تونس-&اتفقت تونس وليبيا اليوم على متابعة وتعزيز تنفيذ المشاريع المشتركة التى تقرر انجازها في مجال الطاقة بينهما . جاء ذلك في جلسة محادثات عقدت برئاسة وزير الصناعة والطاقة المنصف بن عبدالله عن الجانب التونسي وامين اللجنة الشعبية للمؤسسة الوطنية للنفط عبد الحفيظ الزليطني عن الجانب الليبي وبحضور وفدي البلدين.
واوضح مصدر اعلامى تونسي انه تم خلال هذه الجلسة النظر في آفاق التعاون الاقتصادي التونسي-الليبي لاسيما متابعة سير المشاريع المشتركة في قطاع الطاقة التى تم الشروع في انجازها وفق توجيهات قائدي البلدين بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي وفق نظرة تضمن الاستغلال للامكانيات الاقتصادية المتاحة.
وقال ان الجانبين بحثا في نشاط المؤسسة (المشتركة للنفط) في مجال الاستكشاف عن المحروقات لاسيما الاعمال الجارية لتأسيس الشركة التونسية-الليبية لانجاز واستغلال انبوب الغاز المشترك والذي سيسهم في تزويد تونس بحوالى ملياري متر مكعب من الغاز سنويا في آفاق 2007 .
واضاف ان الاجتماع ناقش كذلك اعمال اللجنة الفنية التونسية-الليبية المكلفة بالقيام بالدراسات الاولية بهدف انجاز انبوب نقل المواد النفطية بين تونس وليبيا. واشار المصدر الى ان الجانبين اتفقا على وضع برامج عملية لعقد لقاءات وتنظيم زيارات ميدانية للقيام بدراسات واعمال مبرمجة في اقرب الآجال الممكنة لمتابعة كل المشاريع والانشطة المتفق عليها وتعزيزها في قطاع الطاقة.
وقال وزير الصناعة والطاقة التونسي بن عبدالله في هذه المناسبة ان الاجتماع يندرج ضمن المتابعة المستمرة التى تحظى بها المشاريع المشتركة التونسية-الليبية لاسيما في مجال الطاقة.
واشار الى الدور الموكول الى المؤسسات والاطراف المكلفة بهذه المشاريع للعمل على انجازها في احسن الظروف والمواعيد المحددة. واعرب امين اللجنة الشعبية للمؤسسة الوطنية للنفط الليبي الزليطنى بدوره عن ارتياحه للاشواط الهامة التى قطعت في سبيل انجاز المشاريع المشتركة مؤكدا الرغبة فى اعطاء الدفع اللازم لتحقيقها حسب الاولويات والتوجهات المحددة من جانب قائدي البلدين الشقيقين.
وشهدت العلاقات التونسية-الليبية تطورا ملموسا في الآونة الاخيرة تمثل في عقد لقاءات ومشاروات مكثفة على مختلف الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والتجارية والسياحية بهدف الاسراع في وتيرة التعاون الشامل الرامي الى تحقيق التكامل الثنائي.
واحتضنت تونس في نهاية الاسبوع المنصرم اول اجتماع وزاري ثلاثي تونسي-ليبي برئاسة وزير الشؤون الخارجية الحبيب بن يحيى عن الجانب التونسي وامين اللجنة الشعبية العامة للوحدة الافريقية على عبدالسلام التريكي عن الجانب الليبي.
واكد وزير الخارجية التونسي بن يحيى في تصريح ادلى به في وقت سابق ان هذا الاجتماع الوزارى الثلاثي المشترك والاول من نوعه بين البلدين جاء عملا بتوجيهات الرئيس زين العابدين بن علي والعقيد معمر القذافي "اللذين يحرصان على اعطاء دفع قوى لعلاقات التعاون بين بلديهما".
وتم الاتفاق خلال ذلك الاجتماع على تعزيز التعاون في شتى المجالات ليرقى الى مستوى العلاقات الثنائية العريقة والمميزة . كما جددت تونس وليبيا في هذه المناسبة رغبتهما المشتركة في مواصلة العمل من اجل تفعيل اتحاد المغرب العربي لقناعة قائدي البلدين باهمية "الفضاء المغاربي". وعبر الجانبان عن الامل في ان ينعقد خلال شهر يناير المقبل لقاء مغاربي على مستوى وزراء خارجية الاتحاد الذي يضم تونس وليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا.
وعلى صعيد التعاون الامني بين البلدين اشاد الجانبان بنتائج عمل الفرق والمجموعات المنبثقة عن اللجنة القطاعية والمهتمة بالوسائل ذات الصلة بمكافحة الجريمة بكل اشكالها والمسائل التدريبية والحماية المدنية مؤكدين اتفاق الطرفين على الاسس والمبادىء والاهداف وقيم التفاهم والاتصال المباشر من اجل تعزيز التقارب والتكامل في مختلف الاهتمامات المتصلة بمكافحة الجريمة بكل اشكالها.
وعلى الصعيد الاقتصادى والتجارى اكد الجانبان اهمية اتفاقية (منطقة التبادل الحر) وضرورة استغلال المزايا التفاضلية التى نصت عليها لتطوير المبادلات التجارية والارتقاء بها الى مستوى العلاقات العريقة بين البلدين. كما اكد الطرفان ضرورة تدعيم الاستثمار المشترك فى تونس وليبيا والاستفادة من الخبرات التونسية في هذا المجال الى جانب تطوير التدفق السياحي بين البلدين.
وبلغ حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا حتى اواخر اكتوبر الماضي 626 مليون دينار تونسي وهو ما يجعل من ليبيا شريكة تجارية رئيسية لتونس في العالم العربي وافريقيا اضافة الى دور السياح الليبيين في انعاش القطاع السياحي التونسي والذين بلغ عددهم خلال العام الجاري مليون سائح .
التعليقات