيسهم لمطالبهم الدنيوية بالدين، والاتيان في سبيل ذلك بكل ما يخالف الدين، فهم أي -جماعة الاخوان - يتاجرون بالدين من اجل الدنيا وليس كما يدعون من اجل الاخرة، وهم - أي الاخوان - مارسوا الانتهازية بأبشع صورها!
وأدلتي لن آتي بها من خصوم الاخوان وانما من الاخوان أنفسهم، من أحد الذين كانوا معهم ثم اختلف مع منهج واسلوب قادتهم التاريخيين منذ المرشد الراحل حسن الهضيبي اول مرشد للجماعة بعد رحيل مؤسسها حسن البنا وحتى المرشدين - الراحل قبل اسابيع واقصد المرحوم مصطفى مشهور والحالي مأمون الهضيبي.
والمهندس الاستشاري سيد محمد حسن - يعرفه كل اخواني في مصر وخارجها- عضو مجلس ادارة نقابة المهندسين منذ العام 1985 وحتى وصول الحارس القضائي اليها - بسبب الاخوان طبعاً - كان واحداً من ابرز قيادات الاخوان الوسطى، انخرط معهم منذ عودتهم للعمل السياسي في اوائل السبعينات ومارس العمل التنظيمي في كافة الانشطة سواء على مستوى الاحياء أو مستوى النقابة وحتى في سنوات الجهاد في افغانستان، وظل في نشاط دائم وبارز في الجماعة الى ان افترقت به الطرق بعيداً عنها في العام 1992 بسبب - وهذا قوله - تخلف الجماعة عن مواكبة الاحداث!
وفي حوار أجري معه في 18 سبتمبر الماضي قال وبالحرف الواحد: ببساطة شديدة تفضل جماعة الاخوان بقاء الجماعة عن بقاء الاسلام، وتفضل مصلحة التنظيم على مصلحة الوطن والدين ويضيف: وفي كثير من الاحيان تتعارض مصلحة التنظيم مع مصلحة الدين نفسه وكان يختار قادتها - أي قادة الجماعة مصلحة التنظيم .. من اجل كل ذلك ترك الاستشاري سيد حسن الجماعة: عام 1992 بعد معركة طاحنة استمرت عدة سنوات وكما يقول: رفضت خلالها وبشكل قاطع كل المساومات التي قدموها لي كي اتنازل عما قدمته من شكاوى في المخالفات المالية والادارية - والاخلاقية - التي تجري عيني عينك داخل الجماعة وحينما هال المحاور ما سمعه خاصة حول الفساد الاخلاقي عاد ليسأل بتحديد اكثر حول ما يقصده الاخواني المستقيل من كلمة الاخلاقي فما كان منه سوى التأكيد على انه يعني ما يقول.
ويقول: الاخلاق في كل شيء.. هذا الفساد موجود وبفظاعة.. هناك فساد خلقي ومقبول للأسف على أعلى مستوى ويعود ليوضح قد يكون الفساد الاخلاقي مقبولاً في أي تجمع، لكن المشكلة الكبرى أن ما يعيب هذا الفساد الاخلاقي هو انه مقر من جانب قيادة الجماعة !!
ويمضي القيادي الاخواني ليقول: في جماعة الاخوان كنا نرى الشخص وعليه كل معالم الفساد ونجد انه يرقى ويتم تعيينه وتصعيده الى مراتب اعلى على طريقة الحكومات العربية !
وللحديث صلة.