&
كانت هناك علي الدوام أيام حاسمة في تاريخ المسألة العراقية.. وسيكون يوم الثامن من هذا الشهر واحداً منها، فهو موعد تقديم الحكومة العراقية كشفاً بما تبقي من أسلحة دمار شامل أو ما أعيد تصنيعه منها منذ مغادرة المفتشين العراق سنة 1998 وحتي عودتهم اليه قبل أسبوعين.
وقد استبق الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم الموعود بأن حدد مسار العمل، فالمفتشون لن يبحثوا عن السلاح بل يتعين علي العراق ان يتطوع لتقديمه لهم مع أية مستمسكات أو وثائق تدل علي أماكن وجوده.
وأياً كان الجواب فانه جواب حرج وصعب.. فالاعتراف مشكلة عويصة.. والانكار مشكلة أعوص..
وأقرب مشهد يلي التقرير هو أن العمل العسكري سيتخذ زخماً أكبر وعرضاً علنياً أوسع.. بمعني أن الشروع في ساعة الصفر لن يتم فور عرض التقرير بل سيحصل تطور في الضغط العسكري.. والسبب في اتخاذ الأمر هذا الشكل المتوالي للزخم العسكري هو أن الحرب هذه المرة لن تقع مرةً واحدة.. ودفعةً واحدة.. وفي ساعة شروع مفاجئة ومعلنة.
وسيتخذ العمل العسكري شكل الدفعات المتوالية المتصاعدة في الزخم والقوة واحدة إثر أخري، بحيث تستهدف مراكز منتقاة تشتد الضربات نحوها، بما فيها مراكز الدفاع الجوي وعقد المواصلات وهيئات القيادة والتحكم.. ثم الاتصالات ووسائل التعبئة، ويترافق ذلك مع الازدياد المطرد في عدد الطائرات ووسائل تحميل الصواريخ والحشد البري في جميع الأقواس المحيطة بالعراق من ثلاثة اتجاهات علي الأقل، حتي اذا ما استمر ذلك تكون الحرب قد دخلت حالة العمل الشامل من دون الاضطرار لاعلانها فجأة.. فهي تتسع وتكبر.. ويتسع معها الخرق علي الراقع أيضاً.
أمور كثيرة ستقع في الأيام التالية للثامن من هذا الشهر لترفع من درجة الحشد العسكري والسياسي الذاهب في طريق واحدة تؤدي الي تغيير الوضع السائد في العراق سواء تم ذلك بالحرب التي تكبر يوماً بعد آخر.. أو ببلوغ الهدف ذاته من دون ان تصل الحرب الي أقصي مدياتها اذا تم تدبير أمر داخل العراق او حصلت صفقة مع الرئيس العراقي لتأمين انسحاب آمن له من الحياة السياسية.. لذلك تستمع بين حين وآخر الي من يقول ان الحرب آخر الخيارات، لكن أحداً لن يقول ان ازاحة الحكم القائم في العراق هو آخر الخيارات لأنه بحق أولها وليس آخرها حتماً.