بغداد- جاك شارملو: تتبادل بغداد وواشنطن الاتهام بالكذب بشأن الترسانة العراقية من اسلحة الدمار الشامل ويبدو ان الساعة التي يتعين فيها على الطرفين تقديم ادلة مقنعة على ما يقول قد ازفت .
وقد عادت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في الايام الاخيرة الى لهجة حربية معتبرة ان عدم تخلي الرئيس العراقي صدام حسين عن ترسانته النووية والكيميائية والبيولوجية حقيقة ثابتة. وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد للصحافيين في واشنطن "ان اي بلد يملك برنامج استخبارات نشط يعرف ان العراق لديه اسلحة دمار شامل".
وتكرر بغداد من ناحيتها يوميا ان واشنطن ولندن "تكذبان" لتبرير هجوم على العراق والاستيلاء على ثرواته النفطية في الوقت الذي اضحت فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفها ومزودها التقليدي في المنطقة المملكة السعودية في ادنى مستوياتها.
ومن اجل المساهمة في انهاء هذا الجدل سيقدم العراق في السابع من كانون الاول/ديسمبر للامم المتحدة اعلانا بشأن صناعته العسكرية والمدنية كما طلب منه قرار مجلس الامن رقم 1441. وكان المجلس منح في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر العراق مهلة شهر لتقديم اعلان "محدث ودقيق وكامل" عن قدراته في المجال النووي والبيولوجي والكيميائي.
وقال الرئيس الاميركي جورج بوش ان "هذا الاعلان يجب ان يكون ذو مصداقية وكامل والا فان الديكتاتور العراقي سيثبت للعالم مرة اخرى انه لم يغير سلوكه". واعتبر دبلوماسي في بغداد انه ايا كان مستوى شفافية هذا الاعلان فانها ستفتح المجال لازمة ببن اطراف النزاع حول "من معه الحق".
وصعد الجناح المتصلب في الادارة الاميركية من لهجته وقال رامسفلد ان "على العراق ان يثبت انه بصدد نزع اسلحته كما طلبت منه قرارات مجلس الامن المتعاقبة". وفي المقابل فان بغداد ترى ان حدود مطالب القوى المنتصرة في حرب الخليج يجب ان تتوقف عند هذا الحد وعلى من يتهمها ان يقدم اثباتات مقنعة.
واشار رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش هانز بليكس مؤخرا الى ان الملف العراقي ليس معروضا امام محكمة وانه ليس على المدعي العام ان يبين ادانة المتهم. غير ان الامور ستتغير على حد قول دبلوماسيين في بغداد.
واكد دبلوماسي غربي "يجب اثبات انهم كذبوا". ويبدو ان الولايات المتحدة التي ستقرر في نهاية الامر امر الحرب، مجبرة على منح الوقت الكافي لمفتشي الامم المتحدة الذين وصلوا الى بغداد في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واستأنفوا عمليات التفتيش فيه بعد ذلك بيومين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر "ان الثامن من كانون الاول/ديسمبر سيمثل بداية مسيرة ستمكن من التأكد ان كان صدام حسين يقول الحقيقة فعلا وان كان نزع سلاحه فعلا".
واعتبر ان اعلانا عراقيا يقر بوجود اسلحة دمار شامل لدى العراق سيثبت "انه غالط العالم" اما اذا نفى وجود هذه الترسانة "فاننا سنرى ان كان يقول شيئا يمكننا نفيه". ويشير تصريح وزير الخارجية الاميركي كولن باول المقتضب الذي يرفض التسرع في تبني خيار الحرب الى ان مؤيدي تحكيم المفتشين الدوليين لم يلقوا سلاحهم.
وكان باول قال تعليقا على الاسبوع الاول من عمليات التفتيش "اعتقد حتى الان اننا ازاء بداية جيدة نسبيا".