اوسلو-بيار-هنري ديهاي: وافقت الحكومة السريلانكية والمتمردون التاميل اليوم الخميس على مبدأ اقامة نظام فدرالي في سريلانكا بهدف التوصل الى تسوية سياسية في الجزيرة التي يمزقها نزاع اتني منذ 30 عاما.&واعلن الوسيط النروجي مساعد وزير الخارجية فيدار هلغيسين، في ختام اربعة ايام من محادثات السلام في اوسلو ان الطرفين "موافقان على التفكير بحل يرتكز على مبدأ حق تقرير المصير للمناطق التي يسكنها التاميل تقليديا على اساس هيكلية فدرالية في اطار سريلانكا موحدة".
&وهي المرة الاولى التي تتفق فيه كولومبو ونمور تحرير ايلام التاميل (الانفصاليون التاميل) على وضع دستور جديد يحل محل دستور العام 1978 الذي جعل من سريلانكا دولة وحدوية تعيش فيها غالبية سنهالية الى جانب اقليتين من التاميل والمسلمين.&وكانت المحاولات السابقة لاقامة نظام فدرالي التي قامت بها الحكومة من جانب واحد باءت جميعها بالفشل. لكن الامور اصبحت اكثر سهولة اثر القرار الذي اتخذه نمور تحرير ايلام التاميل في ايلول/سبتمبر لنبذ المطالبة بدولة منفصلة مقابل الحصول على حكم ذاتي موسع.
&وقال جي.لي. بيريس كبير مفاوضي الحكومة السريلانكية خلال مؤتمر صحافي في فندق بالعاصمة النروجية "انه التزام لا عودة عنه من اجل السلام. ان الحرب لن تقع".&وفشلت اربع محاولات سابقة لارساء السلام في سريلانكا.&من جهته قال انتون بالاسنغام كبير مفاوضي التاميل "لقد تعهدنا رسميا بعدم اللجوء الى العنف حين وقعنا على اتفاق وقف اطلاق النار في شباط/فبراير الماضي. لم يعد هناك حاجة للجوء الى العنف"، مؤكدا ان الاتفاق حول اقامة نظام فدرالي هو "قرار تاريخي لا سابق له".
واضاف ان "عملية السلام هذه مبنية على اسس متينة جدا".&وسيبحث الطرفان من الان وصاعدا مختلف الانظمة الفدرالية لا سيما منها الالماني والاميركي والاسترالي والسويسري والكندي.&ويفضل مسؤولو التاميل النظام الكندي لانه يتيح للاقاليم تنظيم استفتاء حول بقائها ضمن الاتحاد.
&لكن مصدرا دبلوماسيا نروجيا اوضح انه في حال اعتماد النظام الكندي فسيتم الغاء هذه البنود المتعلقة بحق تقرير المصير منه.&ووصف الدبلوماسيون النروجيون اتفاق اليوم الخميس بانه "الدعامة الاهم" في عملية السلام منذ دخول وقف اطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ في 23 شباط/فبراير الماضي.&ومنذ 1997، تلعب النروج رسميا دور وسيط ف سريلانكا للمساعدة على انهاء نزاع اوقع اكثر من 60 الف قتيل خلال ثلاثة عقود.
&وستعقد الجولتان المقبلتان من مفاوضات السلام (محادثات اوسلو كانت الثالثة) في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير في تايلاند على غرار اول جولتين من المحادثات.
&وستبحث الحكومة والمتمردون خلال المحادثات تقاسم السلطات وترسيم الحدود الجغرافية وحقوق الانسان ومسائل ادارية والاموال العامة والمسائل القضائية.&واكد بيريس "نريد التوصل الى تحقيق نجاح".