رام الله (الضفة الغربية)- هشام عبدالله: رأى الفلسطينيون في تصويت الولايات المتحدة ضد قرار للجمعية العامة للامم المتحدة يعتبر "لاغيا" اعلان اسرائيل مدينة القدس عاصمة لها، "مؤشرا خطيرا" يدل على "خلل" متزايد فى العلاقات العربية-الاميركية خصوصا انه يأتي غداة قرار بخفض مستوى تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني اليوم الاربعاء تعليقا على التصويت الاميركي ضد القرار، "نرى الان فصلا جديدا في العلاقات الدولية وفي كيفية التعامل مع المعايير المزدوجة في ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق وما تتنكر له من قرارات تتعلق بفلسطين في مجلس الامن وفي الجمعية العامة وتساند جرائم اسرائيل والاحتلال الاسرائيلي".&واضاف ان ذلك "يدل على مدى عمق التدهور الحاصل في العلاقات الدولية ويدل على مدى الخلل المريع الذى اصبح قائما في العلاقات الاميركية-العربية والذي لا بد من النظر اليه بجدية تاما".
وصوتت الولايات المتحدة للمرة الاولى الثلاثاء ضد قرار للجمعية العامة للامم المتحدة يعتبر "لاغيا" اعلان الحكومة الاسرائيلية مدينة القدس عاصمة لاسرائيل.
في المقابل صوتت جميع دول الاتحاد الاوروبي مع القرار الذي يقضى باعتبار التشريع الاسرائيلي بشأن القدس "غير شرعي".
&والقرار الصادر عن الجمعية العامة غير ملزم ويجدد سنويا بغالبية كبيرة جدا.
&وقال عريقات "ان هذا التصويت مؤشر خطير على مدى الانحدار والتحالف والحلف الذي اصبح يربط الرئيس الاميركي جورج بوش شخصيا بارييل شارون"، رئيس الوزراء الاسرائيلي.
&ومضى يقول "يبدو ان الرئيس بوش قرر انتخاب شارون في الانتخابات الاسرائيلية القادمة وشارون اصبح مرشح الرئيس بوش الرسمي".
&واشار الى ان الموقف الاميركي يتزامن مع "تأجيل الاعلان عن خريطة الطريق (التي تنص على اقامة دولة فلسطينية بحلول 2005)، ويأتي في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة تخفيض مستوى تمثيل مكتب منظمة التحرير في واشنطن".
&وكان البيت الابيض اعلن مساء الاثنين ان الرئيس الاميركي قرر خفض مستوى تمثيل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة ولكنه مارس حقه في تعليق هذا القرار على الفور.
&ففي رسالة موجهة الى وزير الخارجية كولن باول، اوضح الرئيس بوش انه طبقا لقانون موازنة وزارة الخارجية للعام 2003 الذي اقره الكونغرس "المتعلق بعدم احترام منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لبعض تعهداتهما،افرض عبر هذه الرسالة العقوبة المقررة في الفقرة 604 التي تنص على 'خفض مستوى تمثيل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة'".
&ووصف حاتم عبد القادر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن منطقة القدس القرار بانه "لطمة في وجه الامة العربية والاسلامية".
&وقال عبد القادر في تصريح "من الواضح ان تصويت الادارة الاميركية للمرة الاولى ضد القرار يعني خروجا عن الموقف التقليدي الاميركي حول القدس".
&واعتبر ان الولايات المتحدة تكون بذلك قد خطت خطوة جديدة باتجاه "الموافقة على ان تكون القدس عاصمة لاسرائيل".
&واستطرد عبد القادر متسائلا "كيف يمكن للادارة الاميركية ان تستمر في لعب الوسيط في المفاوضات والحوار بعد هذا؟"
&وقال مهدي عبد الهادي الخبير في شوؤن القدس "لقد كان القرار مفاجأة، وهو يعكس الخلافات التي تشهدها الادارة الاميركية حول علاقات اميركا مع العرب والعالم الاسلامي".
&واضاف عبد الهادي "انه بلا شك ضيق افق واستخفاف بالمصالح الاميركية مع العرب والمسلمين، ولكنه مؤشر ايضا الى شدة الخلافات الاميركية الداخلية بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر".
&واعتبر الكاتب السياسي هاني المصري ان الادارة الاميركية بهذا التصويت "فاجأت الجميع بمناصرتها لليمين الاسرائيلي وادارت ظهرها للمعتدلين داخل اسرائيل ايضا".
&وقال المصري "يشكل القرار انحيازا كاملا الى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وسياسته المتطرفة في الوقت الذي كان ينتظر ان تبادر الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات مشجعة لمعسكر السلام والمعتدلين".
&واضاف "ليس في الامر لبس، جوهر الموضوع يقول ان القرار بمثابة تصويت لشارون في الانتخابات الاسرائيلية" المقلبة والتي ينافسه فيها عمرام متسناع زعيم حزب العمل الذي يدعو الى التفاوض مع الفلسطينيين من دون شروط.