التقى الأمين العام لحركة الضباط والمدنيين الأحرار نجيب الصالحي مجموعة من الصحافيين العرب في الدوحة ليلة 1/2 كانون الأول 2002، بحسب ما وزع المطتب الاعلامي للحركة.
وجاء في نص اللقاء الذي وزعه "المكتب الإعلامي لحركة الضباط والمدنيين الأحرار" ما يلي،
افتتح اللقاء الصالحي بكلمة قال فيها:
أرحب بكم وأشكركم على ما لمسته فيكم من حرص على العراق وشعبه, وأعدكم بأني سوف أجيب على أسئلتكم بصراحة تامة وآمل أن تكونوا دقيقين وحريصين على نشر ما نطرحه بأمانة وإخلاص. الصحافة مهنة البحث عن المتاعب , لأن الصحفي الأمين على مهنته هو من يتحرى الحقيقة كاملة .. ونحن كذلك نريد من إخواننا العرب والمسلمين أن يتحروا حقيقة ما يجري في بلادنا (العراق) من كوارث إنسانية وتعسف قل نظيره على إمتداد التاريخ الحديث على أقل تقدير. نتمنى أن تستند تقاريركم وتقديراتكم على معلوماتية من داخل العراق ... وأن تكونوا شجعانا ومبدئيين في نقل هذه الحقائق إلى الرأي العام , كما أدعوكم إلى تجنب العبارات المضللة التي تمزج الحق بالباطل... وأن تتوخوا توضيح المضمون وتأشير الموقف ...مع من ... أو ...ضد من وبوضوح .
فمن يقول نحن مع العراق .. عليه أن يوضح هل هو مع صدام ..أم مع الشعب العراقي ؟ .. فهناك فصل تام وفجوة كبيرة بين الشعب والنظام. فمن يقف مع صدام فهو يعبر عن موقف مضاد لإرادة الشعب العراقي, ومن يقف مع العراقيين فعليه أن يبين موقفه بوضوح من نظام صدام لكي لا تختلط الأوراق على القارئ أو المشاهد... وأما من يقول إنه مع العراق ويقصد صدام .. فسيضعه العراقيون في الملف الذي يستحق وسيتعاملون معه وفقاً لموقفه ... سواءاً كان إعلاميا أو مسؤولاً حكوميا, إذاعة أو محطة تلفزيونية .
&عليكم أيها الإخوة أن لاتعتبوا علينا فالشعب العراقي يخوض معركة دامية مع عصابة مجرمة , إنتهكت كل الحرمات .. إذن فالوقوف الى جانب هكذا عصابة .. بالتأكيد لن يكون دون ثمن .
ولن نبالغ إذا قلنا إن لكل صحيفة أو إذاعة أو محطة تلفزيونية إرشيف خاص, يحفظ فيه العراقيون المواقف واللقاءات والمقالات .. فلا أعتقد بإن عذر من يقول لم نكن ندري بما يجري داخل العراق , سيكون مقبولا لدى العراقيين فيما بعد.
... هناك تقارير دولية عن حقوق الإنسان
...وهناك صحافة للمعارضة العراقية بجانب الملايين من العراقيين في الخارج ممن هم مطلعين على حقيقة مايجري هناك .. فلماذا لايؤخذ بذلك كله ؟ بل ما يبنى عليه من قبل البعض هو تقارير وهمية يصدرها النظام عبر شبكات من المخبرين والمرتزقة ؟
لم يلمس الشعب العراقي موقفاً منصفا من الإعلام العربي إتجاهه .. بل في أغلب الأحيان يصطف الى جانب صدام, ربما ذلك بسبب موقف أمريكا وسياستها في المنطقة, ولكن ذلك لايمنع عن إماطة اللثام عن جرائم صدام ضد الشعب العراقي والشعب الكويتي الشقيق , والشعب الإيراني الجار والمسلم , وتهديده لدول عربية أخرى ... ثم من قال إن صدام عدواً لأمريكا؟ ...
من جاء بالأمريكان الى الخليج .. ومن الذي يفتح طريق بغداد لها الآن.. أليس هو صدام أم المعارضة الوطنية العراقية التي تناضل من أجل تحرير (20) مليون إنسان داخل معتقل رهيب؟
ثم خاطبهم الصالحي قائلاً :
أنتم نخبة مثقفة سياسياً وإعلامياً .. بالتأكيد إنكم إطلعتم على نماذج حكم في التاريخ القديم والمعاصر ..
أريد أن أسألكم .. متى يتخلى الحاكم ( سواءً كان ملكاً أم رئيساً أو أمير ..الخ ) عن الحكم والسلطة ؟
أجاب صحفي ... عندما يهزم في حرب
وقال آخر .. عندما يفشل في الإنتخابات
وقال صحفي آخر.. عندما يتعرض الى فضيحة كبرى.
......& فإستكمل الصالحي حديثه بالقول .. ولكن صدام خسر الحرب وقبلَ الحصار على شعبه وأخيراً وافق على نزع سلاحه ودون شرط .. ومازال متمسكا بكرسي الحكم رغم مالحقه من ذل وإمتهان .
بعدها أجاب الصالحي على أسئلة الصحفيين العرب التي تركزت حول وضع العراق الداخلي , والموقف الدولي والإقليمي والمعارضة العراقية في الخارج ...
وفي سؤال عن مستقبل العلاقات العراقية... العربية بعد رحيل صدام .
قال الصالحي .. إنها تحضى بدرجة عالية من الإهتمام والأهمية لدينا& وسنركز مستقبلاً على معالجة ماشابها من توتر وسلبيات نتيجة لسياسات صدام.. فالعراق جزء من الأمة العربية وهو جناحها الشرقي , ولابد من بناء علاقات متينة مع أشقاءنا العرب على أسس الإخوة ورابطة العروبة والمصالح المشتركة& مع دول عربية& كدولة الكويت الشقيق والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى& والأردن وسوريا& وبقية الدول العربية.
وفي سؤال عن رأي حركة الضباط والمدنيين الأحرار في أفضل حل سلمي للقضية العراقية ؟
أجاب الصالحي :
المخرج الوحيد للحيلولة دون وقوع العمليات العسكرية والتي ربما يتبعها إحتلال عسكري أمريكي للعراق ... هو أن يخرج صدام من العراق بعد أن يعتذر ويطلب العفو من الشعب العراقي .. معترفاً بجميع الجرائم التي إرتكبها ومعلناً عن تحمله كامل المسؤولية.
وفي الختام شكر الصالحي الصحافيين والإعلاميين العرب وأهدى كل منهم ملفاً يضم أسماء نخب وطنية عراقية من سياسيين وعسكريين ورجال دين ومثقفين , قتلوا على يد صدام خلال العقود الماضية .