فاتح عبدالسلام
كمن يخرج للتو من حربٍ ضروس، بدأت اتنفس الصعداء، بعد أن خضت خلال الأيام القليلة الماضية أول معركة الكترونية.. من طراز الحروب الاستثنائية التي قلما اتعرض لها، وهي ان بعض أشرار وقراصنة الأنترنت استغلوا بريدي الألكتروني بعد ان لوثوه بفايروسات من العيار الثقيل أُرسلت إلي مشارق الأرض ومغاربها وما بينهما معاً، أُرسلت إلي عناوين أعرفها، وأخري لا أعرفها ،وبدأ اسمي يوضع لدي بعضهم علي (القائمة السوداء)... بما يشبه تماماً تلك القائمة السوداء، التي عرفتها من قبل، بسبب بعض الحاقدين الذين كانوا يستكثرون علي، وعلي أمثالي: الهواء/ الضوء/ الخبز/ الماء/.. عموماً..
لقد نبهني مكتبا جريدة الزمان في لندن ودمشق، ومسؤول hevgirtin د.محمد رشيد وأصدقاء آخرون... كثيرون ممن عرفوا إستغلال اسمي، الأمر الذي لم أدرك كنهه إلا في ما بعد عندما بدأت أعرف ما الذي يفعله هذا الفايروس اللعين، الذي بات يستهدف آخر قناة تواصل مع هذا العالم..
لذلك وجدتني خلال ساعات متواصلة وجهاً لوجه في حرب حقيقية مشتدة الوطيس، تختلف عن حروب الداحس والغبراء، لأن الضحية هي مواد اكتبها، وان كانت بلا دماء تراق، أجل... لقد كانت هذه الحرب تجربة صعبة علي، وانني كما كان يقول عني الشاعر الراحل حامد بدرخان: (لا أصلح للتعامل مع التقانة..) والعدو هذه المرة ليس كاتب تقرير يمكن ان انظر إليه شزراً، أو شتمه بقصيدة، ولا شرطياً يمكنني ان أدبج عنه نكتة طريفة أنال خلالها منه، بل إنه عدو معّد بسلاح الكتروني، يناسب عصر المعلوماتية والعولمة، وأنا لما أزل أحبو في مدارج هذا العالم، متكئاً علي عصا هشة...
ولعل فرحتي اكتملت حقاً، بعد ان بدوت كمن يخرج للتو من معركة كبري، أعيد توازني النفسي، واستطيع التواصل ــ كما كنت ــ مع من أحب، في كل أنحاء المعمورة، مدركاً تماماً ان المعركة بين الخير والشر لم تزل منذ زردشت وإلي الآن مستمرة.. مستعرة...
ولقد قال أحدهم ذات مرة: (انني أحسُّ يوجودي أكثر عندما يشتد علي حنق الأعداء، وغلهم)، ولعلي أستطيع أن أضيف: (إن هذا الإحساس يبدو أكبر عندما يكون العدو إلكترونياً، أليس كذلك؟).
لا أصاب الله (حواسيبكم) بفايروس.
الزمان
فاتح عبدالسلام
[email protected]