* حسم الأمر الذي كانوا فيه يختلفون
كتب نصـر المجالي: تأكد في كل من الرياض ولندن نبأ تعيين الامير تركي الفيصل سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى بلاط سانت جيمس في المملكة المتحدة خلفا للسفير السابق غازي القصيبي الذي عين وزيرا للمياه.
ويعتبر هذا التأكيد الرسمي بمثابة حسم للجدل الذي اثارته في الايام الأخيرة بعض المصادر الغربية ومنها بريطانية واميركية في خصوص امكان تعيين الامير تركي الفيصل في هذا المنصب الدبلوماسي الرفيع وذلك على خلفية طلب المحكمة الفيدرالية في العاصمة الاميركية مثوله امامها بسبب دعمه لحركة الطالبان التي كانت تحكم افغانستان.
وابلغت وزارة الخارجية البريطانية "إيلاف" اليوم تأكيدها الرسمي لتعيين الامير وقبول الحكومة البريطانية لاعتماده، وهذه الوزارة كانت ذاتها قالت على لسان متحدث فيها لـ"إيلاف" يوم الجمعة الماضي "انها غير متأكدة في الاساس من مسألة اعتماد الامير سفيرا لدى المملكة المتحدة".
والامير تركي الفيصل (57 عاما) هو اول عضو من الاسرة الملكية السعودية يعين سفيرا لدى بلاط سانت جيمس البريطاني، وهناك امراء سعوديون ثلاثة يحتلون مناصب السفير في عواصم اوروبية، فيما الامير بندر بن سلطان هو سفير المملكة في واشنطن.
ويعود تاريخ تسلم اول فرد من الاسرة الملكية السعودية تسلم منصب سفير في الخارج الى اعوام الخمسينيات الفائتة من القرن الماضي حين عهد الى الامير طلال بن عبد العزيز منصب السفير في فرنسا.
وتعتقد مصادر في كلام امام "إيلاف" ان حسم الجدال سريعا في شأن اعتماد الامير تركي الفيصل تدخلت فيع عوامل كثيرة سياسية واكاديمية ودبلوماسية، اضافة الى الدور الأمني.
وتربط هذه المصادر ذلك الحسم السياسي السريع للعلاقات الواسعة للأمير تركي وهو نجل العاهل السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز وشقيق وزير الخارجية الامير سعود الفيصل على الساحة البريطانية، اضافة الى انه ابن شقيق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
فالأمير خريج جامعة اكسفورد التي يقود خريجوها البريطانيون اهم المناصب الدبلوماسية في المملكة المتحدة وهو على علاقة مع غالبيتهم، هذا اضافة الى الدور الأمني الكبير الذي كان يلعبه على صعيد العالم الاسلامي ومنطقة الشرق الأوسط حين كان لسبعة وعشرين عاما على راس اخطر جهاز امني في المنطقة وهو جهاز الاستخبارات في المملكة العربية السعودية.
وكانت صحف الأحد البريطانية تحدثت عن ضرورة حسم المسألة في وقت قريب استنادا الى ما قد يثيره صانعو السياستين الامنية والدبلوماسية في بريطانيا من "رفض او تأجيل اعتماد صديقهم الأمير تركي الفيصل في منصب السفير".
والسياسيون والأمنيون البريطانيون، حسب المصادر، التي كانت تتحدث الى "إيلاف" يرون في وجود رجل مثل الامير تركي الفيصل في لندن عاملا رئيسا ومهما نحو تطوير العلاقات بين الحليفين التاريخيين على اسس متقدمة وتفتح صفحة جديدة لتفاهمات وحوارات وقرارات مهمة اكثر تخدم المصالح البريطانية والسعودية والعربية والاسلامية سواء بسواء للسنوات العشر المقبلة.
وأخيرا، فان وزارة الخارجية البريطانية عبرت من خلال متحدث باسمها لم يرغب في ذكر اسمه عن "الترحيب البالغ بسفير المملكة العربية السعودية"، معربة عن الأمل في ان يصل الى اراضي المملكة المتحدة قريبا لمباشرة مهمات السفير الذي ظل خاليا للشهرين الماضيين.